السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

السُلطة أَفْشَلَت الدَولة. أَيُّ صورةٍ أَبقى للوطن؟ (3): باقٍ بَعد أَلف عام

المصدر: "النهار"
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
باريس - د. عبد الله نعمان


كثيرون يعرفون أَنَّ لامرتين كان سفيرًا ونائبًا وعضوَ مجلس الشيوخ ووزيرَ خارجية فرنسا. وقلّ مَن يعرفون أَنّه ترشّح للانتخابات الرئاسية فلم يحالفْه الحظ. بعد قرنَين على وفاته نسيَ الناس مناصبه الإِدارية الرفيعة جميعَها، وبقي في ذاكرتهم أَنه أَديبٌ مُبرِّز وشاعر موهوب دخل التاريخ من بابه العريض.

قياسًا: عندما زار الشاعر المصري أَحمد شوقي لبنان وكتب في زحلة "عروس البقاع" قصيدته "يا جارة الوادي"، أَراد رئيس الجمهورية عهدئذٍ شارل دباس أَن يُكرِّم "أَمير الشعراء"، فأَقام له احتفالًا، ودعاه للدخول قبله إِلى قاعة الاستقبال. تهيَّب شوقي الولوج قبل رئيس البلاد فأَصرّ الدبّاس: "تفضّل. مَن أَنا إِن قُورِنتُ بك؟ أَنا رئيس جمهورية لفترة محدَّدَة. أَما أَنت فبَعد أَلف عام سيستمرّ الناس يلهَجون باسمكَ، وستبقى قصائدكَ تُدرَّس في المعاهد والجامعات، وأَنا سأُصبح منسيًّا، نادرًا مَن سيذكرني بعد سنوات قليلة من مغادرة منصبي".

هكذا السياسة والأَدب: الأُولى عَرَضيّة عابرة تزول برحيل أَصحابها، فيما الأَديب له البقاءُ صدارةً وخُلُودًا.

للمشاركة: [email protected]
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم