الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل يبقى الحريري صامتاً أمام محاصرته بالاتهامات؟

المصدر: "النهار"
الرئيس سعد الحريري ("النهار").
الرئيس سعد الحريري ("النهار").
A+ A-
لم تترك الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشية الذكرى الـ77 للاستقلال أي شك لدى الأوساط الراصدة لتطورات المسار الحكومي في عدم توقع أي حلحلة وشيكة للتعقيدات التي تواجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تشكيل الحكومة الجديدة. فبعد شهر كامل على تكليف الحريري تبدو الصورة موغلة في التعقيدات، بل في الغموض الذي يترك اللبنانيين فريسة المجهول والتساؤل الذي لا جواب عليه حول الموعد المحتمل للخروج من نفق الانسداد وتجنب انهيار الوضع اللبناني برمته نحو الأسوأ. واذا كانت الأوساط المشار اليها تجد بعض التبريرات للرئيس عون في كلامه عن جوانب عدة اثارها في كلمته خصوصا لجهة تعبيره عن الصدمة في ملف التدقيق الجنائي ولو انه لا يعفى الفريق الرئاسي نفسه من تبعات الإخفاق الذي مني به فان هذه الأوساط لا تجد تبريراً للانتقادات المبطنة التي وجهها عون الى الحريري بالدرجة الأولى وربما سواه بالدرجة الثانية حول مسار تأليف الحكومة في حين يعرف القاصي والداني ان مبعث تعقيدات تشكيل الحكومة توقف في قصر بعبدا منذ قرر سيد العهد الانقلاب على تفاهمات كانت تحققت بينه وبين الحريري قبل اعلان العقوبات الأميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في رد فعل مباشر عليها أدى الى تجميد مهمة الحريري حتى إشعار آخر.
 
وتلفت الأوساط الراصدة لملف مسار تأليف الحكومة هنا الى ان الموقف التي عبر عنه الرئيس عون في انتقاداته لمسالة اعتماد المعايير الموحدة وعدم التلطي وراء رهانات خارجية لا يختلف اطلاقا عن الموقف الذي يدأب التيار الوطني الحر على إطلاقه منذ بدأ تأخير تشكيل الحكومة بقرار واضح وتوزيع أدوار لا يخفى على احد بين الرئيس وصهره. بل ان الرئيس عون لم يجد حرجا في استعمال الادبيات العلنية نفسها للتيار الوطني الحر الذي كانت الهيئة السياسية فيه أصدرت قبل ظهر السبت بيانا تضمن موقفها من تأليف الحكومة فجاءت كلمة عون مساء كأنها ترداد للموقف إياه بلا أي زيادة او نقصان . مفاد ذلك بالنسبة الى الأوساط الراصدة نفسها ان الملف الحكومي ذاهب الى مزيد من التجميد والتعقيد والشروط التي ستضع الرئيس المكلف اكثر فاكثر في زاوية الاحراج وتضطره الى اتخاذ مبادرات لا يمكنه التأخر فيها اما لكسر جدار المراوحة بإنجاز تشكيلته وعرضها على عون وليكن ما يكون سواء قبلها او رفضها واما بكسر جدار الصمت والتكتم وكشف الأمور على الرأي العام ولو أدى ذلك الى تداعيات سلبية مع بعبدا.
 
فما دام عون لم يجد حرجا من اطلاق سهام الانتقادات والاتهامات للحريري في وقت يتحمل هو التبعة الحقيقية لمنع الحريري من استكمال مهمته فلماذا سيبقى الحريري في موقع التكتم والصمت خصوصا اذا تبين ان التعقيدات المفتعلة امامه قد تكون غطاء لرهانات إقليمية لدى العهد وحليفه حزب الله بتمديد الازمة الحكومية الى السنة المقبلة؟ في أي حال تشير المعطيات الراهنة الى ان الأسبوع الطالع قد يشهد تطورات وتحركات لن يبقى معها واقع المراوحة مقبولا ومستمرا من دون ردات فعل من شانها نقل مسار تأليف الحكومة الى مرحلة مختلفة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم