الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

معركته الثانية مع كورونا كانت قاتلة... نداء لتأمين الأوكسيجين و"صورة أخيرة" من المستشفى

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
الراحل سعد رسلان
الراحل سعد رسلان
A+ A-
لم يكن سعد رسلان يعرف أن صورته على سرير المستشفى ستكون الأخيرة، وأن معركته الثانية مع كورونا بعد سنة على الإصابة الأولى ستكون قاتلة. "كان متفائلاً ويحب الحياة بجنون". هكذا يصفه شقيقه، لكن الموت كان أسرع من كل شيء.
 
لم تقوَ الإصابة الأولى على جسده، كان أقوى منها ولم يضطر حتى إلى الأوكسيجين أو الدخول إلى المستشفى، أما الثانية فكانت فتاكة أكثر، وتجعل جسده ضعيفاً بين ليلة وضحاها. كان سعد إيجابياً في حياته ومرضه، حتى كتب نداء استغاثة لتأمين الأوكسيجين من دون أن يفكر للحظة أنها ستكون رسالته الأخيرة في هذه الحياة.
 
في منشواره الأخير، كتب سعد رسلان على صفحته على الفايسبوك "عندي كورونا وضارب التهابات جداً قوية وقنينة الأوكسيجين خلصت دغري، مين فيكم بيقدر يدبرلي وأنا لكم من الشاكرين".
 
لم يكن محمد شقيق سعد يتوقع أن تكون الصورة التي التقطها في المستشفى الأخيرة معه، كانت حالته مستقرة، وما من شيء يدعو للقلق. في حديثه مع "النهار" يؤكد أنّ "حياته كانت طبيعية جداً، وفي أقل من شهر انقلبت حياته رأساً على عقب، واكتشفنا بعد إصابته بفيروس كورونا ودخوله إلى المستشفى أنه يعاني من السكري والكولسترول. وقد أثر هذان العاملان على مقاومته للفيروس، علماً أنه لم يكن يشعر أبداً بأي عارض صحي مرتبط بمرض السكري وارتفاع الكولسترول".
 
مضت 10 أيام على إصابته بكورونا، كانت إصابته متوسطة، واحتاج إلى الأوكسيجين في المنزل، ولكن بعدها شعر بتعب كبير وضيق في التنفس فرضا نقله إلى مستشفى طرابلس الحكومي. وفق شقيقه محمد "تدهورت حالته سريعاً حيث عانى من التهابات في الرئة وأنسجة القلب والكلى والدم، ولم يكن يتجاوب مع أي علاج . 10 أيام في غرفة عادية قبل أن يدخل العناية المشددة لوضعه على أجهزة التنفس الاصطناعي قبل أن يستسلم لمضاعفات الفيروس إلى الأبد".
 
 
 
28 يوماً يصارع فيها سعد في المستشفى فيروس #كورونا، لكن يصعب تصديق أن اصابته الأولى منذ سنة لم ينتج عنها أي مضاعفات وكانت عوارض رشح تمكن من هزيمته بعد أسبوعين. إلا أن الإصابة الثانية كانت قاتلة ولم ترحمه. برأي شقيقه "لا يوجد فحوصات لتحديد نوع السلالة التي أصيب بها، إلا أن تقديراتنا أن تكون "دلتا" لأنها أكثر فتكاً من غيرها. كان سعد ينتظر دوره في تلقي اللقاحات، وجاء دوره قبل 3 أيام من وفاته، حين كان يركض في غرفة العناية الفائقة".
 
آخر ما طلبه سعد من شقيقه أن "ينتبه لعائلته وزوجته وابنته الصغيرة، هو الذي كان يحب الحياة ويجد فيها ملعباً واسعاً لتحقيق أحلامه. كان يتمتع بإيجابية وفرح وخسرناه اليوم بحسرة قاسية".

سعد الذي يبلغ من العمر 35 عاماً رحل بعد مضاعفات مع الفيروس، كيف يشرح الطب ما جرى معه؟

يشرح رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى طرابلس الحكومي الدكتور عمر مولوي لـ"النهار" أن "10% من الأشخاص الذين يصابون بكورونا يضطرون إلى الدخول إلى العناية المشددة وغالبيتهم يتوفون نتيجة مضاعفات مع الفيروس، سواء لأسباب جينية أو نتيجة عدم تجاوب الجسم مع أي علاجات. سعد كان من الفئة الثانية حيث لم تنفع أي من العلاجات في الحد من تدهور حالته الصحية.
 
يعتبر الأسبوع الأول أساساً في تقدير حالة المريض، فإما تزول العوارض ويُشفى المريض، أو تزداد أعراضه أكثر ويحتاج إلى متابعة طبية. وهذا ما حصل مع المريض حيث ساءت حالته بعد مرور أسبوع على إصابته وزيادة تفاعلات وآثار وتداعيات الفيروس على جمسه. ووفق مولوي "يمكن للفيروس أن يضرب بعض الأعضاء ومنها القلب والرئة والكلى وغيرها، ونتيجة ذلك يزداد خطر التجلطات. وما جرى مع المريض أنه تأثر قلبه كثيراً والكلى نتيجة الالتهابات ما أدى إلى وفاته."
 
مضيفاً: "عانى من ضعف في عضلة القلب، وبالرغم من إعطائه منشطات لعضلة القلب إلا أن العلاجات لم تنجح في وقف تدهور حالته والمضاعفات التي أصابت قلبه والكلى ورئتيه. صحيح أن حالته نادرة لأنه من الفئة العمرية غير المعرضة لمخاطر عالية للمضاعفات والوفاة، لكن علينا أن نتذكر أن هذا الفيروس لا يرحم أحداً ولا يمكن التنبؤ بما قد يحدث".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم