الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بروتوكولات لمعالجة متلازمة كوفيد طويلة الأمد... كيف تتخلص منها؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
ماذا تعرف عن متلازمة كوفيد طويلة الأمد؟  (الصورة من مستشفى في فرنسا- "أ ف ب").
ماذا تعرف عن متلازمة كوفيد طويلة الأمد؟ (الصورة من مستشفى في فرنسا- "أ ف ب").
A+ A-


يعاني كثر من أعراض صحية لم تنتهِ برغم من شفائهم من فيروس #كورونا. هذه الأعراض تأبى الاختفاء ببساطة كما ظهرت. نتيجة PCR سلبية لكنه يستحيل على الجسم أن يعاود نشاطه كما كان سابقاً، هناك دائماً ما يُذكرك أن صحتك تحتاج إلى مزيد من الوقت.

كشفت إحصائيات السلطات الصحية البريطانية أن واحداً من بين كل 100 مصاب بفيروس كورونا، يعاني من هذه المتلازمة التي قد تمتد من شهر إلى سنة واحدة. وحسب الدراسات إن العارض الأكثر شيوعاً الذي يشكو منه أكثر من 80 في المئة من المرضى، هو التعب الشديد الذي يعوقهم عن تأدية أبسط المهام في حياتهم اليومية. بالإضافة الى أن 62 في المئة من مرضى كورونا طويل الأمد يلازمهم الشعور بالتعب والإنهاك الدائم.

فكيف يمكن معالجة أعراض ما بعد الشفاء من كورونا؟

يُعرّف الصيدلاني الكلينيكي والاختصاصي في العلاج الطبّي للأمراض، وحائز على البورد الأميركي والمتمرّس في العناية الحرجة الدكتور بيار رزق أنّ "متلازمة كوفيد طويلة الأمد" أو "متلازمة ما بعد التعافي من كورونا" ( Long haul syndrome or post-covid29 syndrome) هي مجموعة أعراض أو عارض صحي يرافق الشخص برغم من شفائه من فيروس #كورونا. وعادة يُشفى الشخص وتصبح نتيجته سلبية وتختفي أعراضه بعد 10 -14 يوماً على إصابته، إلا أن هناك أشخاصاً تستمر أعراضهم برغم من شفائهم من كورونا. وهذا ما يُطلقون عليه اليوم "متلازمة كوفيد طويلة الأمد".

وهذا المفهوم الطبي ليس جديداً في عالم الطب والصحة، هذه المتلازمة تعتبر شبيهة بمتلازمة ما بعد العناية الفائقة (post ICU syndrome)، والتي ترافق بعض المرضى الذين دخلوا إلى العناية المشددة وما زالوا يعانون برغم من خروجهم من أعراض وآثار صحية.
ويعتمد هذا البروتوكول العلاجي بعد نتيجة فحص PCR سلبية وخروج المريض من المستشفى أو بعد تلقي اللقاح حيث يعاني بعض الأشخاص من أعراض صحية مثل حرارة، تعب، عدم القدرة على التركيز، آلام مفاصل...ويكون البروتين الشوكي مسؤولاً عن التهابات ما بعد التطعيم أو Post vaccine syndrome التي تحفز الجهاز المناعي.


وأظهرت الإحصاءات وفق رزق أن "حوالى 80% من الأشخاص الذين اصيبوا بكوفيد بدرجة متوسطة أو خفيفة قد يعانون من متلازمة كوفيد طويلة الأمد. كما لاحظت الدراسات أن الأشخاص الذين تأخروا في تناول دواء الايفرمكتين يعرّضهم لخطر حدوث أعراض ما بعد الشفاء من كورونا.

ويعود سبب حدوث هذه المتلازمة إلى فرضيات عدة أهمها أن أجزاء من الفيروس ما زالت موجودة في الجسم، ما يجعل الخلايا المناعية تتفاعل بهذه الطريقة. كذلك تعود الأعراض العصبية ومنها التعب، الصداع، ضباب في الدماغ إلى وجود بقايا من الفيروس في الشرايين الصغيرة في الدماغ والتي تؤدي إلى تجلطات صغيرة مسؤولة عن هذه الأعراض المتعلقة بالدماغ. كما تُسبب الخلايا البدينة ( mast cells) الموجودة في الدماغ إلى فرز مواد التهابية وتؤدي إلى ضباب في الدماغ والتعب وقلة التركيز.

ويشرح رزق أنه حسب الأعراض نعالج الشخص، وهذا ما يعتمد عليه هذا البروتوكول الطبي. وأهم الأعراض التي سُجلت عند المتعافين من الفيروس تشمل الأعراض الرئوية، النفسية، العصبية (الصداع - تعب - دوخة - ضباب في الدماغ)، فقدان حاسة الشم (فقدان جزئي أو كلي)، سيلان في الأنف، الغثيان ومشاكل في الجهاز الهضمي، آلام في العضلات والمفاصل بالإضافة إلى رفة القلب (دقات قلب سريعة - عدم انتظام في دقات القلب).


واستناداً إلى هذه الأعراض حدد البروتوكول مجموعة أدوية لمعالجة متلازمة كوفيد طويلة الأمد، فعلى ماذا يعتمد؟
* دواء الإيفرمكتين: يمكن إعطاء جرعة واحدة بمقدار 0.2-0.4 ملغ / كلغ خلال مدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام . وبعد مرور خمسة أيام على العلاج، تختلف الجرعة وكثافتها حسب أعراض الشخص، فإذا لم يتحسن يمكن للشخص تناول الجرعة يومين في الأسبوع (الاثنين والجمعة) لمدة شهر، أما في حال شعر بتحسن بعد مرور 5 أيام يمكن تخفيض الجرعة إلى يوم في الأسبوع لمدة شهر. ويمكن اعادة العلاج في حال عاودت الأعض أو لم يتحسن الشخص برغم من مرور شهر على علاج الإيفرمكتين.

أما في حال كان الشخص يعاني من فقدان جزئي أو كلي لحاسة الشم، يمكنه تناول جرعة 0.6 ملغ/ كلغ. ( ملاحظة : تُعطى هذه الجرعة فقط للأشخاص الذين فقدوا هذه الحاسة.)

* دواء الـPrednisone : نلجأ الى هذا الدواء في حال لم يتجاوب الشخص على دواء الايفرمكتين لتخفيف ومعالجة أعراض ما بعد الكورونا، أو في حال عاودت الأعراض الظهور بعد تحسن حالة الشخص. ونعطي الدواء بشكل تناقص الجرعات بمعنى نقلل الكمية تباعاً من جرعة لخمسة أيام إلى نصف جرعة لخمسة أيام إلى ربع جرعة قبل توقيفه نهائياً.

* نلجأ الى دواء Rupatadine أو Ketotifen في حال لم يتحسن المريض على الأدوية السابقة، أو في حال لم تختف الأعراض. كما يمكن تناول دواء Montelukast الذي يعالج الربو (10 ملغ) مرة في اليوم للتخفيف من الأعراض.

* اذا كان المريض يعاني من عوارض عدم التركيز وضباب الدماغ والاكتئاب والقلق: دواء الـfluvoxamine الذي يُعطى عادة ضد الاكتئاب والقلق أثبت فاعليته كمضادّ فيروسي. يمكن تناول 50 ملغ مرتين في اليوم لمدة 15 يوماً. لكن سجل بعض الأشخاص خصوصاً الشباب آثاراً جانبية نتيجة تناوله، لذلك أظهرت الدراسات أن تناول 9 ملغ مرتين في اليوم يعطي فعالية، شرط المتابعة مع الطبيب.


* الأعراض الرئوية: في حال عانى الشخص من ضيق في التنفس او انخفاض في الأوكسجين برغم من شفائه من كورونا، ينصح باستشارة طبيبه وإجراء صورة الـ CT Scan . وبناء على نتيجة الصورة، قد يكون خيار العلاج إما الكورتيزون أو إطالة فترة العلاج، ويعود القرار الى الطبيب بالاستناد الى نتيجة صورة الرئة.
كما يتسبب الكورونا عند بعض المرضى بتليف رئوي، ويعتبر دواء Cyproheptadine من الأدوية التي تحمي من حدوث التليف الرئوي أو حتى التخفيف منه. كما أظهر دواء الـPirfenidone فعاليته في معالجة التليف الرئوي وأعطى نتائج ايجابية في حياة المرضى.

* الفيتامينات: يجب تناول الفيتامين سي والأوميغا 3 (زيت السمك) والفيتامين د لتحفيز المناعة وتخفيف الالتهابات.

ويشدد رزق على أن هذا البروتوكول لم يكن وليد الدراسات والتجارب السريرية وإنما نتيجة خبرة الأطباء والعلاجات التي أعطيت للمرضى المتعافين من كورونا. اليوم نشهد المزيد من الدراسات التي ستوضح نتائج هذا البروتوكول وربما تعديل في جرعات الأدوية بناءً على حالات المرضى.

للإطلاع على البروتوكول وتفاصيله الضغط على هذا الرابط
https://covid19criticalcare.com/ar/
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم