الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الاتجاهات السياسية في البيئة المسيحية: من الانتفاضة الى الفيديرالية الى المؤتمر الدولي

المصدر: النهار
Bookmark
من الانتفاضة الى الفيديرالية الى المؤتمر الدولي
من الانتفاضة الى الفيديرالية الى المؤتمر الدولي
A+ A-
 غسان صليبي  في غياب استطلاع للرأي، علمي وموثوق به، يصعب تحديد الاتجاهات السياسية بدقة في البيئة المسيحية اليوم. افترض في هذا النص، وبناء على ملاحظاتي وتحليلي الخاص، ان مواطني البيئة المسيحية يتوزعون على اربعة اتجاهات سياسية: إتجاه لا يزال منخرطا في الانتفاضة وما تحمله من أبعاد مختلفة؛ اتجاه يفضل الصيغة الفيديرالية في الحكم؛ اتجاه يؤيد طرح البطريرك الراعي حول المؤتمر الدولي وما يتضمنه من تمسك باتفاق الطائف؛ وأخيرا الاتجاه الذي يمثله "التيار الوطني الحر" والمتماهي اقليميا مع "حزب الله" والساعي محليا الى تعديل نظام الطائف.  افترض ان الاتجاه الغالب اليوم هو الاتجاه المؤيد للبطريرك، وان هذا الاتجاه هو نتيجة لما آلت اليه التبدلات في اوساط الرأي العام المسيحي، التي بدأت مع الانخراط في الانتفاضة مرورا بالعودة الى المناداة بالحل الفيديرالي، وصولا الى المطالبة بالمؤتمر الدولي. عشية الانتفاضة، وبعد الانتخابات النيابية الأخيرة، بدت البيئة المسيحية منقسمة سياسيا، مع تراجع تأثير "التيار العوني" لصالح "القوات"،  وبداية تنشيط الاحزاب القديمة كالكتائب والكتلة الوطنية، إضافة الى بروز كتل مستقلة عن الاحزاب خاضت للمرة الأولى الانتخابات النيابية الأخيرة. الانقسامات السياسية داخل البيئة المسيحية، بالمقارنة مع التماسك السياسي داخل المذاهب الأخرى، كانت لافتة منذ اتفاق الطائف وقد تُرجمت عمليا بدينامية ومنافسة في الانتخابات النيابية لم تشهدها البيئات المذهبية الأخرى التى طغت عليها اتجاهات شبه إحادية. هذه الانقسامات في البيئة المسيحية سهّلت بروز إتجاهات مستقلة عبّرت عن نفسها خلال الانتفاضة. يمكنني القول ان نسبة المشاركة في الانتفاضة في البيئة المسيحية كانت عالية نسبيا بالمقارنة مع البيئات الأخرى، التي شهدت ضغوطا أكثر حدّت من مشاركة المواطنين المسلمين. وقد تمظهرت المشاركة المسيحية من خلال مؤشرات بينها: - كثافة المشاركة الشعبية في ساحات متعددة: بيروت، جل الديب، الزوق، جبيل، زغرتا، وبشري، كما في بعض الساحات الاخرى. - مشاركة الاحزاب المسيحية، ولأغراض متعددة، في الانتفاضة، بإستثناء "التيار الوطني الحر".- غضب شعبي مسيحي عارم في اوساط المنتفضين ضد جبران باسيل تّرجم بشتيمة "الهيلا هيلا هو"، مما شكل نوعا من الانتفاضة داخل البيئة المسيحية ضد السلطة التي تدّعي تمثيلهم.  -...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم