الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

المؤشرات الإيجابية لكورونا... مخباط لـ"النهار": نخشى أن ترتد هذه التطمينات علينا بعودة الوباء بقوة

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
في شارع مار مخايل- تصوير مارك فياض
في شارع مار مخايل- تصوير مارك فياض
A+ A-

لا يُخفى على أحد أن المؤشرات الوبائية إيجابية وقد انعكست بشكل واضح وملموس على انخفاض عدد الحالات الحرجة والوفيات، بالإضافة إلى عدد الإصابات اليومية. في المقابل، انتشرت السلالة الهندية في عدد من الدول التي أثبتت قدرتها على الانتقال والعدوى بنسبة 50% أكثر من السلالة البريطانية التي وصلت إلى لبنان في نهاية العام الماضي.
انجازات صغيرة تستحق التوقف عندها، حيث انتقل لبنان من المرحلة الرابعة في التفشي الوبائي إلى المرحلة الثانية، ويعود هذا الانخفاض في التصنيف إلى عوامل عدة، إلا أنها لا تعني الانتصار على الوباء بشكل نهائي. المناعة المكتسبة نتيجة الإصابة ليست كافية، ونسبة التلقيح لم تتعدَ بعد الـ10%، وعليه يمكن تنفس الصعداء بحذر وتروي. أي مراوغة أو مبالغة قد تجعلنا نقع في خطأ الماضي ونواجه موجة قاسية جديدة.

بالعودة إلى المؤشرات الوبائية الإيجابية ومقارنتها مع شهريّ شباط وآذار الماضيين، تبلغ نسبة إيجابية الفحوص أربعة في المئة حالياً بعدما بلغت اثنتين وعشرين. كما انخفضت نسبة الوفيات من تسعة في الألف إلى ثلاثة . فهل تبرر هذه
 النتائج الايجابية سلوكيات والتفلت من الاجراءات كما نشهد اليوم؟
 
يؤكد الإختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط لـ"النهار" أن "التحسن في الأرقام وانخفاض الاصابات وعدد الوفيات ملموس وحقيقي، وعلى الرغم من انخفاض الفحوصات وتزايد الطبابة في المنزل إلا أن ذلك لا يلغي حقيقة انخفاض الحالات التي تحتاج إلى العناية الفائقة وعدد الوفيات مقارنة بالأشهر الماضية.
 
ومن المهم حسب مخباط أن نعرف الأسباب التي ساعدت على انخفاض هذه المؤشرات المقلقة ويتمثل أولها بتسجيل اعداد كبيرة من الوفيات في شهريّ شباط وآذار ما زاد من خوف الناس والالتزام بالإجراءات الوقائية وحظر التجول والحجر. خاف الناس جدياً مما يجري وجعلها تلتزم بشكل واضح بكل القرارات والتدابير.
 

أما السبب الثاني فيعود إلى المناعة الطبيعية نتيجة الإصابة بالفيروس التي بلغت تقريباً 30-40% عند اللبنانيين، وتؤمن هذه النسبة حماية مجتمعية مقبولة في عدم إلتقاط العدوى. صحيح أننا لم نحقق بعد مناعة القطيع أو المناعة المجتمعية (70-80%) ولكن بدأ يظهر نوع من المناعة الطبيعية نتيجة الإصابات المرتفعة في الأشهر السابقة.
 
في حين يُشكّل العامل الاقتصادي سبباً اضافياً في التخفيف من التجمعات والازدحام في الأماكن العامة. فلم يعدّ بمقدور الكثيرين الخروج إلى المطاعم والمقاهي نتيجة الأزمة المالية، ما ساعد في التخفيف من خروجهم والاجتماعات. بالإضافة إلى التشدد الصارم للحظر في بعض المناطق والتي ساعدت على الالتزام والانضباط.
 
وعليه، أدت هذه الأسباب مجتمعةً إلى تحسن الوضع الوبائي في لبنان بعدما شهدنا موجة قاسية في شهريّ كانون الثاني وشباط. وعلى الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية إلا أنه لا علاقة للقاح بانخفاض الإصابات أو عدد الوفيات، لأن نسبة التطعيم لم تتخط 7% للجرعة الواحدة و9% للجرعتين في الوقت الحاضر."
 
وعن المخاطر التي قد نواجهها في الشهرين المقبلين والتخوف من عودة السيناريو اللبناني وموجة جديدة كما شهدنا في دول أخرى، لا يُخفي مخباط أن "التطمينات الحالية وانخفاض المؤشرات الوبائية المقلقة انعكست على ارتياح اللبنانيين وتخلي بعضهم عن الإجراءات الوقائية خصوصاً عند الملقحين بإعتبارهم محميين من خطر الإصابة.
وبعد هذه التطمينات و فتح البلد ، عاد الناس إلى حياتهم وبدأنا نشهد استهتاراً عند البعض من خلال عدم ارتداء الكمامة وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي. وتعتقد فئة من اللبنانيين إننا انتهينا من هذا الوباء وإننا كسبنا المعركة، خصوصاً أن البعض منهم يظن أن اللقاح يحميهم ويحصّنهم.

لذلك يُعبّر مخباط عن تخوفه من أن ترتد هذه التطمينات علينا بطريقة خطرة وعودة الوباء بقوة كما حصل الصيف الماضي. لذلك يجب ان نفكر في كل الفرضيات والاحتمالات وكل شيء متوقع مع الفيروس، وقد يصل إلى لبنان متحورات تغير من الواقع الوبائي الحالي. ونتيجة ذلك، يجب التذكير والتشديد على أهمية الالتزام بتدابير الوقاية وعدم التخلي عن الكمامة، ونحن امام شهرين دقيقين يحددان المسار الوبائي وهما مفصليان لتحديد ماهية المرحلة المقبلة.
 
ويشير إلى أن "الناس يعوّلون على تكثيف حملات التطعيم في الأيام المقبلة، ومع ذلك يستحيل أن نصل في بداية الصيف إلى المناعة المجتمعية بل سنحقق ما يقارب 20% من نسبة تلقيح الشعب اللبناني. وتعتبر هذه النسبة جيدة، أضف إليها نسبة المناعة المكتسبة من الإصابة والتي تقدر بـ30-40% ، إلا أنها لا تسمح لنا بالعودة إلى الحياة الطبيعية والاستهتار والتفلّت من دون ارتداء الكمامة. "

كما يشدد على أهمية الترصد والمتابعة للحالات الإيجابية، والتي تعتبر ركيزة أساسية للسيطرة على التفشي الوبائي والتأكد من عدم انتشار الفيروس. لذلك يجب التركيز على 3 معايير أساسية حتى لا نقع في الخطأ نفسه:
 
* التشديد على تدابير الحماية والوقاية والتنبه لها.
* تكثيف وتيرة التطعيم
* تحسين اساليب الترصد الوبائي لضمان عدم انتشار الفيروس


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم