الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تجربة طبيب مع لقاح "فايزر": هذه الآثار الجانبية التي عانيتُها... واللقاح هو الحلّ الوحيد

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
الخطر من مضاعفات الفيروس أكبر من الخطر في تلقي اللقاح (تعيبيرة- "أ ف ب").
الخطر من مضاعفات الفيروس أكبر من الخطر في تلقي اللقاح (تعيبيرة- "أ ف ب").
A+ A-

مع الارتفاع المستمر في معدل الإصابات بكورونا، يبدو واضحاً أن اللقاح هو الحل الوحيد للحد من انتشار الوباء ومن ضغوطه على القطاع الصحي وتداعياته على الحياة عامة، بحسب الخبراء. فلن يكون ممكناً مواجهة الوباء بهذه الطريقة بعدما فشلت كافة المحاولات. لكن حتى الآن تكثر الشكوك حول اللقاح والتساؤلات والمخاوف، فيعبّر كثر عن هواجس حيال لقاحات كورونا المتوافرة. الطبيب اللبناني الاختصاصي في أمراض الرئة في مستشفى جامعة جورج واشنطن وعضو الجمعية اللبنانية الدولية في الولايات المتحدة الأميركية، الدكتور خليل دياب، يتحدث عن تجربته مع لقاح فايزر والآثار الجانبية التي عاناها حين تلقاه، مشدداً على أهمية الحصول عليه لوقف انتشار الوباء.

 

هل يُعتبر اللقاح فعلاً الحل الوحيد الذي تعلَّق عليه الآمال لوقف انتشار كورونا؟

لا يمكن اليوم إلا التشجيع على الحصول على اللقاح بحسب دياب، لأنه الأمل الوحيد بوقف الوباء لتحقيق مناعة القطيع وتلقيح نسبة 80 في المئة تقريباً من الناس ومنع طفرات الفيروس وظهور مشاكل جديدة مرافقة. أما القلق الذي يساور البعض حول ما إذا كان اللقاح آمناً فلا بد من التوضيح أن الحصول على اللقاح آمن حكماً أكثر من الإصابة بالفيروس لاعتبار أن المضاعفات التي يمكن التعرض لها جراء الإصابة بالفيروس قد تكون أكثر خطورة ولا يمكن التكهن مسبقاً بما يمكن التعرض له في حال التقاط العدوى. وبالتالي لا خطورة في الحصول على اللقاح بل يبقى الخطر الاكبر من الفيروس.

 

هل من مشكلة في حال التأخير في الحصول على الجرعة الثانية؟

تعطى الجرعة الثانية بعد 3 أسابيع من الجرعة الأولى. وفي حال التأخير في الحصول على الجرعة الثانية لسبب من الاسباب، فلا مشكلة في ذلك، بحسب دياب. الجرعة الأولى تساعد على تقوية المناعة بنسبة 55 في المئة في اللقاحات الحائزة على موافقة إدارة الأغذية والدواء. لكن تعتبر الجرعة الثانية ضرورية حكماً وتؤمّن المناعة التي تصل إلى 95 في المئة أو أقل بحسب نوع اللقاح المعتمد، فيما فاعلية لقاح أسترازينيكا هي بنسبة 75 في المئة. وبالتالي تأتي الجرعة الثانية لتكمّل المناعة المكتسبة جراء الحصول على الجرعة الأولى.

 

ما الآثار الجانبية التي اختبرتها عند تلقي اللقاح؟

بعد تلقيه لقاح فايزر بجرعته الأولى يوضح دياب أنه لم يعانِ آثاراً جانبية باستثناء ألم بسيط في الذراع حيث أجريت الحقنة. بعد 3 أسابيع تلقى الجرعة الثانية كما يُفترض أن يحصل، وعلى الرغم من أنه تلقاها صباحاً ولم يشعر بأية أعراض، عانى ارتعاشات ليلاً وأرقاً فلم يتمكن من النوم طوال الليل، ويبدو أن البعض قد يعاني هذا النوع من الآثار الجانبية. أما في اليوم التالي فلم تكن هناك أي مشكلة وزالت الارتعاشات تلقائياً، علماً أنها ناتجة عن ردة فعل مناعية في الجسم وهي طبيعية تماماً ولا تدعو للقلق.

 

ما سبب الوفيات الحاصلة بين مَن تلقوا اللقاح؟

يساعد اللقاح في الواقع على الحد من معدلات الوفيات الحاصل جراء الإصابة بالفيروس. أما بالنسبة إلى الوفيات التي حصلت في العالم في بعض الدول بعد تلقي العلاج فلا تدعو للقلق لأن الملايين تلقوه وحصول حالة وفاة لا يعني حكماً أنها ناتجة عن اللقاح، ولا تزال التحقيقات جارية للتأكد من أسباب الوفاة. أما بالنسبة إلى الآثار الجانبية كالحساسية فتتم مراقبة من يتلقى اللقاح عادةً لمدة 15 دقيقة للتأكد من عدم حصول ردة فعل للحساسية. فيما يؤكد دياب أن ردة فعل الحساسية نادرة جداً بعد تلقي اللقاح من الملايين الذي حصلوا عليه.

ويشير دياب إلى أن الآثار الجانبية التي تظهر لدى المسنين قد تكون في الواقع أقل حدة من تلك التي تظهر لدى الشباب لاعتبار أن مستوى المناعة لديهم اقل.

من بين مختلف اللقاحات المتوافرة، أيٌّ قد يكون من الافضل اختياره؟

ما لا شك فيه أن كافة اللقاحات المتوافرة أُنتجت وفق معايير عالية، لكن معدل الفاعلية الأعلى هو للقاحَي مودرنا وفايزر كما أصبح معروفاً، وفق ما يوضحه دياب. لكن في كل الحالات، الأهم هو الحصول على اللقاح المتاح للحصول على الحماية واكتساب المناعة المطلوبة لمواجهة الفيروس. فيشير إلى أن لقاح الانفلونزا مثلاً يؤمّن حماية بنسبة لا تتخطى الـ50 في المئة، وبالتالي الحماية التي تؤمّنها لقاحات كورونا هي أعلى بكثير ومن الطبيعي الوثوق بها وبفاعليتها.

 

هل ستتمكّن اللقاحات المتوافرة من الوقاية من السلالات المتحورة؟

صحيح أن اللقاحات ظهرت بسرعة كبيرة نظراً للتطور الحاصل بعكس ما كان يحصل مع اللقاحات السابقة. أما بالنسبة إلى السلالات المتحورة فسيكون أكثر سهولة بعد الوقاية منها إما بفضل هذه اللقاحات القادرة على ذلك أو يمكن مثلاً عند الحاجة تطوير اللقاح سريعاً في فترة لا تتخطى الأسابيع القليلة، حتى تتمكن من الوقاية من هذه السلالات إذا لم تكن قادرة على ذلك أصلاً. هذا ويشير دياب إلى أن التمويل الضخم الذي وُضع بتصرف المختبرات ساهم أيضاً في تصنيع اللقاحات في وقت أسرع بهدف مواجهة الوباء. وما ساهم في ذلك ايضاً ارتفاع عدد الإصابات كونه وباء ويمكن أن تجرى التجارب على عدد كبير من الناس والخروج بدراسات على نطاق واسع.

كذلك يوضح دياب أنه حتى اللحظة يُنصح حتى من أصيبوا بكورونا، بتلقي اللقاح. فالمناعة التي يمكن اكتسابها جراء الإصابة بالفيروس تمتد خلال 4 أشهر أو 5 حتى الآن، ولا يعرف إذا ما كانت تمتد لوقت أطول وثمة حاجة إلى المزيد من التتبع والمراقبة لتأكيد ذلك. في المقابل بحسب التقديرات يؤمن اللقاح المناعة لما يقارب السنة. للذلك ينصح حتى من تعافوا من المرض بالحصول عليه. لكن ثمة دول تعطيه بعد التعافي فيما تنتظر أخرى بضعة اشهر قبل إعطائه لمن تعافى لوجود أولويات.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم