الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

نيكول سابا لـ"النهار": الدراما اللبنانية لم تُقدّر اسمي

المصدر: النهار ـ شيماء مصطفى
نيكول سابا.
نيكول سابا.
A+ A-
تألّقت في الغناء والسينما والتلفزيون، وتركت بصمة كبيرة لدى الجمهور المصري والعربي بشكل عام، فضلاً عن شهرتها الكبيرة ومكانتها التي سطرتها في سجل مشاهير لبنان.
عرفت عنها الجرأة والتميز في انتقاء أعمالها الفنية، وخفة ظلها التي أتاحت لها دخول قلوب الجماهير دون استئذان، هي النجمة نيكول سابا، التي فتحت قلبها لـ"النهار" في هذا الحوار.

* ذكرتِ أنكِ تتشوقين لسماع خبر سعيد في هذا العام 2020، فما سبب ذلك؟ وهل سنسمع عنكِ أخباراً سعيدة قريباً؟
نعم ذكرت ذلك، لأنه للأسف في ما يخص لبنان خضنا ثورة، ثم صراعات سياسية وأزمات اقتصادية. حياتنا في لبنان أصبحت غير طبيعية، فضلاً عن انتشار فيروس كورونا الذي أثّر علينا كثيراً، وختمت بفقداني شخصاً عزيزاً عليّ وهو مدير أعمالي وائل المصري، فاقتربنا من نهاية العام ولا يوجد خبر أسعدنا، أتمنى أن تكون هناك أخبار سعيدة، وهذا علم الله، لكن لديّ أمل أن نسمع جميعاً أخباراً سعيدة.

*كيف تعاملتِ مع أزمة كورونا؟... وما هي الإجراءات التي حرصت على اتباعها لحماية أسرتك؟
كنت حريصة ومازلت بالالتزام بكل إجراءات الوقاية، خاصة أن والدتي تقيم معي ومن واجبي أن أحميها، وابنتي كنت أنصحها بشكل دائم وألزمها بارتداء الكمامة واستخدام المعقّم. كان دوري كبير مع أسرتي وقللت خروجي بشكل كبير لحمايتهم، وانزعجت من تداول الأخبار هذه الأيام بعودة تزايد أعداد الإصابات، فالحماية من الله في النهاية، ولكن كنت ملتزمة بدرجة كبيرة من أجل أسرتي.

* برأيك.. هل تحتمل الدراما العربية الخلافات التي نلاحظها على السوشيل ميديا بين الممثلين؟
في رأيي، ليست الخلافات الدرامية فقط، ولكن خلافات الحياة الشخصية أيضاً. السوشيل ميديا ألغت مفهوم الخصوصية تماماً عند الفنانين، فبدلاً من الاهتمام بالفن والأعمال الفنية، أصبح الاهتمام بالخلافات الشخصية من طلاق وحمل وخيانة، وللأسف هناك فنانون يتعمدون نشر حياتهم الخاصة لتصدر "الترند"، وللأسف الفنانون يتعمدون خطف الأنظار من بعضهم بعضاً بأخبارهم المثيرة على السوشيل ميديا، ونصف الفنانين الذين كانوا ترند مواقع التواصل الاجتماعي تصدروا بأمور شخصية وليس بأعمالهم الفنية، وهو ما يجعلني أعتبر أنّ خلافات الدراما أهون بكثير من خلافات خطف الترند بالأمور الشخصية.

*طال غيابك عن الدراما اللبنانية... هل هذا بقرار شخصي منك أم هناك عوامل أخرى؟
نعم، لأنني انتقائية في عملي وأنتمي لمدرسة نجوم الزمن القديم، الذين يفضلون اختيار الأعمال التي تضيف لمشوارهم الفني وتليق بنجوميتهم التي حققوها، ولا يشغلهم الانتشار الدائم مثلما يفعل البعض، وبالفعل عرضت عليّ أوراق لأعمال درامية شعرت بأن ضررها لي سيكون أكبر من نفعها.

* هل لشركات الإنتاج دور في هذا الغياب؟
بالتأكيد، عقود الاحتكار التي تعقدها الشركات مع مجموعة معينة من الفنانين يتم تكرارهم طيلة الوقت، وأحب أن أذكر أن مشاركتي في الدراما اللبنانية قليلة لأن انطلاقتي الدرامية كانت من مصر، فوجودي في لبنان كان قليلاً، وأرى أن شركات الإنتاج باتت تعتمد على أجيال جديدة أجورهم أقل من النجوم، وكما ذكرت، الاعتماد على نجم أو اثنين يتكرران في كل المواسم من أهم الأمور التي لم تتح الفرص للنجوم أيضاً للاشتراك في أعمال جديدة.
وأيضا هناك بعض شركات الإنتاج تحسب نيكول سابا على سوق الدراما المصرية، على رغم أنه حالياً هناك عديد من الفنانين من تونس ولبنان وسوريا يشاركون في أعمال مصرية والعكس، فالدراما اللبنانية لم تقدر اسمي، وشاهدنا جميعاً أن الأعمال التي جسدتها محفوظة لدى الجمهور بالاسم على رغم مرور سنوات عليها، وهناك أعمال طرحت من شهور ولم يتذكرها الجمهور.

المشهد اللبناني مبكٍ... كيف تتعايشين مع هذه الأوضاع؟
الوضع اللبناني كارثي وليس مبكياً فقط، وللأسف أنا من جيل الحروب القديمة وكنت أختبئ في الأنفاق، صليت لله ودعوته ألا تعيش ابنتي هذه الظروف التي سبق لي وعشت فيها من عدم استقرار وحروب، ولكن للأسف عاشتها، وحتى الآن لم تنس ابنتي صوت انفجار المرفأ.

*هل فكرت في الهجرة من لبنان للعيش في بلد أكثر استقراراً؟
كلمة الهجرة في حد ذاتها صعبة، ولكن طبيعة عملي أنا وزوجي يوسف الخال تفرض علينا الانتقال من بلد إلى آخر، فتارة تجدنا في سوريا وثانية في لبنان، وثالثة في مصر، وهو أكثر بلد نقضي فيه أوقاتنا، ولكن علينا ودورنا تجاه بلدنا أن نعلّم ابننا حب وطنيته ووجوده في بلده منذ الصغر لأنه كيان لنا، وعندما يتقدم بهم العمر يحددون مسيرهم والدولة التي يحبون أن يعيشوا فيها، وكنت حريصة على أن تعيش ابنتي وتتعلم في لبنان، لغرس معنى الوطن لديها، وأعذر أي فنان يهاجر من لبنان لأن كلا منا لديه ظروف خاصة، وهناك منهم لم يعرف كيف يتعامل مع الحروب، ولكن أنا تعودت عليها منذ الصغر، والله لا يوفق من كان سبباً في جهلنا مصير أبنائنا.

* ماذا فقدت نيكول سابا بعد رحيل مدير أعمالها وائل المصري؟
خسرت أشياء كثيرة، فلم يكن مجرد مدير أعمال ولكن كان ظلّي وأخاً وصديقاً، وافتقدت الأمانة وصديقاً لن يتكرر. كان يقف دائماً بجواري وتفكيرنا متشابه بدرجة كبيرة، خسرت أيضاً ولاءه لي، ففي مجال التمثيل والفن بشكل عام من الصعب أن نجد شخصاً أميناً ولديه ولاء للفنان الذي يعمل له، وحرص بشكل كبير على الحفاظ على سمعتي، ولم نكن أنا وهو نفكر في المردود المادي فقط، ولكن الفائدة التي تضيف لاسمي، وكان حريصاً على اسم نيكول، واعترض كثيراً على أدوار توقع أنها ستضر نيكول، وكان واجهتي في مصر وسمعته طيبة لحد كبير، وإلى وقتنا لم أصدق خسارتي له، وكيف سأتعامل في مصر بعد أول رحلة لي ولم أجده ينتظرني في المطار.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم