عمر ميقاتي استوحى "مشوار نزار" خلال دفن والدته... فماذا عن أصحاب العيون الزجاجيّة؟

يفتخر الممثل القدير عمر ميقاتي بالحديث عن سيرة والده الراحل، مؤسس المسرح الوطني، نزار ميقاتي، خلال استعادته أبرز المحطّات الفنيّة وغير الفنيّة الخاصّة في حياة الراحل، الذي يُوحي لولده بأهميّة توثيقها بالحبر في كتاب يحمل عنوان "مشوار نزار". فنزاز ليس شخصاً عادياً في تاريخ المسرح اللبناني، وفي الإمكان التغاضي عن دوره ومسيرته، بل ريادياً يستحق توقّفاً عند سيرته والاعتبار منها.
 
يقول ميقاتي خلال حلوله ضيفاً على برنامج "بلا فلتر" على "فايسبوك النهار": "في الحقيقة، الظّروف التي مررنا بها، والأعمال التصويريّة أخّرتني كثيراً، لكنّني الآن - لفترة قصيرة - لا تصوير لديّ، وسأستغلّ الوقت للتركيز على الكتابة، وأتوقّع أن يصدر الكتاب في ربيع العام 2022. أتمنّى أن يمدّ الله بعمري لأنهيه، وأنهي سيناريو فيلم يُحاكي الواقع، أنجزه هذا العام بإذن الله".
 
 
وكشف ميقاتي عن أنّه استوحى البداية، التي استهلّ بها كتابه "مشوار نزار"، من الأجواء التي سادت خلال تشييع والدته إلى مثواها الأخير، حيث قال: "لحظة دفن والدتي، نظرت في داخل القبر المدفون فيه والدي فلم أجد أحداً، وقد كنت أرى والدي على الدوام عملاقاً".
 
وتابع ميقاتي: "كان زوج ابنتي إلى جانبي، فسألني، إلامَ تنظر؟ لا يوجد أحد، لا يوجد شيء، وإذا وُجِدَ شيء يضعونه في الزّاوية. لن تراه".
 
وأضاف ميقاتي: "وضعنا والدتي في القبر. حينها، تحوّل كلّ شيء إلى ضباب، وشعرت بيدٍ تُربِّتُ على كتفي، فأدرت وجهي نحوها لأرى نزار ميقاتي، والدي. قال لي: "أتبحث عنّي؟". أنا موجود، أنا بقربك".
 
 
وفي حديث عن العمل "شتّي يا بيروت"، كشف الميقاتي عن ضخامة العمل، الذي شارك في حوالَي 20 حلقة منه، لعب فيها دور أب لابنتين هما: زينة مكّي وإلسا زغيب.
 
وتابع: "في الحقيقة، الدّور الذي أؤدّيه أعتبره من أجمل الشخصيّات وأكثرها تعقيداً"، مؤكّداً أنّه يهوى التمثيل في المسرح أو السينما، وهذه الهواية لا تغيب عنّي، وإن غابت أكون قد انتهيت كممثّل". بالنسبة لميقاتي، لا يزال هناك البعض من الممثلين الذين يتحوّلون إلى آلات متحرّكة، مشيراً إلى أنّه "يسمّي هؤلاء أصحاب العيون الزجاجيّة التي ليس فيها أيّ إحساس".
 
وعبّر عن حبّه للفنّان عابد فهد، الذي يتقمّص الدّور ويؤدّيه بإتقان في مسلسل "شتّي يا بيروت"، كما أشاد بالممثّلة نادين نسيب نجيم، التي مثّل معها في مسلسل "صالون زهرة"، مؤدّياً دور جدّها. وتوجّه إليها قائلاً: "الممثّلة الرّائعة نادين نجيم، منضبطة كثيراً في عملها. كانت المرّة الأولى التي أراها فيها، وواجهتنا ظروف صعبة خلال التّصوير لكنّها لم تتذمّر بالرّغم من رقّتها وأنوثتها".
وعن الممثلة أنجو ريحان قال: "إنّها ملاك، حتّى في حياتها الخاصّة هي فعلاً ملاك".
 
 
تطرَّق ميقاتي في حديثه إلى الشقّ السّياسي للانتخابات النيابيّة المقبلة، فأكّد "ألا أحد يستطيع أن يكذب على أحد، كلّنا نعلم الخطأ من الصّواب".
 
وتمنّى "أن نرى تغييراً في الانتخابات المقبلة إنّما ليس تغييراً جذريّاً، لأنّ هناك أشخاصاً تربّوا كي يكونوا مجيّشين لشيء معيّن، يتجيّشون للعشيرة كيلا نقول الطائفة، يتجيّشون لزعيم معيّن عصبيّاً من دون وعي".
 
وأضاف: "يكون الزّعيم في قصره في بلاد الغرب، ولديه يخته وطائرته، والمواطن هنا في كوخه يتجيّش له في الانتخابات كالرّجل الآلي".
وشدّد على وجوب "أن يكون تعصّبنا لوطننا لبنان وللّبناني الذي يعمل كي ينشل الوطن من كبوته".
 
عن الأوضاع التي يمرّ بها لبنان قال ميقاتي: "حزننا وألمنا أكبر من ألمكم أنتم الشّباب، ألمكم كبير لكنّ ألمنا هائل، لأننا عرفنا لبنان الاستقرار، الحضارة، الثّقافة، لبنان السّلم، لبنان السّلام الحاكم الذي هو للشعب الذي بنى".
وأكمل: "رأى جيلنا حكّاماً يتبارون في خدمة وطنهم، ولإنشاء المؤسّسات العظيمة في هذا البلد، وما زالت موجودة حتّى الآن. كانوا يعملون لإنشاء الصّروح العلميّة أو الرّياضيّة...".
وأضاف: "نحن عشنا مع هؤلاء الجماعات، ورأينا أملاً في يوم من الأيّام مع إنسان يُعطي زخماً لبيروت والعاصمة، لكنّه رحل، وهو طبعاً رفيق الحريري".
 
 
المقابلة كاملة: