الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"جوازات سفر المناعة" وفحوص "كوفيد-19" مفتاح عودة السفر الدولي؟

المصدر: (سي أن أن)
A+ A-
يواجه المسافرون قواعد متغيرة باستمرار، بسبب المتاهة الحالية التي شكلتها أزمة جائحة "كوفيد-19"، حيث تفرض المطارات والبلدان وحتى شركات الطيران قيوداً خاصة بها على من يمكنه عبور الحدود الدولية. وتم اعتماد فحوص فيروس كورونا كمفتاح للسماح بالسفر من العديد من الدول، ما أدى إلى دعوات تناشد قطاع السفر استخدام هذا الإجراء لتسهيل العودة إلى تدفق أكثر طبيعية لحركة المسافرين. ويفضل المسافرون أيضاً إجراء فحص فيروس كورونا. وبحسب استطلاع "SmartBrief for the Business Traveler"، يعتقد أكثر من نسبة 65% من المشاركين في الاستطلاع أنه يجب الخضوع لفحص فيروس كورونا قبل السفر. ولكن هل تعد فحوص كورونا، وإدخال ما يسمى بجوازات سفر المناعة من "كوفيد-19" التي تظهر عندما يتعافى شخص ما من العدوى، هي المفتاح لإعادة العالم إلى التحرك مرة أخرى؟ 
 
وتتوافر فئتان من فحوص "كوفيد-19" التي تحدد ما إذا كنت مصاباً بعدوى حالية أو سابقة. ويثبت فحص، باستخدام المسحة، ما إذا كان لديك الفيروس حالياً، والمعيار الذهبي هو فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR. بينما يحدد فحص الأجسام المضادة ما إذا كنت مصاباً بمرض "كوفيد-19" في الماضي. 
ومن غير المعروف ما إذا كان هذا يعني أن الشخص لديه مناعة من الإصابة بالعدوى مرة أخرى، أو إلى متى قد تستمر هذه المناعة. وتكمن مشكلة فحص الفيروسات بأنه مجرد فحص عابر في لحظتها. وعندما طرحت أيسلندا فحص "كوفيد-19" في المطار كوسيلة لفتح حدودها، اتضح أن الفيروس لا يزال يصل إلى  حدودها على الرغم من نتائج الفحوص السلبية، ما دفع البلاد إلى إعادة فرض الحجر الصحي المحدود. ويقول ريكس جيرالد، كبير الباحثين في جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، لـ CNN إنه لا يعتقد أن الأشخاص لديهم فكرة واضحة عن مفهوم الفحص، موضحاً أنه "في اللحظة التي يجري فيها الفحص، تظهر نتيجته سلبية، ولكن بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى المنزل، من الممكن أن تكون قد اختلطت مع أشخاص مصابين بالعدوى وبالتالي أصبحت أنت مصاباً أيضاً بالعدوى".
اليوم، يعمل العديد من المطارات، على فرض الفحوص. لكن أولئك الذين لديهم شهادة صحية تظهر نتيجة فحص "كوفيد-19" سلبية لديهم في غضون 72 ساعة من وصولهم ويمكنهم تخطي إجراء الفحص في المطار. ويرغب قطاع السفر أن تطور الحكومات نهجاً عالمياً منسقاً من شأنه أن يحل محل إجراءات حظر السفر والحجر الصحي لمدة 14 يوماً من خلال إجراء فحوص سريعة ودقيقة.
 
ويمكن أن يخفف المعيار العالمي من ارباك المسافر الذي يواجه العديد من المتطلبات وتجول في خاطره العديد من الأسئلة مثل، هل يجب إجراء الفحص، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى وكم مرة ستكون هناك حاجة إلى إجراء الفحص أثناء الرحلة؟ وما المطلوب من شركة الطيران، أو الدولة، أو الفندق؟ هل تحتفظ حالات كوفيد-19 المتعافية بالمناعة ضد الإصابة بالعدوى مرة أخرى، وإذا كان الأمر كذلك، إلى متى؟
 
وتفضل كل من تشيلي، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة فكرة جوازات سفر "المناعة"، وهي وثيقة مادية أو رقمية تثبت الحصانة ضد "كوفيد-19"، وتحديداً أولئك الذين لديهم أجسام مضادة تجعلهم محصنين من الإصابة بالعدوى مرة أخرى. ولكن مدة المناعة بالنسبة إلى المرضى المتعافين ما زالت غير معروفة. ويرفض مسؤولو الصحة العامة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، فكرة ما يسمى بجوازات السفر "الخلو من كوفيد-19" أو جوازات سفر المناعة، بسبب قلة المعلومات حول الفيروس.
 
ويشعر مسؤولو الصحة العامة بالقلق من أن تخفيف متطلبات الفحوص قد يؤدي إلى زيادة انتشار المرض، وأن الذين لا يخضعون للفحوص لن يقوموا  بالالتزام بإرشادات ارتداء الأقنعة، أو غسل اليدين، أو مسافة التباعد الجسدي. وفي الوقت الحالي، يُنظر إلى فحوص "كوفيد-19" على أنها الوسيلة لتحرير قيود المسافرين وتجولهم حول العالم. ومع ذلك، يجب على المسافرين المضي قدماً بحذر.
وتبقى الحقيقة أن الحلول المصممة لفتح حدود السفر الدولي لا تزال صعبة. ولكن التقدم السريع الذي يتم إحرازه يعني أنها مجرد مسألة وقت.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم