علاجها للسرطان في السوق السوداء... "وجع كبير وعاجز عن تأمين دوائها"
25-09-2021 | 13:11
المصدر: النهار
لم نتوقّع يوماً أن نجد أنفسنا في مواجهة مافيات "الصحة"، وأن تجد نفسك تُراهن على كلّ شيء من أجل علاجٍ بات متوافراً في السوق السوداء ومفتقداً في المستشفيات والصيدليّات.
بئس هذا الزمن الذي أصبح فيه الدواء "تجارة مربحة"، والصحّة "ضربة حظ". يمكن أن تساوم على أيّ شيء إلا الصحة! لكن في بلد سقطت فيه الأخلاقيّات والضمائر لم يعدّ هناك شيء مستغرب! باتت بعض النفوس أكثر خبثاً من المرض نفسه، فالكلّ يبحث عن مكاسب ماليّة بينما المريض يبحث عن خلاصه وسط غابة فساد.
لم تكن السيدة "ل.ع." (63 عاماً) تنتظر أن تعيش صراعاً آخر في حياتها. كُتب عليها منذ 3 سنوات أن تُصارع سرطان المثانة. لم تستسلم، بل بقيت مصرّة على المواجهة قبل أن تتلقّى صفعة جديدة من دولتها العزيزة، هذه المرّة؛ فدولتنا اليوم تفتقر إلى أدوية سرطان لمعالجة مواطنيها!
وما كان في الماضي مؤمّناً كحق طبيعيّ أصبح اليوم تأمينه أشبه بمعجزة. حتى المرض بات يُستغلّ من قبل البعض لكسب الأرباح، و"سلّموا ع الإنسانية!".
لم يتصوّر حفيدها "أ.ش." أن يطرق بابنا طالباً المساعدة غير أنه عجز عن تأمين أدوية جدّته السرطانيّة. منذ شهر، لم تتلقَ علاجها بسبب عجزه عن تأمين مبلغ 2400$ أو ما يوازيه في السوق السوداء. يقول لـ"النهار": "كنا نؤمّن الدواء بسعره حين كان وضع الليرة بخير. أمّا اليوم فلم يعدّ بمقدورنا تأمينه، وحتى المستشفيات تعاني شحّاً وتطلب منّا تأمينه حتى تعطي العلاج للمريض".
أدوية السرطان مفقودة، ولا تُسلّم كما كان يحصل سابقاً، ما اضطرّه إلى البحث عنه في السوق السوداء حيث وجده في منطقة صور. تحتاج "ل.ع." إلى حقنتين شهرياً وإلا تعرّض وضعها الصحيّ للتراجع تدريجياً. ويؤكّد حفيدها أنها "موجودة في البيت، وعاجز عن التخفيف من وجعها؛كل الليل وجع. لم تفلح كلّ محاولاتي في إيجاد حلول، حتى أنني استعنتُ بالوزير السابق حمد حسن إلا أنه أكّد لي أنّ الدواء لم يصل بعد إلى لبنان، وأن البعض من هذه الحقن مزوّرة للأسف. وحسب وعود الشركة ستسلّم كميّة منه خلال يومين. لذلك توجّهتُ مع طبيبتها إلى صور للتأكّد من سلامة وصحّة هذه الحقنة".
هذا الحديث كان منذ شهر ونصف الشهر، وحتى الساعة لم نجد الدواء إلا في السوق السوداء، ويستحيل دفع ثمنه. وفق أ.ش.، "ما كان يُكلّفنا مليوناً و500 ألف ليرة لبنانية أصبح يُكلّفنا حوالَي 40 مليون ليرة؛ وهذا المبلغ يفوق قدرتنا. تعيش جدّتي على المسكّنات بانتظار تأمين هذه الحقن حتى ترتاح قليلاً وحتى لا نسمح للسرطان بالانتشار أو النمو نتيجة عدم الحصول على علاجها كما يجب".
إذاً، تكلفة الحقنة الواحدة 1200 دولار، ما يعني 2400 ثمن الحقنتين التي تحتاجهما جدّته لشهر واحد. لا يريد "أ.ش." - كما يقول - أن يفكّر في الأشهر المقبلة "فما يهمّني هو تأمين الأدوية حتى لا تتدهور صحة جدّتي. إنها المرة الأولى التي نطلب فيها المساعدة، ولكن أقفلت جميع الأبواب بوجهنا، ولم يعدّ أمامي سوى طلب المساعدة لتأمين ثمنها. ربما بالنسبة إلى البعض ليس المبلغ كبيراً، ولكنّه يفوق قدرتي على تأمينه، خصوصاً أن رواتبنا ما زالت على 1500 والأسعار تُحاكي سعر الصرف في السوق السوداء".
لمن يرغب في المساعدة الاتصال على هذا الرقم: 70524451