نادين نسيب نجيم تُعوّض غيابها الرمضاني مع "زين"... ندوب انفجار المرفأ حاضرة (فيديو)

من قال إنّ الحياة التي نسلكها ورديّة بامتياز؟ ومن منّا لا يأنّ من وجع الأشواك التي تنخر بحدّيّتها أجسادنا وعقولنا؟ ... ومع كل ذلك ترانا نسير ونكمل دروبنا متمسّكين بعبارتنا الشهيرة: "الحياة صعبة... ولكن". استكملت مجموعة "زين" للاتصالات رسائلها المخففة لهذه الأوجاع والبعيدة عن الوعظ، واختارت هذا العام بطلة إعلانها الرمضاني الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم.
 
الإعلان الرمضاني حمل عنوان "مكتوبة علينا مكتوبة" أدّته الفنانة حلا الترك، من كلمات هبة مشاري حمادة وإخراج سمير عبدالمسيح.
 
شكّل حضور نادين نجيم متنفّساً لجمهورها، لا سيّما أنها تغيب عن الموسم الرمضاني الراهن عن الشاشة الصغيرة. جسّدت تجربتها الشخصية، وذكّرت بإطلالاتها بأدوارها الدرامية الهادفة من النقيب سما في "عشرين عشرين"، وبيان نجم الدين في "خمسة ونص" وصولاً إلى زهرة في "صالون زهرة".
 
جاء اختيار نجيم لأداء بطولة الإعلان صائباً ومقنعاً انطلاقاً من الإطلالة الأولى لها: ابتسامة هادئة فسقوط على الأرض بعد تطاير الزجاج في وجهها، هي ذكرى لن تنساها نجيم كما جميع اللبنانيين بعد انفجار الرابع من آب المشؤوم في مرفأ بيروت، وما عانته ككثر من آلام الإصابة سواء الجسدية أو النفسية.
 
يستهل العمل رسالته بعبارة فحواها جوهري: "وأنتم تترقّبون ثالث حرب عالمية، مرّت بالقرب منكم ألف حرب، قنابلها التنمّر، ألغامها العنصرية، وخنادقها تبتلع الطفولة حية"... عناوين عريضة لا تزال إلى اليوم تشكّل آفة اجتماعية تكاد توازي نتائجها شناعة الحروب المعهودة.
 
في ثلاث دقائق، عُرض شريط من عيّنات التنمّر والعنصرية والتفرقة العرقية، مع تأكيد التمسّك بالهوية والأرض. وللطفولة حصّة الأسد في مساندة أبطالها المحرومين إلى عصرنا هذا من حقوقهم الإنسانية سواء في التعلّم أو المعاملة الحسنة البعيدة من العنف وسلبهم براءتهم الطيّبة. وعندما يأتي الأمر إلى الطفل، فالنهايات الوردية تعدّ مطلباً كي تبقى البسمة مرافقة له، ولكي لا يشهد العالم على نهاية مأسوية مثلما حصل مع الملاك ريان الذي سقط في البئر.
 
وتبقى الرسالة الأخيرة في الاعلان كصرخة لأجل الأرض التي تناشدنا بالتوقف عن أذيّتها، فهذا ليس ردّ جميل لما قدّمته للانسان، لكن تبقى الأيادي البيضاء وأصحاب القلوب النّقيّة حاضرة لإنقاذ الإنسان من الوحوش.