الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"راجعين يا هوى"... حنين لدراما التسعينيات

المصدر: رحاب ضاهر
أبطال مسلسل "راجعين يا هوى".
أبطال مسلسل "راجعين يا هوى".
A+ A-
قبل بدء الموسم الرمضاني، كانت التوقّعات تشير إلى أنّ مسلسل "راجعين ياهوى" سيحجز لنفسه مكانة بين المسلسلات الناجحة في الموسم المزدحم بعشرات الأعمال الدرامية المتنوّعة، والسبب المراهنةُ على كاتبه عرّاب الدراما المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة، صاحب الروائع الدراميّة التي لا تُحصى، وأبرزها: "ليالي الحلمية" و"رحلة أبو العلا البشري" و" الشهد والدموع" و"الراية البيضا" وغيرها الكثير من الأعمال الدرامية التي ارتبطت بالذاكرة الرمضانية، ولا يزال الجمهور يذكرها بكثير من الحنين والشّغف.
 
في هذا المناخ من التحفّز، انتظر الجمهور عرض المسلسل، الذي سبق أن قُدّم في العام 2004 كمسلسل إذاعيّ، ثم جاء بعد معالجة الحوار والسيناريو وكتابتهما على يد محمد سليمان عبد المالك، الذي استطاع ببراعة أن يحوّل النّص المكتوب قبل عصر "السوشيال ميديا" إلى نصّ يُواكب هذا العصر بمتغيّراته، مع المحافظة على روح أسامة أنور عكاشة الحاضرة في العمل، والذي اشتهر بكثرة شخصيّاته الدراميّة وغزارتها وعمقها، إذ لا توجد في أعمال عكاشة شخصية هامشية، في إطار دراما صراع العائلات،  التي تُعتبر ميزة أعمال عكاشة.
 
وتدور القصة حول عائلة أبو الهنا التي تحكمها الخلافات والنزاعات، والتي يعود أحدّ أفرادها إلى مصر، وهو بليغ أبو الهنا (خالد النبوي) بعد تعرّضه لأزمة ماليّة من أجل استرداد ميراثه، فتبدأ أحداث المسلسل التي قد تكون عادية؛ بيد أنّ العمل بجميع عناصره يأتي مغرّداً خارج سرب الأعمال الدرامية، التي تحتوي جرعة "نكد"، مثلما يصفها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي،  والتي تدور في فلك القصص الاجتماعية والجريمة والأكشن وغيرها، ليطلّ "راجعين يا هوى" خفيفاً وسهلاً، وبجرعة كوميدية بعيدة من الإسفاف، عبر فريق العمل المتجانس، وفي مقدّمه الفنان خالد النبوي.
يشهد هذا المسلسل دخول النبوي عالم الكوميديا للمرة الأولى، بعيداً عن الشخصيات المركّبة، التي عرفه بها المشاهد، والتي ربطته ذهنيّاً بالممثل الجدّي، الذي قد يكون آخر من يتوقّع منه الجمهور أن يقدّم دوراً كوميدياً وينجح به. فالجمهور اعتاد أن يستمتع بأداء خالد النبوي التراجيديّ، الذي يطلّ عبر شخصية بليغ أبو الهنا بـ"الكاريزما" الخاصّة به،  وصوته الآسر وابتسامته، ليقدّم السّهل الممتنع في قالب جديد ومختلف تماماً عمّا سبق له أن قدّمه.
 
 
 
يضاف إلى دور خالد النبوي، الذي اعتبر المحرّك للأحداث، بقية فريق العمل، وفي مقدّمهم القدير المبدع أحمد بدير، الذي يؤدي دور جابر أبو الهنا، وأنوشكا بارستقراطيّتها، ووفاء عامر المرأة الشعبيّة التي تجسّدها ببراعة بطريقة الملابس والكلام ونبرة الصوت، والحضور اللطيف لسلوى علي التي تضيف إلى أيّ عمل تشارك به قيمة، فيما لن يكون سهلاً نسيان بطلتَي العمل نور وهنا شيحا، والنجوم الشباب، ومن بينهم نور ابن الفنان خالد النبوي، الذي يؤدي دور طارق ابن شقيق خالد النبوي،  وشخصيىة عزة التي تجسّدها ريهام الشنواني، والتي تفوّقت بأداء دور الفتاة الساذجة.
 
إضافة إلى كلّ من سبق، كان للتصوير والإخراج دور كبير في شعبية المسلسل؛ فالمخرج محمد سلامة استطاع أن يأسر الجمهور بصورة جماليّة عبر التصوير في الأماكن الأثرية كـ"حيّ الجماليّة" وشارع المعزّ والحسين، وأن يروّج للسياحة في مصر بطريقة راقية وجميلة.
 
 
 
ميزة أخرى تضاف إلى إعجاب الجمهور بالمسلسل تتمثّل بمقدّمته التي جاءت بصوت مدحت صالح، ليكمل معه مساحة الحنين لدراما التسعينيّات بقالب عصريّ يُواكب "السوشيال ميديا".



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم