الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الباحث التاريخي وسيم عفيفي لـ"النهار": قصة "موسى" تختلف عن أدهم الشرقاوي

المصدر: النهار _ لمياء علي
محمد رمضان وآدهم الشرقاوي..
محمد رمضان وآدهم الشرقاوي..
A+ A-
خطف مسلسل "موسى" للنجم محمد رمضان، الأنظار بعد عرضه خلال هذا الماراثون الدرامي الحالي؛ حاملاً تساؤلات عدّة من الجمهور.

تواصلت "النهار" مع وسيم عفيفي الباحث في التاريخ لمعرفة رأيه في العمل من جوانبه التاريخية، والذي بدوره ردّ على كل التساؤلات التي أُثيرت خلال الساعات الماضية، حول لمسات العمل التاريخية.
 
 
وقال: "مسلسل "موسى" لا يُصَنَّف على أنه تاريخي أو مُقتبس من حكاية تاريخية، إنّما من وحي خيال المؤلف وحبكته الدرامية التي انبنت على التاريخ".

وأضاف: "أفضل ما في العمل، أنّهم اهتموا بأدق التفاصيل التاريخية التي لا يعرفها سوى المتخصصين، وهذا يدل على إخلاص صنّاعه".

واستعرض خلال حديثه؛ أمثلة على ذلك بقوله: "نجد على سبيل المثال، شكل المصحف في الحلقة الأولى كان ملائماً للحقبة التي يتناولها، حيث إن الأعمال التي تخص هذا الجانب لا تراعي تلك النقطة، كذلك شكل بيوت الصعيد، جاءت صورة طبق الأصل من الموجودة في الأرشيف البريطاني خلال فترة الاحتلال الإنكليزي، فضلاً عن مشهد الفنان صبري فواز في الحلقة الثالثة من العمل".

واستطرد: "حكاية رويعي شقيق موسى، في حد ذاتها تلخص تاريخاً كبيراً لفظائع ارتكبها الاحتلال الإنكليز في تجنيد المصريين بالسخرة، خلال زمن الحربين العالميتين الأولى والثانية".

وبسؤاله عن الرأي السائد بأنّ قصة العمل هي ذاتها، أدهم الشرقاوي، قال: "بالتأكيد لا، وهذا الكلام غير صحيح، فلا يوجد ربط بينهما، وأدهم الشرقاوي تم استهلاكه في عدد من الأعمال الفنية والغنائية وتفاصيل حياته تختلف جملة وتفصيلاً عن موسى، وحتى إذا حدث تأثر فهذا سيكون مصادفة".

وعن رده على انتقاد البعض، المظهر العام للفنانات خلال المشاهد، وأنّه يتنافى مع الشكل الحقيقي لسيدات الصعيد في الواقع، شدّد على أن "إشكالية هذا النقد أنّ من يردّده لديه صورة نمطية عن شكل سيدات الصعيد، حيث يطبق ما يراه عام 2021 على ما كان سنة 1942م، وبالعودة إلى مكتبة الكونغرس أو حتى الأرشيف البريطاني المُصَوَّر لرأينا أنّ سيدات الصعيد بملامح ممثلات مسلسل موسى نفسها، حيث البشرة السمراء أو القمحاوية أو الخمرية".

وبشأن الانتقاد الثاني الذي طال العمل، والذي أفاد بأن الإنكليز لم يصلوا إلى سوهاج بسبب تصدي أهل ديروط بمحافظة أسيوط لهم، قال: "هذا الكلام صحيح، لكنه حدث في يوم 26 أذار سنة 1919 والتفاصيل موجودة في كتاب عبدالرحمن الرافعي على سبيل المثال، لكن أحداث مسلسل موسى تتناول فترة الأربعينيات، ناهيك بأن الإنكليز لم يقتحموا الصعيد في المسلسل، بينما دخلوه سِلْماً، وذلك لأنّ الصعيد بقرار من الحكومة المصرية في الأربعينيات كان بمثابة دعم لوجسيتي للإنكليز خلال زمن الحربين العالميتين الأولى والثانية".

وأردف: "هناك صعايدة شاركوا في الحربين ومدفونون في مقابر بـ4 دول أوروبية، وهذا باتفاق كل المؤرخين بلا استثناء، مثل الرافعي في الجزء الثالث من كتاب في أعقاب ثورة 1919م".

واختتم: "جميع صناع العمل يستحقون التحية، لمراعاتهم الجوانب التاريخية والنطق الصحيح للهجة الصعيدية التي تم استخدامها بطريقة تقليدية في بعض الأعمال".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم