الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الايجابيّة الحكوميّة لا ترتبط بوقائع ملموسة: والعقد الأساسية متعلّقة بحقائب ومطالب

المصدر: النهار
ماذا عن الخيارات التي يمكن أن يتّخذها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في حال استمرار الكباش الحكومي؟
ماذا عن الخيارات التي يمكن أن يتّخذها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في حال استمرار الكباش الحكومي؟
A+ A-
مجدبومجاهد
 
تبقى الإيجابيات المعبَّر عنها في سياق موضوع تأليف الحكومة صوريّة حتى اللحظة من دون القدرة على تخطّي العقبات والعثرات المتراكمة التي لا تزال خارج نطاق الحلّ. ولا تشكّل المعطيات المستمرّة في بثّ أجواء تفاؤلية حكوميّاً معطى يمكن اعتباره محسوساً، باعتبار أنّ أكثر من نقطة غير قابلة لإمكان الحلحلة تسيطر على واقع المشاورات الذي لم يصل إلى خواتيم خارج عن إطار البحث في السياق العام للأسماء. ما هي الأسباب والمعطيات التي تحول من دون القدرة على استيلاد الحكومة في مرحلة قريبة؟ وهل تبدو أقرب إلى الاستعصاء منه إلى القدرة على التوصّل إلى حلول قابلة للدخول في طريق التنفيذ؟

تشير المعطيات التي تؤكّدها مصادر مواكبة عن كثب لعملية التأليف وداعمة لخطوات الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في مسار التشكيل، بأنّ الاتجاه الحكوميّ ينحو إلى مزيد من السلبيّة والمراوحة والدوران حول الذات مع محاولة للقول إن ثمّة من يُخطئ بعيداً عن الفريق المقرّب من رئيس الجمهورية، في وقت لا مكان للايجابيات التي يحاول البعض إشاعتها أو التعبير عنها. وتتمحور العقد القائمة، وفق إشارة المصادر المواكبة نفسها، حول موضوع "الثلث المعطّل" الذي يبدو أنه لا يزال مطلوباً، وإن بشكلٍ مقنّع، لتمثيل حصّة فريق العهد مع التوجّه نحو إعادة التجربة نفسها التي سبق أن خاضها فريق رئيس الجمهورية مع الرئيس سعد الحريري واعتبار مسؤولية التعطيل مشتركة مع رئيس الحكومة المكلّف، فيما يحصل أن هناك نية واضحة للتبديل في بعض الأسماء المقترحة للتوزير واستبدالها بأسماء عونية الهوى بدلاً من ربط القرار النهائي لاختيار الوزراء بكامل الحكومة. ومن هنا، ليس واقعياً أنّ الحكومة اقتربت من الأميال أو الأمتار الأخيرة للإعلان عن تصاعد الدّخان الأبيض، انطلاقاً مما تؤكده المصادر المواكبة نفسها، في وقت لا يزال البحث مرتبطاً بالإطار العموميّ لاختيار الوزراء. وتقع المشكلة في كلّ مرّة يقترب بها البحث في موضوع "الثلث المعطّل"، إضافةً الى التطرّق لموضوع وزارتي الداخلية والعدل.

ماذا عن الخيارات التي يمكن أن يتّخذها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في حال استمرار الكباش الحكومي واشتداد الأزمة خلال الأشهر المقبلة؟ يتّجه ميقاتي إلى إعطاء كلّ الاتصالات مداها باعتبار أنّه لا يمكن الوصول إلى اتخاذ قرار صريح بمسألة الاعتذار عن عدم التأليف فجائيّاً لأن ذلك يرتبط في العمق بالناس الذين ساهموا في دعمه وتسميته لتولّي رئاسة الحكومة في عملية الاستشارات الملزمة. ولا يمكن الوصول إلى اتخاذ قرار صريح بالاعتذار من دون الوقوف عند رأي الذين ساهموا في تسمية ميقاتي ووضعهم في صورة التطوّرات الحاصلة لاتخاذ قرار صريح وتغطيته سياسيّاً. ولن يحصل الاعتذار قبل استنفار كلّ الاتصالات وإعطاء مداها ووضع الشخصيات التي دعمت ميقاتي في الصورة قبل الوصول إلى أيّ قرار.

في غضون ذلك، تُفتح المرحلة المقبلة على مزيد من المشاورات التي لا بدّ أن تحمل معها جديداً في غضون الأيام المقبلة من دون المبالغة في التوقّعات التي لا يمكن أن تخرج عن إطار الاستمرار في عمليّة التشاور والأخذ والردّ، الذي لا يتوقّع أن ينتج عنه أيّ نتائج عمليّة، طالما أن العقد ترتبط في رأي المصادر بشكل أساسي بمسائل أساسية من أبرزها الحديث عن الحقائب المرتبطة رئيسياً بتلك التي ستضطلع بدور بارز في الاستحقاق الانتخابي المرتقب. وثمّة من يرى أن المعركة التي يخوضها عدداً من القوى السياسية من خلال الحكومة المقبلة، هي مسألة مرتبطة بواقع التموضعات للمرحلة المقبلة أكثر منه بعملية تشكيل الحكومة نفسها، انطلاقاً من البحث المستمرّ لبعض القوى والأحزاب عن حجز أدوار أساسية في المرحلة المقبلة التي ستأتي بُعَيد عملية التأليف.

[email protected]
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم