السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

شون كونري كان أكثر من جيمس بوند ​

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
شون كونري
شون كونري
A+ A-
 مات شون كونري. رحل عن تسعين، تاركاً خلفه لحظات، صوراً، مشاهد، وذكريات، بعيدة وقديمة، تحتاج إلى مَن يزيل الغبار عنها، لتعود وتبتسم في وجوهنا. غداة غيابه، صرحت زوجته التي عاش معها 45 عاماً بأنه كان يعاني من الخرف، والبقاء من بعده الثمن الذي يدفعه كلّ شخص يخسر حبيبه، الا ان عزاءها الوحيد هو السنوات العظيمة التي عاشت وإياه. يخال لي ان عنوان أحد أفلامه، "لا تعيش الا مرتين"، كُتب له، على مقاسه. لقد عاش الرجل حياتين، واحدة في الواقع، وواحدة على الشاشة، كانت الأخيرة حيوات، لا حياة واحدة. بين عامي 1954 و2003 تاريخ اعتزاله، دخل كونري في عدد غير قليل من الأجسام: غيوم دو باسكرفيل، جيم مالونه، مارك روتلاند، ادوارد برس، كولونيل آربوثنوت، ماريشال وليم تي أونيل، الملك آرثر، ريكاردو قلب الأسد، وليم فورستر، هنري جونز… كان هذا كله، طوال سيرة امتدت تقريباً على نصف قرن، فلا يمكن اختزاله في شخصية جيمس بوند، كما فعلت الصحافة التقليدية عندما دقّت ساعة الوداع. كان كونري صاحب موهبة فطرية أكيدة، لكنه لم يصل بها لا إلى عظمة مارلون براندو ولا إلى الدهشة التي يصنعها دانيال داي لويس مع كلّ دور مركّب له. تميّز بوجه، بشكل، بمظهر، بطلّة، بحضور، بحركة، بصوت، بهالة. في معظم الأوقات، خدم الدور الذي جسّده، أحياناً انصهر فيه تماماً، وأحياناً قاوم هذا الانصهار.يأتي كونري من عائلة فقيرة. والده كان عاملاً بسيطاً وأمه مدبّرة منزل. لم يكمل دراساته، أحبّ الرياضة وعشق الكرة، ووظّف وقته على كمال الأجسام. عمل في مهن بسيطة، قبل ان ينضم إلى البحرية لثلاث سنوات. وسامته المعطوفة على حضور ذكوري قوي، ساهمت في دخوله السينما ثم صناعة نجوميته. كان رمزاً للرجل الأنيق الذي يتشبّه به الرجال وترغبه النساء. لا نكرهه حتى عندما يكون على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم