اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"مع وقف التنفيذ"... الحصان الرابح في سباق الدراما السورية
18-04-2022 | 15:51
المصدر: رحاب ضاهر
يكمل الممثل والمخرج السوري سيف سبيعي تجربته بالغوص في قاع المدينة من خلال تعاونه مع علي وجيه ويامن حجيلي في عملهم الرمضاني "مع وقف التنقيذ".
فبعد نجاح تجربته العام الماضي في مسلسل "على صفيح ساخن"، حقق سبيعي هذا العام تفوّقاً كبيراً في نضج رؤيته الإخراجية، في مسلسل يمكن اعتباره الحصان الرابح بسباق الدراما السورية التي تشهد هذا العام عودة قويّة مع كم من الأعمال التي غالباً تتمحور حول ما بعد الحرب وما خلّفته من تغيّرات جذرية سواء في المجتمع والنفس البشرية.
يأتي هذا العمل بعناصر متكاملة عبر بناء شخصيات درامية متصاعدة، وتفاصيل دقيقة تغوص في داخل النفس البشرية وما تمرّ به من تحوّلات نتيجة ظروف الماضي والحرب عبر شخصيات مركّبة ومعقدة ومتناقضة ومنهكة، تحرّكها تأثيرات نفسية مختلطة بين الخير والشر والطموح، مع عنصر المفاجأة الذي يباغت المشاهد في كل حلقة.
تبدأ كل حلقة بـ "فلاش باك" أو - قبل الخروج من الحارة- كأساس أو نقطة تحوّل لأبطال العمل. وخصصت الحلقة 14 منه للماضي فقط، والتي أظهرت جانباً خفيّاً من شخصية فوزان أو "فافا" الذي يؤدّي دوره القدير عباس النوري، لتضيف على العمل المزيد من الدهشة والإبهار، ولكي يبقى المشاهد على نفس الحماسة والشغف لترقب المزيد من المفاجآت الدرامية.
المسلسل مشغول بدقّة ومهارة في اختيار أبطاله الذين يقدّمون أداءً طربياً، إن صحّ القول، بدءاً من عباس النوري الذي يقدّم أداء فريداً مع أوصاف التي تؤدي دورها الممثلة حلا رجب، بينما يُبدع كعادته فادي صبيح بتلبس الشخصية التي يجسدها، وشكران مرتجي بوجهها الخالي من مستحضرات التجميل تقدّم نموذج المرأة التقليدية التي تتفانى من أجل إرضاء زوجها وعائلتها. إضافة إلى القدير فايز قزق بدور أديب، مقدّماً الفساد والظلم والسيطرة بأسلوب كوميدي يضيف مزيداً من التألق لهذا العمل. وتُسجّل عودة قوية لسلاف فواخرجي التي تقدّم دور جنان العالم بتناقضاتها وطموحها وتنازلها عن كل المبادئ في سبيل الوصول إلى السلطة، إذ أجادت في مرحلة ارتدائها الحجاب وبعد خلعها له وتحوّلها لأحد رموز الفساد.
يسجّل العمل أيضاً حضوراً قوياً للممثلة متعددة المواهب صفاء سلطان التي تقدّم دور المغنية درة أو عتاب التي هربت من عائلتها في الماضي.
ويزيد من تكامل هذا العمل وجماليّته حضور الفنان المبدع غسان مسعود بدور حليم الشيوعي القديم الذي يكتب روايته ويروي بعضاً من فصولها بصوته الهادئ والآسر.
أفلح كل من سيف سبيعي وعلي وجيه ويامن حجيلي في كسب الرهان وتقديم دراما من طراز رفيع، تمثّل الواقع السوري بكل تفاصيله في ما بعد الحرب.
