السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بلقيس "بنت حي سرسق" تجتاح القلوب

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
 بلقيس فتحي
بلقيس فتحي
A+ A-

لا أفهم أبداً في شؤون الفنّ وأخباره ومشاكله وزواريبه التي على ما يبدو ليست ببعيدة عن كيديات السياسة اللبنانية، لكن استوقفني محبة الفنانة بلقيس فتحي اليمنية - الإماراتية التي كانت ضيفة الزميل بيار رباط، للبنان وشعبه، وحزنها على أوضاعه. لا أعرف هذه الفنانة العربية التي أظهرت عطفاً صادقاً تجاه ما نعانيه في لبنان، بعكس كثر من الفنانين اللبنانيين الذين توجّهوا إلى دبي وغيرها من الدول العربية لإكمال حياتهم وأعمالهم، ولا ألوم من هو بحاجة إلى العمل منهم؛ لكن لا أتقبّل مَن جمع الثروات منطلِقاً من لبنان إلى العالم، ألا يصمد في لبنان في أصعب أوقاته، فيما هذه الفنانة التي عرّفت عن نفسها أنها "بنت حي سرسق" في الأشرفية، الآتية من الامارات إلى لبنان، لتسرح وتمرح بين أنطلياس وجونيه مع أصدقائها، وترفض مقولة أنها سائحة في هذا البلد المدمّر اقتصادياً ومالياً، بل أصرت أن تعرّف عن نفسها بأنّها صديقة للبنان. ببساطتها وصراحتها وتواضعها، نقلتنا في ساعتين إلى "غير كوكب" فعلياً، كما هو اسم البرنامج ("أم تي في"). دخلت قلوبنا الحزينة بكلمات صادقة، فيها جرفٌ من العواطف والأمل، اشتقنا أن تدغدغ نفوسنا وعقولنا. صحيح ما قاله لها ناصيف زيتون خلال الحلقة: "دخلتِ قلوب الجميع في هذه الليلة". ذكرتنا للحظات، أنّ اللبناني لا يستسلم، وأنّه عنوان التحدّي والصمود والتقدّم. كم كنا نتمنّى أن يصدر هذا الكلام من لبنانيين مسؤولين عن هذا الشعب الرازح تحت الآلام والوجع وشبح الجوع. كشفت كل الأوراق على الطاولة، بابتسامتها ونظرتها وملامح وجهها، عندما سمحت لنا بالدخول إلى عالمها العائليّ الصغير. وجّهت الكثير من الرسائل إلى كلّ واحد منا ليبدأ بخطوات جديدة.
مرحباً بكِ في لبنان أيتها الصديقة الذكية والمهضومة والقريبة من القلب. أنتِ تشبهينا بحبّنا للحياة الذي لا يموت. وتواضعك وصراحتك فتحا لكِ بيوتاً وقلوباً لبنانية تقدّر مَن يحبّ ناسها. نجحتِ حيث كثر من الفنانين والمسؤولين اللبنانيين فشلوا، "كلن يعني كلن". أهلاً وسهلاً بكِ وبكلّ أصدقاء لبنان العرب والخليجيين في لبنان، والـ"دو دم" الذي أشعلته بالأمس سيكون له موعداً جديداً إن حافظتِ على صداقتك يا "مهضومة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم