بين السيجارة الإلكترونية والتدخين العادي... أيهما أفضل علمياً؟
مؤخراً، تزايدت بشكل ملحوظ أعداد مدخّني السيجارة الإلكترونية بالرّغم من الجدل القائم منذ سنوات حولها. ففيما يجد البعض في هذه السجائر حلاً بديلاً بهدف تجنّب مخاطر تدخين التبغ، تُشدّد الهيئات الصحيّة والأطباء على الأذى الذي يُمكن أن تتسبّب به في الواقع، وهو لا يقلّ عن الأذى المرافق للتدخين العادي، وفق ما توضحه رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية، الاختصاصيّة في المشكلات الناتجة عن التدخين، رئيسة مركز مكافحة الإدمان على التدخين في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، الدكتورة زينة عون.
وتؤكّد عون أنّه كما حصل مع التدخين العادي، وتطلّب إثبات الأضرار الناتجة عنه أكثر من 50 سنة، فإنّ من المتوقّع أن يَثبت كلّ ما ينتج من أضرار عن السيجارة الإلكترونية خلال أعوام، إذ تسمح المتابعة حكماً بتأكيد المعطيات المتوافرة كافّة، والتي تظهر منذ اليوم ما للتدخين الإلكتروني من أذى.
ما سبب الانتشار الواسع للسيجارة الإلكترونية بين فئة الشباب؟
يُشكّل انتشار السيجارة الإلكترونية بذاته استراتيجية تسويقية تتبعها الشركات المنتجة لها، ما يترك أثراً واسعاً لدى كثيرين، خصوصاً فئة الشباب، علماً بأن التسويق للتدخين الإلكتروني يتمّ على أساس أنه آمن أكثر من التدخين العادي، بحسب عون، وإن كان ذلك عارٍ من الصحة. وقد ساهمت الدعاية في تحويل التدخين الإلكتروني إلى صيحة متّبعة.
أما علميّاً، فالوضع مختلف، إذ تجمع الهيئات الصحية الرسمية كافة، وبشكل أكبر مع مرور الوقت على أن للسيجارة الإلكترونية أضراراً لا تقلّ خطورة عن تلك الناتجة عن السيجارة العادية.
ووفق ما تقوله عون فإنّ ثمة نوعين من السجائر الإلكترونية، أحدهما السيجارة المعروفة بالـ IQOS، وتحتوي على تبغٍ لا يحترق إلا على درجة عالية وتُنتج سموماً.
وكما تطلّب إثبات مضارّ التدخين العادي عشرات السنوات علميّاً، فمن الطبيعي أن تَثبت أضرار التدخين الإلكتروني بعد سنوات، بالتوازي مع ما يظهر على الأرض من أضرارها.
لكن ممّا لا شكّ فيه أنها تحتوي على موادّ سامّة مسرطنة ومعادن ثقيلة تسبّب أضراراً كثيرة. "في دول تحترم نفسها تمّ منع التدخين الإلكتروني بشكل تامّ كما حصل في ولاية Massachussets وغيرها من الدول التي تحرص على الصحة العامة. هذا وتكمن المشكلة الأساسية في أن المراهقين هم أكثر من ينجذبون إليها، من دون التفات إلى خطر إدمانها المرتفع، وبالتالي صعوبة الامتناع عن تدخينها.
لذلك، "ثمّة ضرورة لتوعية المراهقين وفئة الشباب على مخاطر التدخين الإلكتروني وحول ضرورة وقف تدخينها".
ما الأضرار التي يمكن أن تنتج عن التدخين الإلكتروني في المدى القريب والبعيد؟
ثمّة أضرار كثيرة يُمكن أن تنتج عن التدخين الإلكتروني على المدى البعيد، ويأتي في مقدّمها السّرطان. لكنّه وفق ما يثبته الواقع، فإنها في المدى القريب تتسبّب بمشكلات خطيرة كالإصابات في الرئتين والتحسّس والالتهابات المتكرّرة بسبب النيكوتين والموادّ السامّة، ما يؤدّي إلى ارتفاع معدّلات الدخول إلى العناية الفائقة بسببها، خصوصاً بين المراهقين.
كذلك تسبّب جفافاً في الرئتين وذبحات قلبيّة وجلطات وغيرها من الإصابات الخطيرة. أمّا الأعراض المباشرة والآنيّة التي يمكن ملاحظتها فهي الدوار وضيق النّفس والجفاف في العينين وآلام الرأس.
فقد تحتوي على معدّل أقلّ من النيكوتين إلا أن لها أضراراً لا تقلّ خطورة، وقد لا يُنصح باستخدامها إلا بشكل مؤقت ومرحلي لغاية التغلّب على عادة تدخين التبغ. أما في ما عدا ذلك فيجب عدم الوقوع في هذا الفخّ وتدخينها أياً كان الهدف من وراء ذلك.