الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رعب نهاية "بين السما والأرض"... إنّها جهنّم! (فيديو)

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
المصعد كعقاب أخير.
المصعد كعقاب أخير.
A+ A-
لنقل بداية إنّ مسلسل "بين السما والأرض" وفَّر على الناس، وعلى نفسه، المطّ والبطء، فاختصر حلقاته بـ15، انتهت بفجيعة. السيناريو لأسلام حافظ، عن رواية نجيب محفوظ، "بين السماء والأرض"، والإخراج لمحمد العدل ("أون تي في"). في مساحة ضيّقة، لا منفذ فيها ولا خيارات (مصعد معطّل في أحد مباني القاهرة)، يفتح العمل نقاش الثواب والعقاب. أشخاص أمام لحظاتهم الأخيرة، يُخرجون كلّ ما في نفوسهم دفعة واحدة. يقبض الموت بأبشع أشكاله عليهم، مسجّلاً واحدة من أكثر النهايات الدرامية جهنّمية.
 
 
ترك فيلمٌ يحمل الاسم نفسه، فسحة للأمل، حين فضَّل النجاة على الانتقام، وأخرج العالقين في المصعد إلى فضاءات الحرّية. كان ذلك العام 1960، فإذا بمسلسل يُعرض في رمضان 2021 يختار نهاية مغايرة تماماً. المصعد المغلق هنا محكمة إنسانية، تُصدر حكمها في حقّ المرتكبين جميعاً وتفتح عليهم نار جهنّم. ساعات من القسوة البشرية، تعيشها الشخوص نيابة عن تسبّبها بالأذية. فيصبح المصعد اختزالاً للقصاص الكبير في الدنيا (أو الآخرة). يجتمع المرتكبون على حقيقة أنّهم جميعاً ملطّخون بالخطيئة، وإذا بالقدر يُسدّد ضربته الانتقامية فيرميهم جثثاً. صراخ وقهقهات، واعترافات للمرة الأولى، لا تترك مجالاً آخر غير استدعاء العدالة من مخبئها لتقول كلمتها الأخيرة. لا يُكثر المسلسل الأخذ والردّ. يمهّد طويلاً قبل أن يقول كلّ شيء في لقطة واحدة. نهايته مُبدعة، لكنّها ثقيلة. جداً وجداً. يحترق المصعد ويحترقون معه، بعد ساعات من حبس الأنفاس. يحدث ذلك على وَقْع أغنية أم كلثوم "فات الميعاد". "والنار والنار بقيت، دخان ورماد، وافترقوا الأحباب".
 
 
الثقل لا يُحتمَل، في هذه المشهدية الشريرة. يأتي المسلسل بهذه النهاية من دون اكتراث لنار تكوي المُشاهد العربي. يُقامِر بتصوّره لفكرة العدالة ومفهوم الانتصار للمظلوم على الظلم. لا رحمة في الختام ولا مداراة لأي مشاعر. يفعل المسلسل ما في رأسه وما يراه مناسباً، مدركاً أنّه يفتح الباب على جدل لا ينتهي، يتعلّق بمَن يحقّ له محاسبة البشر في الحياة، وهل الدفاع عن أصحاب الحقّ يُبرّر هذه الوحشية؟ أسئلة أخرى مشروعة كحدود الأخيار حيال ارتكاب الشرّ، وهل بذلك يبقون أخياراً أو يتساوون في الفعل مع جلّاديهم؟ وهل يستريح المرء حين يردّ الصاع بالصاع، وماذا عن دور الله؟ القصّة مدهشة بمعانيها، لكنّ القلب مُتعب والقدرة على التحمُّل توشك أن تتضاءل. تكفي كفوف الحياة. فلترحمنا أيضاً المسلسلات.
 
لمشاهدة الحلقة الأخيرة، اضغط هنا (فيديو). 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم