الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

في ذكرى 13 نيسان: الحاجة إلى سرديّة وطنية كبرى

المصدر: النهار
Bookmark
مبنى شاهد على آثار الحرب الأهلية (حسام شبارو).
مبنى شاهد على آثار الحرب الأهلية (حسام شبارو).
A+ A-
 الدكتور كمال ديب - كندا يمرّ يوم 13 نيسان، ذكرى حرب لبنان الخامسة والأربعين، والبلاد تعاني من تنين متعدّد الرأس: الغلاء والتعثر الاقتصادي وفيروس كورونا والأزمة الحكومية المقيمة وتداعيات انفجار المرفأ. وهذه المناسبة هي لحظة يقظة بأنّ انسداد الأفق في مواجهة هذا التنين ليس حتمياً بل يمكن هزيمته بتجاوز العوامل التي أوصلت إلى 13 نيسان 1975 ثم الانطلاق نحو سردية وطنية كبرى.  السرديات الطائفية الأربعلقد نجح الرئيسان كميل شمعون وفؤاد شهاب في خلق سردية وطنية كبرى استمرت حتى العام 1974 وشهدت تحولات اجتماعية وسياسية نحو الدولة المدنية والمواطنية الجامعة. ولكن بعد اندلاع الحرب عام 1975 تسلّلت تدريجاً أربع سرديات طائفية، لكل منها عواملها الآنية والتاريخية وهي: السرديّة المارونية والسرديّة المسلمة السنيّة والسرديّة المسلمة الشيعيّة والسرديّة الدرزيّة. وهي سرديات موقتة أساسها مشاعر جيّاشة، بعض تفاصيلها صحيح وبعضها من تدليك الحقائق، نشرحها هنا بإيجاز:   السرديّة المارونية التي يعلنها من دون رتوش حزب "القوات اللبنانية"، تقول إنّ المسيحيين هم في حال مواجهة مع المسلمين منذ 1400 سنة، تخّللتها استثناءات قليلة أبرزها حقبة الفرنجة (الصليبية 1097-1307). وفي سياق هذه السردية، إنّ العصور الأموية والعباسية والمماليك هي حقبات اضطهاد وظلم للمسيحيين وبخاصة في جبال لبنان، حتى كاد الحضور المسيحي ان يندثر. وأنّ ما زاد الطين بلّة أنّ حكم المماليك قد استُبدل بعصور الظلام العثماني منذ 1516، حيث نكّلت السلطنة بالمسيحيين وأيّدت المجازر ضدهم وساهمت في الاعتداء على مناطقهم، ودعمت القضاء عليهم في الفترة 1840 -1861. ولذلك لم يهنأ العيش للمسيحيين إلا بعد ولادة متصرفية جبل لبنان برعاية غربية بعيداً من حكم المسلمين لمدّة نصف قرن، ثم ولادة لبنان الكبير على يد القابلة الفرنسية عام 1920 فارتاح مسيحيوه وباتت لهم اليد العليا. إلا أنّ المواطنين المسلمين في لبنان احتضنوا الفلسطينيين الذين هدّدوا استقرار لبنان وجلبوا تدخّل سوريا واحتلالها للبنان طوال 32 عاماً. وهذا الواقع فرض على المسيحيين اللجوء إلى مقاومة مسلّحة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم