هل Colchicine هو فعلاً العلاج الأول لمرضى كورونا قبل دخولهم المستشفى؟

 

 شهدنا في الأشهر الماضية بروز علاجات عديدة عُلّقت عليها الآمال منها Remdesivir وHydroxychloroquine ثم سرعان ما خابت الظنون بعدما أظهرت الدراسات ثم التجربة أنها قليلة الفاعلية في مواجهة فيروس كورونا. إلا أن المعطيات تختلف تماماً مع علاج Colchicine الذي تتوجه إليه الأنظار لاعتباره قد يكون العلاج الاول الفعلي لمرضى كورونا قبل دخولهم إلى المستشفى بعد أن أظهر فاعلية واضحة في الحد من معدلات الدخول إل المستشفى والأعراض وتقصير مدة المرض والحد من الوفيات. العالم اليوم بانتظار ما ستؤكده الجهات العلمية الرسمية حول العلاج حتى يُعتمد ضمن البروتوكولات العلاجية لكورونا فيساهم أخيراً في الحد من الضغوط على القطاع الصحي وعلى الناس عامةً. لكن في هذه المرة أيضاً لاستخدامه شروط ويبقى الطبيب المرجع الأساسي دائماً.

ما هو دواء Colchicine؟

دواء Colchicine هو مضاد للالتهابات وفق ما يوضحه رئيس قسم أمراض القلب في مركز بلفو الطبي الدكتور غسان كيوان ويوصف من أكثر من 10 سنوات لمعالجة مرض النقرس والنوبات الحادة التي يمكن الإصابة بها عندها. كما يوصف أيضاً لبعض الأمراض الالتهابية في المفاصل. وقد تبين للخبراء بحسب كيوان أن بعض أمراض القلب والجلطة على عضلة القلب قد تنتج من التهابات. النتائج التي أتت بها دراسة Colcorona التي أجراها Montreal Heart Institute حول هذا العلاج تبدو واعدة فعلاً وما يميزها عن كافة الدراسات التي أجريت حول علاجات كورونا في أنها تستند إلى معايير علمية عالية إضافة إلى كونها واسعة ضمت قرابة 5000 مريض. وقد أعطي في الدراسة للمجموعة الأولى دواء colchicine فيما أعطي للمجموعة الثانية علاج بلاسيبو دون علم أي من الاطباء أو المشاركين في الدراسة.

هذا وقد أعطيت للمشاركين الأدوية التي تعطى في معالجة كورونا ضمن البروتوكولات العلاجية وكانت نتيجة الدراسة أنه بين المرضى الذين حصلوا على علاج Colchicine تراجع معدل الدخول إلى المستشفى وخطر التعرض لمضاعفات المرض وتحديداً للجلطة في القلب. وفي النتائج أن معدل دخول المسشتفى تراجع بنسبة 25 في المئة لدى من تناولوا العلاج ومعدل استخدام أجهزة التنفس بنسبة 50 في المئة ونسبة 44 في المئة أقل من الوفيات.

 

تعتبر نتائج هذه الدراسة واعدة، خصوصاً أنها استندت إلى معايير علمية عالية بحسب كيوان، وتعتبر الدراسة الكبرى حول هذا الموضوع. وفيما يترقب العالم تبني الجهات الرسمية العلمية هذه الدراسة من المتوقع الاستناد إليها واعتماد هذا العلاج لمرضى كورونا ليكون العلاج الأول الذي تثبت علمياً فاعليته والذي يوصف لمرضى كورونا الذين في منازلهم. فوفق ما يوضحه كيوان أن الدواء يوصف هنا للمريض بعدما تأتي نتيجة فحصه إيجابية.

لكن في الوقت نفسه يشدد على أهمية استشارة الطبيب ليبقى المرجع الأساس فلا يتم تناوله عشوائياً أو تلقائياً. فبالنسبة إلى هذا الدواء كما بالنسبة إلى اي دواء يجب استشارة الطبيب الذي يصف وحده العلاج بعد تأكده من عدم وجود ما يتعارض مع ذلك. فثمة أدوية يمكن أن تتعارض مع الـColchicine في حال تناولها، خصوصاً في حال الإصابة بأمراض مزمنة. لذلك، يُفترض بالطبيب أن يعطي الضوء الأخضر لتناوله حتى بعد حصوله على موافقة الجهات العلمية الرسمية. 

كذلك يشير كيوان إلى أنه بعد أن يوافق عليه ويُعتمد، يُفترض ان يوصف لكل من يصاب بكورونا لا لمن يعتبر عرضة لمضاعفات المرض حصراً، في حال عدم وجود ما يتعارض مع ذلك وعدم تناول أدوية يمكن أن تمنع ذلك. مع الإشارة إلى أن اليونان قد بدأت باعتماد الـcolchicine ضمن البروتوكولات العلاجية المعتمدة لمرضى كورونا لديها. 

ما الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج من تناول الـcolchicine؟

في الدراسة التي أجريت اعتُمد الدواء بجرعة لا تُعتبر كبيرة ولا تشكل مشكلة لدى من يتناولها. وبشكل عام ليس لهذا الدواء الذي يُعرف عنه أيضاً أن ثمنه رخيص، آثار جانبية خطيرة بل يمكن ان يسبب إسهالاً وألماً في المعدة. بحسب كيوان، وبعد أن تدقق الهيئات العلمية في نتائج الدراسة وتوثّقها في الأسبوعين المقبلين فيتم تبنيها ويُعتمد هذا العلاج ضمن البروتوكولات العلاجية المعتمدة عالمياً لمرضى كورونا، سيشكل ثورة في العلاجات الخاصة بكورونا ويساعد في الحد من الضغوط على القطاع الصحي والمستشفيات والجسم الطبي. هذا فيما يساعد أيضاً على تحسين ظروف المرض من خلال تقصير مدة المرض والحد من الأعراض المرافقة والحد من احتمال الدخول إلى المستشفى ومن الحاجة إلى أجهزة التنفس وأيضاً من الوفيات.