الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

90% نسبة الإشغال في العناية الفائقة في المستشفيات... السيناريو الكارثي بدأ؟

المصدر: النهار
نقل مريض إلى المستشفى يعتقد إصابته بكورونا (أ ف ب).
نقل مريض إلى المستشفى يعتقد إصابته بكورونا (أ ف ب).
A+ A-
سجل لبنان رقماً قياسياً منذ بداية الوباء في العدد اليومي لحالات جائحة الكورونا. 2878 إصابة جديدة سُجلت بالأمس. وضع لبنان يتدهور والاستهتار يغلب الوقاية. الصرخة التحذيرية لم تصل إلى المعنيين والناس، والدولة لا تفرض عقوباتها، فالاقتصاد والدولار أَولى من الصحة. 
هذه القناعة باتت معروفة عند الكثيرين بالرغم من عدم اعتراف الكل. المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض، صرّح بالآتي: "الوضع في لبنان يستمر في التدهور. ارتفاع أعداد الكورونا بشكل حاد يثير السخط من البعض تجاه السلوك المتهور للكثيرين في المجتمع. لا نكون صادقين مع أنفسنا عندما نعزو النجاح إلى جهودنا الخاصة، لكننا نعزو الفشل إلى أفعال الآخرين".
ماذا يعني ذلك؟ لبنان دخل مرحلة الخطر. إنّ نسب إشغال العناية الفائقة في بيروت بلغت 92 % وفي جبل لبنان 94 % وفي عكار 100% وفي بعلبك 90%. 
يوضح نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون لـ"النهار" أن "نسبة الإصابات ارتفعت بشكل كبير (20-25%) والمستشفيات بلغت قدرتها الإستشفائية، هناك انتشار واسع للكورونا في لبنان. لاحظنا أنه منذ 10 أيام أو أسبوعين شهدت المستشفيات ارتفاعاً مطرداً بالإصابات، والحالات التي دخلت إلى المستشفى، تراوحت بين حالات متوسطة وشديدة. 
أعداد الإصابات الكبير يؤكد استهتار الناس وعدم التزامهم بأدنى إجراءات الوقاية، ويعود مصدر العدوى حسب ما لمسناه مؤخراً إلى أحد أفراد العائلة الذي ينقل العدوى إلى العائلة جميعها. وبالرغم من كل التحذيرات التي شددنا عليها إلا أنها لم تلق آذاناً صاغية، والاحتفالات والتجمعات في كل مكان. 
ويتخوف هارون من الأسبوعين المقبلين حيث سنشهد على طفرة إصابات أخرى بعد احتفالات ليلة رأس السنة. وما حصل بعد عيد الميلاد من إصابات بوتيرة سريعة سيتكرر مجدداً بعد ليلة رأس السنة، إلا أن المستشفيات ستكون بلغت قدرتها الإستشفائية القصوى. 
تخوض 50 مستشفى خاصة من أصل 120 معركتها مع الكورونا، في حين ترفض أو تعجز البقية عن توسيع أو زيادة قسم خاص لكورونا. وبالتالي التعويل سيكون على وعي العالم ليتحلوا بالمسؤولية، وبالرغم من كل صرخاتنا إلا أن الناس ترفض الاستماع إلينا".
 
من جهته، يؤكد رئيس اللجنة الصحية في مجلس النواب الدكتور عاصم عراجي في حديثه لـ"النهار" أن "نسبة إشغال الأسرّة في العناية الفائقة وصلت في معظم المستشفيات إلى 90%، وأمس الأول دخل إلى العناية الفائقة في كل لبنان حوالى 26 مريضاً. هذا الرقم يدعونا للقلق، لأنه بالعودة إلى الأرقام كان لدينا 425 مريضاً في العناية الفائقة، بالإضافة إلى 25 مريضاً في اليومين الماضيين، ما يعني أن هناك 50 سريراً متبقياً من أصل 500 سرير. وبين الحالات المتوسطة والشديدة في المستشفيات يوجد 1130 مريضاً.
وهذا مؤشر مقلق، لأنه إذا دخل إلى العناية الفائقة بعد ليلة رأس السنة كما دخل منذ يومين، فإننا سنصل إلى قدرتنا الإستيعابية قريباً جداً. لقد وصلنا إلى مرحلة دقيقة وحساسة، خصوصاً أن الناس غير ملتزمة والتجمعات والاحتفالات دون إجراءات وقائية التي تؤدي إلى انتشار العدوى بطريقة أسرع. 
هل يمكن أن تكون السلالة الجديدة مسؤولة عن هذا الانتشار الواسع أم عدم التزام الناس بالإجراءات؟
برأي عراجي أن "الناس غير ملتزمة والدولة لا تفرض غرامات وعقوبات على المخالفين. على الدولة أن تحاسب أي شركة أو مؤسسة مخالفة، الملاهي والنوادي الليلية مليئة بالناس وغير ملتزمة بالإجراءات، الفيديوهات مخيفة والناس مستهترة ولا من يحاسب. حتى محضر الضبط يعتبر بسيطاً مقارنة بالمخالفة، ولا مشكلة عند صاحب النادي أو المهلى في دفعها شرط إبقاء الزبائن. 
أضف إلى ذلك، أن السلالة الجديدة التي تعتبر اكثر انتشاراً، ومع ذلك يصعب علينا إجراء الفحص الجيني الخاص وعلينا ارسال الفحوصات إلى الخارج لتحديد الاصابة بالسلالة الجديدة.
نأمل أن تصل صرختنا إلى الناس وتعي حقيقة خطورة ما نحن مقبلون عليه في حال عدم الإلتزام، الوضع صعب جداً والالتزام ينقذنا من سيناريو كارثي.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم