الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"المستكشِف" بو صعب: ملء الفراغ بتكرار التمهيد لحوار تحت قبة البرلمان

المصدر: "النهار"
بوصعب وجعجع.
بوصعب وجعجع.
A+ A-
يستكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب جولاته على رؤساء الكتل النيابية في محاولة لايجاد مخارج لأزمة الفراغ الرئاسي بعد اكثر من 6 أشهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. فما حظوظ نجاح محاولته وهل هي تكرار لمشهد الترسيم البحري؟

ربما اصاب بو صعب عندما افتتح جولته التشاورية بلقاء رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بعدما تمترس كل طرف خلف خياراته الرئاسية بالاتكاء الى السقف العالي الذي رسمه كل طرف ومنهم "حزب الله".

فالحزب اعلن دعمه للوزير السابق سليمان فرنجية، ودعا "شركاءه في الوطن" الى تسمية مرشحيهم والذهاب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية.


"مهمة صعبة"

منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس عون، بدأت قوى وشخصيات سياسية الحديث عن مبادرات لتلافي الوقوع في الشغور في سدة الرئاسة، لكن المبادرات الجدية بدأت بعد الانتخابات النيابية واستمرت بعد الاول من تشرين الثاني الفائت.

فـ"التيار الوطني الحر" حمل مواصفات الرئيس العتيد وجال على معظم الكتل النيابية، وكذلك فعل نواب "التغيير" قبل التشظّي الذي اصاب صفوفهم، غير ان اكثر المبادرات جدية كانت مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي سبق له ان استهل مشاوراته الرئاسية مع "حزب الله" (تماماً كما فعل لاحقاً بو صعب)، وحاول تسويق مرشحين للرئاسة بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون. لكن المسعى الجنبلاطي اصطدم بمعارضة اكثر من كتلة. وبعد الخضوع للواقعية السياسية انسحب جنبلاط من حلبة المبادرين صاباً جام انتقاداته على مَن سمّاهم اللاعبين الاساسيين وهم "حزب الله" والنائب جبران باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

لم تمضِ ايام قليلة على تراجع مبادرة التقدمي حتى ملأ بوصعب "فراغ المبادرات" بحراك بدأ من حارة حريك وانهى جولته الثانية امس في معراب التي كانت اوصدت ابوابها في وجه دعوة رئيس المجلس نبيه بري للحوار، وكذلك أدارت الاذن الصمّاء لمبادرة تكتل "لبنان القوي" ورئيسه باسيل على قاعدة عدم تكرار "خطأ 18 كانون الثاني 2016 " أو ما عُرف بـ"تفاهم معراب".

لكن نجاح بو صعب المقرب من بري ومن باسيل في العبور الى معراب يعدّ بحد ذاته نجاحاً للتكتل الذي ينتمي اليه نائب رئيس البرلمان، وإن كان الاخير لم يحضر للقاء رئيس "القوات" سمير جعجع بتلك الصفة، وانما بصفته نائب رئيس مجلس النواب الذي يضم كتلاً برلمانية عدة في مقدمها كتلة "الجمهورية القوية".

ويتطلع بو صعب الى إحداث خرق لدى الكتل النيابية ومن ابرزها "القوات" ككتلة مسيحية كبيرة ووازنة في البرلمان، ويتكىء الى تجارب ناجحة له منها الترسيم البحري، علما ان الترسيم استهلك اشهرا طويلة للوصول الى حل رسم اطاره بري وقبل به الحزب، فيما الفراغ في سدة الرئاسة والذي بات ثاني اطول فراغ بعد الطائف، لا يمكن تركه للاشهر الطويلة.

وبحسب متابعين لمبادرة بوصعب، فإن المهمة صعبة مادام الاستعصاء الرئاسي مستمرا في ظل توازن سلبي، وان العضو في تكتل "لبنان القوي" على ثقة بانه لا يستطيع الترويج لمرشح للرئاسة وان كان يميل الى مرشح محدد، وهذا حق لكل نائب.

اما افق مبادرة بو صعب وما اذا كانت ستفضي الى جمع الاطراف السياسيين الى طاولة حوار، سبق لبري ان دعا اليها في 29 ايلول الفائت، عندما رفع الجلسة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية بعد حصول النائب ميشال معوض على 36 صوتاً مقابل 63 ورقة بيضاء، مع الاشارة الى ان بري سبق له ان حدد مواصفات الرئيس العتيد في مهرجان صور في 31 آب الفائت وعاد وكررها اكثر من مرة الى ان اعلن انها تنطبق على فرنجية. والسؤال: هل يمهد بو صعب للحوار نيابة عن بري؟ ليس واضحاً ما اذا كان هذا هو الهدف من الحراك الراهن وان كانت المؤشرات الى ذلك ليست قليلة.

وثمة سؤال آخر عما اذا كان التكتل الذي ينتمي اليه بو صعب سيلبي الدعوة للحوار، وما الامور التي ناقشها مع رئيس التكتل وهو يعلم المحددات التي يتمسك بها لانهاء ازمة الشغور في سدة الرئاسة، وما اذا كان نائب رئيس البرلمان لا يزال ملتزماً توجهات التكتل ام ان هامش الحركة امامه كبير كونه غير منتم حزبياً لـ"التيار الوطني الحر"؟

فهل ينجح نائب رئيس المجلس في مهمة صعبة تكاد تكون مستحيلة وان كان الحراك السياسي مطلوبا في هذه المرحلة؟ الاجابة ربما ليست في متناول من بادر الى الحراك وان كان بو صعب "اقدم حيث لا يجرؤ الآخرون" سواء في اقتراح التمديد للبلديات او حتى في الترشح لنيابة رئاسة المجلس وفوزه الصعب بذلك المنصب في 31 ايار 2022.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم