الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كوفيد-19 المراوغ والمخادع والقاتل... ليس هناك أي حصانة مسبقة ضده!

المصدر: النهار
كوفيد-19 المراوغ والمخادع والقاتل... ليس هناك أي حصانة مسبقة ضده!
كوفيد-19 المراوغ والمخادع والقاتل... ليس هناك أي حصانة مسبقة ضده!
A+ A-
 
 
ما هي الطبيعة الفريدة المراوغة في تركيبة فيروس كورونا المستجد البيولوجية التي تجعله يشكل تهديدا فريدا لأجسامنا وحياتنا؟
 
في تحقيق لـ"بي بي سي" تابع كيف تسبب فيروس بسيط في توقف الحياة التي نعرفها. فقد واجهنا تهديدات فيروسية من قبل، بما في ذلك الأوبئة، لكن العالم لم يتوقف مع كل عدوى جديدة أو موسم إنفلونزا.
 
ما الذي يجعل هذا الفيروس مختلفا؟ في المراحل المبكرة من الإصابة يكون الفيروس قادراً على خداع الجسم. إذ يمكن أن ينتشر فيروس كورونا في الرئتين والممرات الهوائية، ومع ذلك يعتقد جهاز المناعة لدينا أن كل شيء على ما يرام. ويقول البروفيسور بول لينر من جامعة كايمبريدج إن "هذا الفيروس مذهل، فهو يسمح لك بأن يكون لديك مصنع فيروسي في أنفك وتشعر بتحسن تام". ذلك أن خلايا أجسامنا تبدأ في إطلاق مواد كيميائية تسمى الإنترفيرون، والتي يعد اختطافها من قبل فيروس إشارة تحذير لبقية الجسم وجهاز المناعة. ويوضح لينر "أن فيروس كورونا لديه "قدرة مذهلة" على إيقاف هذا التحذير الكيميائي. إنه يفعل ذلك في شكل جيد لدرجة أنك لا تعرف حتى أنك مريض". ويقول إنه عندما تنظر إلى الخلايا المصابة في المختبر لا يمكنك معرفة أنها مصابة، ومع ذلك تظهر الاختبارات أنها "تصرخ بالفيروس" وهذه مجرد واحدة من "بطاقات الجوكر" التي يمكن للفيروس أن يلعب بها.
 
يتصرف هذا الفيروس مثل قاتل "يضرب ويهرب". تبدأ كمية الفيروس في أجسامنا في الوصول إلى الذروة في اليوم السابق لبدء المرض. لكن الأمر يستغرق أسبوعا على الأقل قبل أن يتطور كوفيد إلى النقطة التي يحتاج فيها الناس إلى العلاج في المستشفى. ويقول البروفسور لينر: "هذا تكتيك رائع حقا في التطور، فأنت لا تذهب إلى الفراش بل تخرج وتقضي وقتا طيبا".
 
لذلك فإن الفيروس مثل سائق خطير يفر من مكان الحادثة بعد ارتكابها، لقد انتقل الفيروس إلى الضحية التالية قبل فترة طويلة من تعافينا أو موتنا. 
ويعكس ذلك تناقضا كبيرا مع فيروس سارس الأصلي الذي يرجع تاريخه لعام 2002، فأكثر وقت يكون فيها هذا الفيروس معديا هي الأيام التي تلي إصابة الناس بالمرض، لذلك كان من السهل عزلهم.
 
هل تتذكر الوباء الأخير؟ ففي عام 2009 كانت هناك مخاوف كبيرة بشأن فيروس إتش1إن1. ومع ذلك ، اتضح أنه ليس مميتا في الشكل الذي كان متوقعا، لأن كبار السن لديهم بالفعل بعض الحصانة. فقد كانت السلالة الجديدة مشابهة بدرجة كافية لبعض السلالات التي تمت مواجهتها في الماضي.
 
وهناك 4 أنواع من فيروسات كورونا تصيب البشر وتسبب أعراض نزلات البرد. وتقول البروفسورة تريسي هاسيل من جامعة مانشستر: "هذا نوع جديد، لذلك لا نعتقد أن هناك الكثير من الحصانة المسبقة ضده". وتضيف قائلة إن حداثة سارس-كوف-2، الاسم الرسمي لكوفيد-19، يمكن أن تمثل "صدمة كبيرة لجهاز المناعة لديك". وهذا النقص في الحصانة المسبقة يمكن مقارنته عندما أخذ الأوروبيون معهم الجدري إلى العالم الجديد، مع ما أحدثه ذلك من عواقب مميتة. ويُعد بناء دفاع مناعي من نقطة الصفر مشكلة حقيقية لكبار السن لأن جهاز المناعة لديهم بطيء. ويتضمن تعلم محاربة عدوى جديدة الكثير من التجربة والخطأ من جهاز المناعة. ولكن مع التقدم في السن ننتج مجموعة أقل تنوعا من الخلايا التائية، وهي مكون أساسي في الجهاز المناعي، لذلك يصعب العثور على تلك التي يمكنها الدفاع ضد فيروس كورونا.
 
يبدأ كوفيد كمرض رئوي (مع أنه يحدث أشياء غريبة وغير عادية) ويمكن أن يؤثر على الجسم كله. ويقول البروفسور ماورو غياكا، من مستشفى كينغز كولدج في لندن، إن العديد من مظاهر مرض كورونا "فريدة" بالنسبة إلى المرض، بل في الواقع إنه "يختلف عن أي مرض فيروسي شائع آخر".
 
ويقول إن الفيروس يفعل أكثر من مجرد قتل خلايا الرئة فهو يفسدها أيضا، فقد شوهدت الخلايا تندمج معا في خلايا ضخمة ومعطلة تسمى سينثيا، ويبدو أنها تبقى. ويقول البروفسور غياكا إنه يمكن أن يكون لديك "تجديد كامل" للرئتين بعد الأنفلونزا الحادة، لكن "ذلك لا يحدث" مع كوفيد-19.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم