الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

يا حكّام لبنان، أنا أخجل بكم

المصدر: النهار
Bookmark
بكركي (تصوير مارك فياض)
بكركي (تصوير مارك فياض)
A+ A-
بطرس حرب أكتب اليوم لأعبّر عن مخاوفي، التي بلغت حدّ الهلع، على المصير المظلم الذي جرّنا إليه مَن تولّى الأحكام في لبنان، نتيجة فشلهم الذريع وعدم كفاءتهم وجشعهم وفسادهم وارتهانهم وتقديم مصالحهم الشخصية على مصالح شعبهم ودولتهم.أكتب لأنني أرفض الاستسلام وأقاوم اليأس والإحباط، لأنّني من أهل الرجاء، ولأنّني لا أزال أؤمن بحق شعبنا في الحياة الكريمة الحرّة. لم يشهد تاريخ لبنان هذا القدر من التخلّف والجشع والفساد والصراع على المكاسب والازدراء بمصير شعبه، كما شهدت هذه المرحلة البائسة التي نمرّ فيها. فالسيادة اُستبيحت من الخارج بأدوات داخلية ارتهنت عقائدياً ودينياً ومادياً وعسكرياً له، وبتغطية رئيس البلاد. والمؤسسات الدستورية معطّلة، والأحزاب والقوى السياسية تمعن في استمرار تعطيلها، والقضاء مسخّر لخدمتها، والحياة السياسية الديموقراطية، التي انفرد لبنان بالتميّز بها في محيطه، تحوّلت من نقاش ديموقراطي وتنافس شريف على الخدمة العامة إلى ساحة للشتائم والاتهامات المتبادلة، وإلى سوق عكاظ يتبارى فيها الفاسدون للتبشير بالعفّة ومكافحة الفساد، تتصارع فيها القوى الحاكمة على السلطة، ما أدّى إلى إفلاس البلد، بعدما كان رمزاً للبحبوحة والازدهار، وما أسقط نظامنا المصرفي بعد امتناع المصارف، المؤتمنة على مدّخرات الناس، عن إعادة هذه الأموال لهم لأنّها طمعت بفوائد عالية من توظيف هذه الودائع في سندات الخزينة، ما وفّر للحكام الفاسدين الأموال ليقتنصوها، وأدّى إلى حرمان الشعب من حقوقه المشروعة وعرّضه للعوز والجوع، ناهيك بالآثار الكارثية لجائحة كورونا التي أودت بحياة الناس، وعطّلت الحركة الاقتصادية، بالإضافة أخيراً إلى مأساة تدمير بيروت الناتجة من إهمال المسؤولين.  أمّا حرية الرأي، فحدِّث ولا حرج، فهم يحاولون قمعها اغتيالاً أو ترهيباً، ولنا في استشهاد المفكّر السياسي والناشط لقمان سليم آخر نموذج عنها.   نتيجةً لذلك، تدخّل أصدقاء لبنان ومحبّوه، كفرنسا مثلاً، التي اقترحت تشكيل "حكومة مهمة" موقّتة من الاختصاصيين الأكفياء المستقلّين، ينحصر دورها بإيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية وتعمير بيروت، على أن تفسح المجال الأحزاب والقوى السياسية المتصارعة والفاشلة والمتورّطة بإفلاس البلاد، ما يشجع المجتمع الدولي على دعمها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم