الحلاني وزين والأتات في مرمى خبر عن "حفل كوروني وغرامة بالملايين"!

ينتظر لبنان إقفالاً عاماً جديداً بعدما بات واضحاً من أعداد الإصابات بفيروس كورونا الجنوني أنّ الأمور باتت خارج السيطرة، وهذا الواقع بدأ الهلع منه قبل انطلاق حفلات رأس السنة التي تعهّد منظموها بالالتزام بكل المعايير وإجراءات السلامة العامة التي من شأنها ان تؤمّن حفلاً يبعد الجمهور عن الأجواء المشحونة في البلد ومن دون وضعهم في خانة خطر الإصابة بكورونا.
 
ما حصل أخيراً هو ما ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي بخبر تغريم الفنان عاصي الحلاني 300 مليون ليرة لبنانية ومنعه من الغناء وصولاً إلى إصابة 25 شخصاً بفيروس كورونا بعد الحفل الذي قدّمه في أحد الفنادق إلى جانب كل من الفنانين ملحم زين ونادر الأتات. الخبر سلك طريقاً واسعاً وبدأ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي يتعاملون معه على أنه صحيح، منتقدين الاستهتار وعدم الالتزام بالقيود التي فرضتها وزارات الداخلية والبلديات والسياحة والصحة بضرورة اتباع إجراءات صحية صارمة في المطاعم وأماكن السهر في هذه الليلة.
 
أما مدير أعمال الفنان عاصي الحلاني، ماجد الحلاني، فاستغرب تصويب السهام على الحلاني بعد حفله الأخير في ليلة رأس السنة، وقال لـ"النهار": "أستغرب التركيز على تسمية "حفل عاصي الحلاني"، فيما ضم الحفل الفنانين ملحم زين ونادر الأتات"، ساخراً مما تم تداوله أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي من تغريم الحلاني مبلغ ٣٠٠ مليون ليرة لبنانية، وكذلك تغريم الفندق الذي أقام فيه الحفل.
 
وأشار الى أن "هدف هذه الحملة توجيه إساءة مقصودة للحلاني في شكل شخصي، ولن نسكت حيالها. وأنا في صدد رفع دعوى قضائية في مكتب جرائم المعلوماتية الاثنين لملاحقة مصدر الخبر الذي انتشر"، مؤكداً أنّ "نقابة الفنانين المحترفين هي الجهة الوحيدة المخوّلة بمنع الحلاني من الغناء ولم يصدر أي أمر متعلق في هذا الصدد".
وأكد أنّ الحكم الأساس في هذا الشق هو وزارة السياحة التي من المفترض أن تقدّم تقريراً عن مدى تطبيق المعايير التي نادت بها وزارة الداخلية".
 
ولفت الحلاني إلى أنه "كان الأجدى بمروّجي هذا الخبر أن ينشروه بأسلوب منطقي، فالفنان يأتي ليقدّم حفلاً لجمهوره. والحلاني غنّى في هذه الأمسية وتوقف الساعة الثالثة فجراً عملاً بالقرارات المنصوص عليها. وتجري العادة أنه في حال حصل أي خلل في حفل ما، أن يحاسب متعهد الحفل وليس الفنان"، مؤكداً أنّ "لا صحة عن تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا من حضور الحفل، خصوصاً أن إجرءات السلامة طبّقت من قبل المنظمين بدءاً من التدقيق في قياس حرارة الجميع، لذلك أستغرب السرعة القياسية لصدور نتائج فحوصات 25 شخصاً".
 
 
ونفى الفنان نادر الأتات، أيضاً، ما يتم التداول به من معلومات "مغلوطة أرادت توجيه إساءة مقصودة للحفل الذي حقق نجاحاً كبيراً في ليلة رأس السنة"، على حد تعبيره. وقال لـ"النهار": "من الطبيعي أن يكون هناك نوع من الغيرة بعد هذا النجاح الكبير، وأقول ذلك ليس لأنّ شقيقي علي الأتات نظّمه. فصالة الحفل تتسع لنحو 1500 شخص وحصلنا على موافقة من وزارتي الداخلية والسياحة لاستضافة 750 شخصاً من الجمهور". وأضاف: "التزمنا بقرارات وزارة الصحة لجهة التباعد الاجتماعي ومعايير السلامة العامة التي نفذت في تفاصيل متعلقة بترتيب الطاولات"، مؤكداً أنّ "الغيرة تبقى موجودة في أشخاص لا يحبون رؤية النجاحات التي يحققها الفنانون ولا أحد يزايد علينا، يبقى لبنان منبع الحضارة والفن، ونحن شعب لا يموت".
 
 
أما مدير أعمال الفنان ملحم زين طوني عازار، فكان موقفه كموقف ماجد الحلاني عينه، وأكد التزام الفندق بكل معايير السلامة العامة من باب الدخول إلى صالة الحفل واستخدام المعقمات، وقال لـ"النهار": "التزمت الصالة باستضافة نحو 750 شخصاً عملاً بالقررات التي صدرت عن وزارة الداخلية والبلديات، وطبق التباعد الاجتماعي بين الطاولات وألغيت المساحة التي تخصص في العادة للرقص"، معبّراً عن استغرابه لفحوى الخبر الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي: "عاصي الحلاني وملحم زين ونادر الأتات لا يغرموا. ولمن لا يعلم، فإنّ أغلب الحضور كانوا من أشقائنا العرب، فكيف علم مروّجو هذا الخبر الكاذب بأنّ هناك إصابات بكورونا وعددهم 25؟".
وكشف عازار عن أنّ "الأسلوب الذي انتشر فيه الخبر يؤكد أمراً واحداً مفاده إساءة مقصودة للفنانين من فنانين حققوا فشلاً في حفلاتهم، ولن أدخل في كشف الأسماء احتراماً لهم، وسنلجأ إلى القضاء".
 
 
من جانبه، حسم نقيب محترفي الموسيقى والغناء في لبنان فريد بو سعيد ما ورد من معلومات مضللة في شأن تغريم الفنانين، وقال: "المغني وكل من يتعاطى الشأن الموسيقي والفني في أي حفل لا يتحملون أي مسؤولية حول موضوع التباعد وإجرءات كورونا المتخذة في أي حفل. وبالتالي، لا مسؤولية تقع على عاتق هذا الفنان في تحديد عدد الحضور وتنظيم الطاولات والأمور التفصيلية التي هي من مسؤولية متعهد الحفل".