السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ريمي عقل لـ"النهار": "البقلاوة" تأكيد الذهنية الذكورية... والرجل ليس خصمنا

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
ريمي عقل.
ريمي عقل.
A+ A-
أطلقت في منتصف الشهر الماضي الفنانة اللبنانية الشابة ريمي عقل فيديو كليب بعنوان "البقلاوة"، أنتجته جمعية "أبعاد" كجزء من حملة "صانعة أمان". ويعتبر العمل من أكثر الأعمال إثارة للجدل في العام 2020، إذ فتح وابلاً من النقاشات والتعليقات المتفاوتة في تفسيرها، سارداً ما تتعرّض له المرأة من تسليع وتحرّش في المجتمعات العربية، ومترجماً القصص والروايات إلى حلوى عربية هي "البقلاوة" كتوصيف رمزيّ إزاء ما تتعرّض له النساء من تعنيف جسدي ولفظي، منادياً بحقهنّ بالأمن والأمان.
 
العمل المصوّر حصد أكثر من 3 ملايين و700 ألف مشاهدة في حساب ريمي عقل في "إنستغرام"، وتربّع مصطلح "البقلاوة" الترند مطلقاً صفّارة الآراء محورها المرأة في العالم العربي.
 
 
ولدى سؤال عقل عن التفسير الفعلي للعمل وسبب اللجوء لعبارة "البقلاوة"، أجابت: "عبارة بقلاوة جاءت لترجمة كيف ينظر بعض الذكور (وليس الرجال) للمرأة (كانت من تكون) في اللحظة التي تمرّ فيها بجانبه "إذا طيبة أو لأ"، وهنا أكرّر، نظرة بعض الذكور وليس نظرة ريمي إذ لم أخصّص نفسي". وتلفت: " في منطقي، كل امرأة هي جميلة وكل ما خلقه الله جميل .فإذاً أنا لم أخصّص ولم أنوّه على جمال المرأة"، وتضيف: "بقلاوة أو (طيبة) هي نقل عن منطق ذكوري (بعض الذكور) لا يعتبر المرأة من الاساس، رآها أم لم يرها. إذا كانت من ظهرها أم منقّبة أو محجّبة". 
 
وتتابع: "أؤمن بمنطق واحد، إذا أردنا أن نستبدل المنطق والذهنية الذكورية بأخرى، لا بدّ لنا ان نخترع لغة آمنة، نعبّر فيها ويعبّر هو فيها كي نصل إلى النتيجة المنشودة. فالنسويّة هي لغة. القضيّة هي لغة. الرجل ليس خصمنا. المنطق والنظام الذكوري المتوارث هو الموضوع الاساسي والسبب الرئيسي. هذا الفيديو هو لغة آمنة لا أقول فيها فقط "لا تغتصبني" بل أقول أيضاً: دعنا نبدل كل شيء تعلّمناه أنا وأنت، نحكي ونعبّر لبعض بأمان في بلد آمن، لغة آمنة، حديث آمن، وشريعة آمنة، لذلك لم أستخدم العنف اللفظي لأننا بالأساس ضدّه"، وتضيف: "مثالي الأعلى أشخاص حاربوا الحرب بالسلام لحل السلام، حاربوا الطبقية بالسلام لحل المساواة، حاربوا العبودية بالسلام لمنع العنصرية".
 
وتشير عقل في هذا الإطار إلى أن "العمل كان بمثابة اختصار لواقع إذا رأيناه وصوّرناه في هذا الاطار سنشعر بالصدمة. العمل لا يصدم، بل على العكس، هو جميل ومسلٍّ للعين وسريع، لكن الواقع والرسائل التي يحويها هي الصدمة الحقيقيّة"، مؤكدة أنّ الرسالة التي أراد صنّاع العمل أن ينشروها وصلت: "نعم وصلت رسالته والدليل كميّة الاتصالات ورسائل الاستغاثة من جميع البلدان العربيّة. فجمعية "أبعاد" لديها الأرقام والتفاصيل، والقصص تصدم وتبكي". وتضيف: "الدليل على الرغبة في نشر رسالة العمل ترجمته للتركي والفارسي والكردي والطلياني والسويدي وحتّى الهندي، مع الإشارة إلى أننا لسنا من تولّى ترجمته، بل أشخاص مجهولون لا صلة لنا بهم رغبوا في ترجمته من دون أن يأخذوا إذننا حتى".
 
 
وتلفت إلى أن "البعض قرّر أن يفهم أنني أحبّ تشبيه المرأة بالبقلاوة، وأنّ العمل لا يعدو كونه محاولة استجداء عاطفة الرجل ودعوته للرأفة بالنساء كنوع من جلب الاستعطاف، فيما انتقد هؤلاء الجمعية على هذا البذخ في صرف الأموال على أعمال من هذا النوع، إلا أنني لا أرى أنّه من المنطق أن يعتقد أحد أنني أنا شخصيّاً قدّمت كل هذا الفيديو كي أخصّص مصطلح البقلاوة للمرأة، لأنه بالأساس أنا كامرأة وكريمي لست من اخترعت هذا القول وخصّصته، وجلّ ما قمت به أنني فقط نقلته عن لسان من قاله وخصّصه لها. وقد نقلته بالصوت والصورة مع ما وراءه من محتوى وإيحاء"، معبّرة عن أسفها "لإصرار البعض على رؤية العمل الذي عبّر عن وجع كثيرات من قشوره وليس مصطلحاته المجازية التي حملت في مضمونها أحاسيس ثورجية مصبوغة بالوقائع وصلت إلى الجمهور العربي بمنتهى الأمانة على عكس بعض الأصوات من لبنان".
 
في كل صرخة لأجل المرأة، هناك شريحة من الرجال التي تحسن معاملة المرأة تعتبر أن التعميم في شأن الرجل بمثابة اساءة، متى ستنصف الجمعيات وعبر الفن هذه الشريحة الاخرى من الرجال؟ تجيب عقل: "الرجل الذي يعلم أنه يعامل المرأة بشكل حسن، لن يشعر أنه الشخص المعني، بل سيساعد ويدعم القضيّة من دون أن يخبرنا عن نزاهته. واليوم هو وقتنا نحن. أعتقد أننا عانينا وما زلنا نعاني كثيراً في لبنان والمجتمع العربي وفي كل العالم، فلا أعتقد أنه من العدل التفكير في حقوق الرجل أكثر من التفكير بواجباته كإنسان". 
 
تؤكد ريمي أنها تريد أن ترفع الصوت في كل القضايا التي تعني المرأة: "سأفعل كل شيء كي أحصل على كل شيء متعلق بحقوقي كإنسان (أرجلاً كنت أم امرأة لدي حقوق) وكأي انسان على الكرة الأرضية مع أمان، حرّية، مساواة، وسلام". وتتابع: "الجميع صرخ هذا العام .كل كائن حي أو ليس حياً صرخ. عام 2020 هو صرخة الكون للمجتمع البشري، صرخة الطبيعة للانسان، صرخة الانسان للنظام الذي هو من أوجده بالاساس، وصرخة المرأة للرجل التي هي من صقلته". 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم