الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل صنع الإعلام شهرة فيلم "بشتقلك ساعات"؟

المصدر: لمياء علي- "النهار"
محمد عبدالخالق
محمد عبدالخالق
A+ A-
اندلعت موجة من الغضب، خلال الأيام الماضية، بين صفوف روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما تمّ الكشف عن قصّة فيلم "بشتقلك ساعات"، التي "تخطّت الخطوط الحمراء"، وفق وصفهم، بعدما قيل إنّه يروّج للمثلية الجنسية من خلال قصة حب تنشأ بين رجلين، ما رفضه الجمهور المصري، خاصةً أن مخرج العمل يحمل الجنسية المصرية.

وتبيّن أنه لم يُعرَض على الأجهزة الرقابية، وتمّ تصويره كاملاً خارج مصر، ويتضمّن عدداً من المشاهد الحميمة بين الرجلين، ولم يتم عرضه في مصر، بل خلال المسابقة الرسمية للدورة الـ72 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

ولم يتوقف الغضب عند هذا الحد، بل أعلن المحامي المصري أيمن محفوظ، أنَّه تقدّم بإنذار رسمي لرئاسة مجلس الوزراء، يُطالب خلاله بإسقاط الجنسية المصرية عن محمد حسن شوقي، مُخرِج فيلم "بشتقلك ساعات".

وطالب خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إنجي أنور، مقدمة برنامج "مصر جديدة"، الذي يبث على قناة "ETC"، الثلثاء المُنصرم، بسرعة النظر في الإنذار وإسقاط الجنسية المصرية عن المخرج السالف ذكره، لأن الجنسية المصرية شرف لا يستحقها.

ووسط كل هذه الآراء الغاضبة من مخرج وصنّاع هذا العمل، بعد تسليطهم الضوء على موضوع شائك ومرفوض، من قبل المجتمعات العربية التي تحكمها تقاليد وعادات شرقية، خرجت فئة أخرى، لتلقي اللوم على وسائل الإعلام والصحافة، وتحميلها المسؤولية على حدوث كل هذا الجدل.

وخرج نقّاد في مجال الفن، أكدوا خلال تصريحات لهم، أن السبب الرئيسي في نشر ومعرفة الفيلم وشهرته، هو تحدث الصحافة والإعلام عنه، وفي حال تجاهلهم له من البداية، لم يتعرف الجمهور إلى تفاصيله.

وتواصلت "النهار" مع الناقد الفني محمد عبد الخالق، لمعرفة هل حقاً لعبت الصحافة والإعلام دوراً في الترويج لمثل هذه الأعمال الجدليّة؟

عبدالخالق، أوضح في بداية حديثه: "قبل الدخول في الموضوع، من وجهة نظري أن هذا الجدل المُثار حول الفيلم، أمر صحّي، وأتمنّى دائماً، أن تدور حالة من الجدل الإيجابي حول كل منتج فني أو أدبي، فكل عمل يستحق الجدل والنقاش سواء اتفقنا معه أو اختلفنا عليه، وهذا ما سيحملنا للخطوة التالية الأكثر تطوراً".

وعن مدى اتفاقه مع الرأي الذي يؤكد أن قضية المثلية الجنسية، مثل غيرها من القضايا كالمخدرات أو القتل وبالتالي مناقشتها خلال الأفلام أمر عادي، أوضح: "مبدئياً أرفض الحجر على رأي أحد حتى لو اختلف معي، فمن يوافق ويتقبّل الفيلم وقصته فهو حرّ ومن يرفضه وينتقده فله كامل حريته أيضاً".

وتابع: "أما الحديث عن أنه يُقدم مشكلة مجتمعية مثل المخدرات والقتل فلا أرفض الحديث عن المثلية الجنسية، وتناولها في عمل فني أو أدبي، ولا أتعامل مع تناولها بصفته خطاً أحمر، بالعكس هي فرصة لعرض أمر وتوضيح أبعاده ورؤية المجتمع له، ولكن ما أرفضه أن يتم تقديم الفكرة بصورة مبتذلة، واعتراضي هذا لا يقتصر على المثلية، بل يشمل أي فكرة مهما كانت".

وعن دور الإعلام في الترويج لهذه الأعمال قال: "إلقاء اللوم على الصحافة والإعلام، بعد تناول تفاصيل ومعلومات عن الفيلم، يعدّ تصرفاً غير ناضج، بل ويدلّ على قصور في التفكير، فإذا لم نعرض القضية لما تمكنّا من بحث حلولها أو على الأقل التحذير منها والتوعية بها، وبكل صراحة أقولها، هذا الرأي يريدنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال وهذا أسوأ خيار للتعامل مع الأزمات".

وعما إذا كان سحب الجنسية المصرية من مخرج العمل، يعدّ حلاً فعالاً للأزمة، استنكر قائلاً: "لا أؤيد أيّ تحرّك قضائي ضدّ أي عمل فني، فمخرج الفيلم يعيش في ألمانيا وصنع الفيلم بالكامل هناك ولا يُخطط لعرضه في مصر أو الوطن العربي، ودائماً مواجهة الفكر تكون بالفكر ومواجهة السينما تكون بالسينما".

وعن مدى صحة الآراء التي تؤكد أن الفن لا يخضع لمعايير دينية أو مجتمعية، أوضح: "أفكار الفن لا تخضع لمعايير وأحكام أخلاقية أو دينية، ولكن طريقة تقديم وعرض هذه الأفكار تخضع لتلك المعايير".

يذكر أن "بشتقلك ساعات" بطولة أحمد الجندي، سليم مراد، حسن ديب، أحمد عوض الله، وتقوم دنيا مسعود، بدور الراوي في العمل مثل شهرزاد، في حكايات "ألف ليلة وليلة"، إخراج محمد شوقي حسن.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم