السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

سوميا المصابة بكورونا توفيت بعد وضع مولودها... نداء طبي: "لا تتأخرنَّ في الذهاب للمستشفى"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
فاجعة بعد وفاة سوميا نتيجة مضاعفات مع فيروس كورونا
فاجعة بعد وفاة سوميا نتيجة مضاعفات مع فيروس كورونا
A+ A-
خسرت سوميا معركتها مع #كورونا، هي التي لم تلبث أن تضع مولودها الثاني حتى فارقت الحياة تاركةً طفلين صغيرين وحيدين مع عائلة مفجوعة على رحيلها. الموت الذي دق باب عائلة نهرا خطف سوميا باكراً جداً، حالتها الصحية المتقدمة نتيجة إصابتها بالفيروس كانت عدوها الأول، ولم تنجح العلاجات والمحالاوت في إنقاذها.
يصعب على زوجها وعائلتها الحديث، وفي محاولة للاتصال بزوجها ايلي تمنى عدم الحديث "ما قادر إحكي وبفضّل عدم الحديث بالموضوع". وجعه كبير، الموت لا يرحم أحداً فكيف إذا كانت الحالة شابة رحلت مخلفة وراءها طفلين، طفلة لم تتخطَّ السنة والنصف وطفل يبلغ من العمر أياماً فقط. صورها التي تناقلتها وسائل الإعلام تكشف حجم المأساة، لقد خسر زوجها السند وشريكته في الحياة وأم ولديه.
لم تصمد سوميا أكثر من يومين في المستشفى، كانت حالتها متقدمة جداً.
وقبل سوميا خسر الجنوب أيضاً الشابة كاترين الهاشم التي خسرت جنيناً ومن ثم توفيت بعد 12 يوماً من الصراع مع #كورونا. سوميا وكاترين شابتان سرقهما الفيروس من أحضان عائلتيهما، عرفنا بقصصهما، في حين خسرت 4 عائلات أخريات الأم ولم نعرف عنهن شيئاً.

 مخاطر المضاعفات
هذه الخسائر المتتالية، دفعت بمدير مستشفى الحريري الجامعي إلى الحديث عن الموضوع بعدما خسرت مستشفى الحريري كاترين وسوميا في أقل من أسبوع.
وغرّد الأبيض بالأمس قائلاً: "إنه وفقًا لوزارة الصحة، توفيت ٦ نساء حوامل، أو بعد الولادة، في لبنان، بعد اصابتهن بعدوى الكورونا.
وأوضح أنه في بداية الجائحة، كان الاعتقاد سائداً أن الحمل لا يزيد من خطر إصابة المريضة الحامل بعدوى الكورونا الشديدة، لكن ثبت الآن عدم صحة ذلك".
وأضاف: "تتطلب عملية ولادة مريضة كورونا الحامل إعداد مرافق خاصة بالعدوى. ويجب أن تتبع العناية بهنّ بروتوكولات محددة تهدف إلى التخفيف من مخاطر ومضاعفات المرض. ويحتاج المولود أيضًا إلى مرافق خاصة، على الرغم من أن احتمالية اصابته بالعدوى ضئيلة. في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، جرت منذ أشهر الاستعدادات، وتهيئة غرف ولادة، ووحدة عناية مركزة لحديثي الولادة. وأجريت حتى الآن أكثر من 160 عملية ولادة لمريضات من كل لبنان، بعضهن أتين في حالة حرجة، وقد توفيت مريضتان. من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من الوعي العام بالمخاطر".
لكن ما الذي جرى مع سوميا حتى تدهورت حالتها الصحية بسرعة؟ وماذا على المرأة الحامل القيام به لتفادي مضاعفات الفيروس خلال حملها؟
 

 
التفسير الطبي لما جرى

يشرح رئيس دائرة الجراحة النسائية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور ربيع شاهين لـ"النهار"أن "قصة سوميا حزينة جداً، حيث وصلت إلى المستشفى في حالة متقدمة جداً بكورونا، ونسبة الأوكسجين منخفضة جداً في جسمها. وبعد إجراء صورة الـCT Scan تبين أن حوالى 90% من الرئتين مصابة بالفيروس، ونتيجة الجهد المبذول للتنفس، أدى ذلك إلى وجود ثقب هوائي في الرئة تسبب بالضغط على الشرايين الأساسية في الجسم".
حالتها المتقدمة فرضت توليدها فوراً بالتنسيق مع فريق العناية المركزة. وبعد وضع مولودها في نفس الليلة أُدخلت إلى العناية الفائقة، ولكنها لم تصمد كثيراً. وبعد يومين فارقت الحياة نتيجة حالتها الصحية المتطورة والمتقدمة مع #كورونا.
ويتوجه شاهين برسالة قائلاً: "للأسف كنا نتمنى أن لا نرى هذه القصص ونختبرها، ومع ذلك لقد عشنا صعوبة الموت مع امرأتين حاملين انتهت بطريقة مأسوية وحزينة. وبدأنا نلاحظ أن هذه الحالات تتكرر، ويعود ذلك إلى ارتفاع الإصابات الكبير. لذلك نتمنى من المرضى من كل الفئات العمرية عدم إهمال أي عارض صحي، لتفادي تطور الحالة بطريقة سريعة يصعب علينا بعدها معالجة هذه المضاعفات وانقاذ المريض".
 

 
متابعة دائمة وصرخة تحذير

من جهته، يُطلق رئيس العناية الفائقة في مستشفى الحريري الجامعي اللبناني الدكتور محمود حسون صرخة عبر "النهار" لكل حامل مصابة بكورونا لعدم التأخر في طلب الرعاية الصحية والعلاج، ويقول: "هذه الفئة من المرضى عليها الذهاب إلى طوارئ المستشفى كل يومين لإجراء الفحوصات الضرورية كفحص الدم ونسبة الأوكسجين والضغط والفحص السريري من قبل الأطباء لتقييم حالتهن الصحية لأنها قد تتدهور بطريقة سريعة. ومن المهم أن نعرف أن الشباب وكبار السن لا يشعرون بانخفاض الأوكسجين في أجسامهم في البداية، وبإمكانهم التعويض عنه، وهذا أمر خطير لأنهم لا يشعرون بضيق التنفس إلا بعد انخفاض الأوكسجين كثيراً في أجسامهم.
وهذا ما حصل للأسف مع الشابة سوميا التي لم تكن تشعر بإنخفاض الأوكسجين إلا بعد قدومها إلى المستشفى، حيث كانت حالتها متقدمة جداً. وقد ساءت حالتها بسرعة في غضون يومين فقط من دخولها المستشفى، لأن حالتها كانت سيئة، بالإضافة إلى وجود ثقب في الرئة. ولم تصمد أكثر من 18 ساعة على جهاز التنفس الاصطناعي قبل أن نخسرها. وتعتبر حالتها نادرة واستثنائية مقارنة بالحالات التي عالجناها وخسرناها سابقاً بسبب #كورونا، وعادة يبقى المريض أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على الجهاز الاصطناعي قبل أن نخسره أو يتحسن تدريجياً.
 
وأضاف: "خسرناها لأن حالتها كانت متقدمة للأسف، لذلك ما حصل كان فاجعة ونتمنى عدم تكراره مع أي حامل أو أم أخرى. من المهم تسليط الضوء على أهمية متابعة الحوامل، خصوصاً أننا في المستشفى استقبلنا وتعاملنا مع أكثر من 160 حالة مصابة بكورونا خلال الحمل والولادة، ولا يمكن التهاون بأي عارض، لأن الحالة قد تتدهور بسرعة كبيرة. خسارة الأم تعني خسارة عائلة بأكملها، ولا نريد أن نخسر المزيد من الأمهات خصوصاً الشابات لأننا نخسر عائلات نتيجة وفاتهن".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم