الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

المطران عوده: لحكومة تعمل ليلَ نهار ولنُبعد لبنان عن صراعات المنطقة

المصدر: "النهار"
المطران عوده (أرشيفية).
المطران عوده (أرشيفية).
A+ A-
ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده غطة الأحد، فأكّد فيها أنّ "مَـــنْ يُــريـــدُ أَنْ يَــعــمَــلَ حَــقًّـــا، فَــلْــيُــدافِــعْ عَــنِ الــجــائِـــعِ والــعَــطــشــانِ والـعُــريـــانِ والــمَـظــلـــومِ والــمَــنــكـــوبِ والــمُــشَـــرَّدِ كـــائِــنًـــا مَـــنْ كـــان، لأَنَّ إِيــمــانَــنــا يَــنُــصُّ عــلــى أَنَّ الإِنــســـانَ مَــخــلـــوقٌ عــلـــى صـــورَةِ اللهِ ومِــثـــالِـــهِ، والإِنــســـانِــيَّـــةُ لا لَـــونَ لَــهـــا ولا مَـــذهَـــبَ ولا قَــبــيــلَـــة"، مشيراً إلى أنّ "الــمَــســـؤولُ، خُــصـــوصًـــا الــمَــســيــحِـــيّ، يَــكـــونُ مَــســـؤولًا عَـــنِ الــجَــمــيـــعِ، لا عَـــنْ أَتــبـــاعِـــهِ ومُــنــاصِــريـــهِ والــمُــهَــلِّــلــيـــنَ لَـــهُ فَــقَــط، لأَنَّ الـــوَطَـــنَ هُـــوَ لِــجَــمــيـــعِ مُـــواطِــنــيـــهِ، وكَـــذَلِـــكَ مَـــن كـــانَ مَــســـؤولًا فــيـــه".
 
وتابع: "لأَنَّ الـــوَطَـــنَ لِــلــجَــمــيـــعِ، كَـــذَلِـــكَ مُـــؤَسَّــســـاتُـــهُ، وإداراتُـــه، ووِزاراتُـــهُ، فمِـــنَ الــمُــعــيـــبِ فـــي بَــلَـــدٍ أَنْ يَــتَـــوَقَّـــفَ تَــشــكــيـــلُ حُــكـــومَـــةٍ بِــسَــبَـــبِ أَداءٍ قَــبَــلِـــيٍّ، كُـــلُّ واحِـــدٍ فــيـــهِ يُـــريـــدُ حِــصَّـــةَ قَــبــيــلَــتِـــهِ ومَــصــلَــحَــتَــهـــا قَــبـــلَ مَــصــلَــحَـــةِ الــبَــلَــدِ والـــمـــجـــتـــمـــع، حَــتَّـــى ولَـــو كـــانَ هَـــذا عــلـــى حِـــســـابِ تَــجـــويـــعِ الــمَــلايــيــنِ مِـــنَ الــنَّـــاسِ وإِيــقـــافِ عَــمَـــلِ مِــئـــاتِ الــمُـــؤَسَّــســـاتِ، وإِفـــلاسِ عَــشَــراتِ الــقِــطــاعـــات"، متسائلاً: "فـــي أَيِّ عَــصـــرٍ نَــعــيــش؟".
 
وأكّد عوده أنّه "عــلــيــنـــا كــســرُ الــطـــوقِ الــطـــائــفـــي والــمــذهــبـــي إن كــنـــا نـــريــدُ الــخـــلاص"، معتبراً أنّ "الــحــلّ فــي اســتــظـــلالِ رايـــةِ الـــوطـــن. ومَــنــطـــقُ الاســتــقـــواءِ مـــرفـــوضٌ كــائــنــاً مَـــنْ كـــان مـــن يـــقـــومُ بـــه. كـــفـــى تــقـــديـــمُ الــمــصــالــحِ الــخــاصــة عــلـــى مــصــلــحــةِ الــشــعـــب"، مضيفاً: "لا يــجـــوزُ أن يــتــفـــرّدَ أحـــدٌ فـــي لــبــنـــان بــمــصــيـــرِ الــبــلـــدِ ونـــاسِـــه، كـــائــنًـــا مَـــن كـــان". 
 
وتابع: "فـــي الــمــاضـــي الــقــريـــبِ أتــحَــفـــونـــا بـــالــديــمـقــراطــيــة الــتــوافــقــيـــة"، متسائلاً: "لِـــمَ يـــجـــوزُ الــتــوافــقُ فـــي أزمــنــةٍ ولا يــجـــوزُ فـــي أخـــرى؟"، مؤكداً: "لــغـــةُ الــتــحـــدّي والــتــهــويــلِ مــرفــوضــةٌ فــي وقـــتٍ مــطــلــوبٌ فـــيـــه الـــتــنـــازلُ عـــن الــمــصــالـــحِ، والاتــفـــاقُ بــيـــن الــمــســـؤولــيـــن، والالــتــفـــافُ حـــولَ فــكـــرةِ الــوطـــنِ الــواحــدِ الــحـــرِ والــمــســتــقـــلِ، لــلــخـــروجِ مـــن الأزمـــة. الاســتــقـــواءُ لا يـــدوم. الـــوطـــنُ هـــو الــثـــابـــت. لـــذا مــطــلــوبٌ الــكــفُّ عـــن الــكـــلام والـــتـــراجـــعُ عـــن الــمــحـــاصــصـــةِ وتــقـــاســـمِ الــســلــطــة وتــشــكــيـــلُ حــكـــومـــةٍ تــنــكـــبُّ عــلـــى الــعــمــلِ لــيـــلَ نــهـــار، والــبــدءُ بــســلــســلــةِ إصـــلاحـــاتٍ تُــطــمــئِــنُ الــشــعــبَ والــخـــارجَ، عـــوضَ نَــعـــي مـــا وصــلْــنـــا إلــيـــه. ولــنــبــعـــدْ لــبــنـــانَ عـــن صـــراعـــاتِ الــمــنــطــقـــة فـــي هـــذا الــظـــرفِ الــصــعـــب، كـــي لا نـــدفـــعَ ثــمـــنَ صـــراعـــاتِ الآخـــريـــن"، مؤكداً أنّ "لــبــنـــان هـــو وطــنُــنـــا، واســتــقـــلالُـــه وحـــريــتُـــه واســتــقـــرارُه وإبــــعـــادُه عـــن كـــلِّ مـــا يــجـــري خـــارجَ حـــدودِه يـــعـــودُ بـــالــمــنــفــعـــةِ عــلـــى الــجــمــيـــع. الــمــطــلـــوبُ تــفـــاهـــمٌ وتــعـــاونٌ لا تــصــفــيــةُ حــســـابـــاتٍ يــدفــعُ الــمـــواطــنُ وحـــدَه ثــمــنَــهـــا مـــن أمــنِــه واســتــقـــرارِه ولــقــمـــةِ عــيــشــهِ ومــســتــقــبـــلِ أولادِه".
 
وأضاف عوده: "نــخـــاطـــبُ ضــمـــائــرَكــم مـــرةً جــديــدة: ضــعـــوا انــتــمـــاءاتِــكـــم وطــمـــوحـــاتِــكـــم ومــكـــاســبَــكـــم جــانــبًـــا وشــكّــلـــوا حــكـــومـــةً تُــجـــري الإصـــلاحـــاتِ الــضـــروريـــة، وتــعـــملُ عــلـــى إنــقـــاذِ مـــا تــبــقـــى مـــن لــبــنـــان. يــبـــدو أنّ اهــتــمـــامَ الــعـــالـــمِ بــلــبــنـــان أكــبـــرُ مـــن اهــتــمـــامِ الــمــســـؤولــيـــن بـــه"، متسائلاً أيضاً: "أيـــةُ صـــورةٍ عـــن لــبــنـــانَ نــعــطـــي لــلــعـــالـــم؟ كــلُّــنـــا عـــايــنّـــا مـــا أوصــلَــتْــنـــا إلــيـــه الــســيـــاســـةُ والــســيـــاســيـــون. لــنــتـــركْ الــخــبـــراءَ وأصــحـــابَ الإخــتــصـــاصِ يــعــالــجـــون مـــا أفــســدَه الــســيــاســيــون بـــأنـــانــيـــاتِــهـــم ومــحـاصــصـاتِــهـم، لأنّ مــصــلــحـــةَ لــبــنـــان قــبـــل مــصــلــحـــةِ الــحــكـــام، الــمـــرجـــو مــنــهـــم تــنـــازلاتٍ عــلـــى قـــدرِ عِــظـــمِ الــمـــأســـاة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم