سياسة 07-12-2022 | 17:49

هل يكون الشارع خطّة ضغط بديلة لانتخاب رئيس؟

المصدر: "النهار"

هل يكون الشارع خطّة ضغط بديلة لانتخاب رئيس؟

مجلس النوّاب. (حسام شبارو)

وسط حلقات العقم التي تتّسم بها جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، يبدو أنّ

المرحلة المقبلة على لبنان، هي مرحلة انسداد للحلول لأمد غير منظور، لذلك ينتظر اللبنانيون بوادر فرج أو جواباً على سؤال "إلى أين؟".

وأمام انعدام الأمل في انتخاب رئيس، هل من الممكن أن تتّجه الأحزاب السياسيّة السيادية إلى خطّة بديلة واللجوء إلى الشارع لممارسة الضغط على المجلس؟

من جهة "القوات اللبنانية"، اعتبر عضو تكتل "الجمهوريّة القويّة" النائب جورج عقيص في حديث مع "النهار"، أنّ "النزول إلى الشارع أمر محفوف بالمخاطر، وليس من السهل اتّخاذ قرار بهذا الحجم، خصوصاً أنّ نزول "القوات" تحديداً سيكون نتيجة قرار كبير جدًّا مقروناً بحدث كبير جدًّا، لأنّ نزول "القوات" يختلف عن نزول أيّ فريق آخر إلى الشارع".

وقال: "القوات" اليوم تُعدّ أكبر كتلة نيابية وأكبر كتلة مسيحية وتعبّر بشكل كبير عن نبض الشارع المسيحي، وفي حال نزولها إلى الشارع لا يمكن أن يؤدّي إلى خروجها منه في اليوم التالي، بل سيكون بمثابة رسالة خطيرة جداً". وتابع عقيص: "ما يحدث اليوم خطير، ومتنبّهون له ونحذّر منه، ألا وهو استسهال الشغور في موقع الرئاسة الأولى، الذي يمثل ما يمثل من الناحية الطائفية ومن الناحية الدستورية، إذ هناك فرقاء يحاولون إرساء مناخ وجوّ بأنّ الأمور يمكن أن تسلك مسارها الطبيعي ولو من دون رئيس، وباتفاق بين رئيس مجلس نواب ورئيس حكومة يمكن أن تسير عجلة الدولة، وهذا يعتبر خرقاً لما تمّ الاتفاق عليه في الطائف، ولفكرة قيام لبنان منذ نشأته، لذلك تُبحث اليوم كلّ الاحتمالات".

وشدّد عقيص على أنّ "القوات لديها مبدأ ثابت أن لا عودة إلى الاقتتال، لذلك إذا كان النزول إلى الشارع يمكن أن ينتج صداماً في الشارع مع أيّ مكوّن لبنانيّ آخر، ستتجنّبه القوات بشكل قاطع. أمّا إذا كان النزول إلى الشارع بشكل سلمي من أجل الضغط لانتخاب رئيس جمهورية، عندها يتمّ درس الموضوع بتفاصيله وآلياته، وما إذا كان بالإمكان أن ينتج ضغطاً على القوى السياسية التي يتشكّل منها البرلمان من أجل دفعها إلى الانتخاب. وقال: "لا أنفي قطعاً إمكانية نزول القوات إلى الشارع ولا أؤكّد، خصوصًا في القريب العاجل، فالنزول إلى الشارع كأيّ خيار آخر تنكبّ القوات على درسه، انطلاقاً من أمرين، الأول، ما يمكن أن يحقّق من نتائج في عملية انتخاب رئيس الجمهورية، والثاني عدم تهديده السلم الأهلي والمصلحة الوطنية العامة".

في المقابل رأى عضو تكتل "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبد اللّه أنّ "الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإنتاج رئيس، الحوار والانفتاح والترفع فضلاً عن التنازل لمصلحة الوطن، ولا خيار آخر"، مضيفاً: "لو كان في لبنان شارع واحد موّحد من الممكن أن تنجح الخطة، لكنّ المشكلة الأبرز تكمن في نظامنا الطائفي، وهناك عدة شوارع". واعتبر أن المطلوب من مجلس النواب بكتله وأعضائه ونوابه الترفع والارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والاجتماعية لأنّ البلد منهار."

وكان لنائب "التيار الوطني الحرّ" جيمي جبور رأي مماثل، وقال لـ"النهار" إنّ "اللجوء إلى الشارع هو خيار لن يتّخذه "التيار" قريباً ولا أعتقد أننا بحاجة اليه الآن، توجد حلول بديلة مختلفة، من بينها اتّخاذ خطوات جديّة في الملفّ الرئاسي قد يكون مؤثرًا أكثر من اللجوء إلى الشارع، طالما أنّ المؤسسات الرسمية تعمل بما فيها مؤسسة مجلس النواب، ما يعني أنّ الأمور متاحة بعد أمام النواب لاتّخاذ خيارات يمكن أن تعدّل أو تغيّر بموازين القوى، وبالتالي لا حاجة لاستخدام الشارع لانتخاب رئيس".

وأشار جبور إلى أنّ الأهمّ إيجاد الوسيلة الأنجح والأفعل لانتخاب رئيس، منها الحوار والتفاهم وتغيير قواعد اللعبة، مستشهدًا بكلام النائب جبران باسيل الذي يدلّ على أنّ خيارات التيار في ما خصّ التسمية والورقة البيضاء ستتبدّل في المرحلة المقبلة، وقد تبدأ من جلسة الغد الرئاسية.