الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"صور هيفا وهبي الصادمة"... أهلاً وسهلاً إلى "سموم" السوشيال ميديا

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
الفنانة هيفا وهبي.
الفنانة هيفا وهبي.
A+ A-

بات عالم السوشيال ميديا في غالبية حاراته، حتى لا نعمّم، يحاكي مقولة "أنا ومن بعدي الطوفان". عالم مشبّع بالتنمّر وفنجان القهوة الافتراضي المصحوب بالخبريات الزائفة والقيل والقال وتصفية الحسابات.

عاشها أمس رواد السوشيال ميديا إلى أقصى الحدود بعدما اكتشفوا الذرّة، صور هيفا وهبي "بملامح صادمة" خلال مؤتمر صحافي قبيل اعتلائها مسرح محمد عبده على هامش مشاركتها في افتتاح حفلات موسم الرياض في المملكة العربية السعودية.

طارت صور وهبي على بساط علاء الدين السحري، فكان لها الخبراء والحكماء في هذا العالم الافتراضي بالمرصاد فيما كانت وهبي تنتظر على أحر من الجمر التقييم الجمالي: "عمليات التجميل شوّهت وجه هيفا وهبي"... "علامات الكبر واضحة على وجه هيفا وهبي".

عندما واكبتُ هذه الحركة المكوكية لهذا الاكتشاف العظيم، استحضرتُ ما حصل مع الممثلة اللبنانية سينتيا كرم التي أدّت أجمل أدوارها في المسلسل اللبناني "بكّير"، حينها تعرّضت هي الأخرى لحملة تنمّر مخزية بعدما أطلت في مقابلة مع الزميل مالك الشريف للتحدث عن التفاعل الجميل الذي تلقاه من شخصية نورا التي أدّتها.

أتذكّر جيداً الرّد اللائق الذي وجّهته سينتيا للمتنمّرين، إذ قالت في مقابلة عبر "النهار": "ما حصل معي أخيراً من تعليقات لم يزعجني على الإطلاق، ولا أسمح لشيء بأن يخترقني، لكنّني أرى أنّ المجتمع اليوم بحاجة إلى إعادة تأهيل، فجيل اليوم ينشأ في مجتمع كلّه بلاستيك وصور زائفة لا تعبّر عن الحقيقة الفعلية، لذلك لم يعد مفاجئاً أن نشهد أفعالاً كالذي حصل معي".

وتابعت كرم في جزئية بمنتهى الأهمية حينما قالت: "منبري على مواقع التواصل الاجتماعيّ مفتوح للجميع، فشّوا خلقكم، قولوا ما تريدون، لأنّ ما يُحكى لا يؤثّر فيّ على الصعيد الشخصيّ، لكنّه قد يؤذي آخرين إذا حصل معهم، وما نقرأه اليوم عن حالات الانتحار التي تحصل من جرّاء التنمّر دليل على خطورة هذا الأمر".

الفنانة المصرية فيفي عبده كانت السبّاقة في الرّد على ما تعرّضت له وهبي لأنها سبق أن تذوّقت طعم السخرية والتنمّر، فعبّرت عن استيائها ممّا قيل في حق "حبيبتها" وردّدت عبارة "زيّ القمر".

 

 

وفعل الأمر نفسه الفنان رامي عيّاش، إذ نشر صورة لوهبي أرفقها بتعليق لافت جاء فيه: "الجمال من الطبيعي انو يحرق عيون كتار".

ما يدعو إلى الاستغراب أننا نعيش اليوم في عالم الواقع الذي تسوده ثورات على الظلم والفساد والفقر، وحملات للمطالبة بحقوق المرأة والطفل والمثليين... حقوق كل إنسان على هذه الأرض، فيما يهيمن على العالم الافتراضي ما هو أشدّ خطورة ممّا نلمسه في الواقع: تحرّش لفظي، إبادة للأخلاق المجتمعية، انتهاك واضح لحقوق الإنسان وعلى مرأى من الجميع، وتلوّث يستهدف طبقة المخ الصالحة لأبنائنا.

بالأمس تعرّضت الفنانة القديرة ميرفت أمين للتنمّر بعدما ظهرت في صورة من دون مكياج، والأمر نفسه حصل مع الرائعة سوسن بدر. وحظيت الممثلة المصرية يسرا اللوزي بتعليق معيب أساء للمرة الثانية لابنتها التي تشكو مشكلة في السمع فناداها أحد المسيئين بـ"الأم الطرشة".

A post shared by Yosra El Lozy (@yosraellozyofficial)

 

ولا يمكن أن ننسى الفنانة إليسا التي تُعدّ مادة دسمة للتنمّر على أزيائها وملامحها، فيما لم تسلم نادين نسيب نجيم هي الأخرى من حملة "لائقة" قائمة على التنمّر على ملامحها بعد مشاركتها في مسلسل "طريق" واستمرت هذه الحملة حتى بعد إصابة وجهها في انفجار الرابع من آب، حتى شيرين عبد الوهاب، في أحلك أزماتها، لم تسلم منها بعدما ظهرت بوزن زائد. والقائمة تطول ولا تنتهي.

مغزى هذه السطور ليس التعليق على صور هيفا وهبي فحسب، بل هي حالة تراكمية من مشهد بات السكوت عنه بمثابة تشجيع للمتنمّرين على توسيع شبكات إساءاتهم على الموجودين من غير المشاهير في هذا العالم الافتراضي، ولا حاجة للتذكير بعدد الجرائم التي ارتكبها هؤلاء بعدما أدّى تنمّرهم إلى انتحار أصحاب القلوب الحسّاسة، فلاذوا بفعلتهم من دون عقاب وها هم يتوسّعون يوماً بعد يوم.

 

ولعلّ أصدق كلام يمكن أن يوجّه لهذه الشريحة السامّة ما قاله جلال الدين الرومي: "لعلّ الكثير من العيوب التي أمضيتَ وقتَك ملاحظاً إيّاها في الآخرين ما هي إلّا انعكاس لحالكَ أنت".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم