عشية إطلاق المنصة... البزري: خطة موازية لحملة التلقيح بـ"فايزر"

يترقّب اللبنانيون موعد قدوم الشحنة الأولى من لقاح فايزر وبدء حملات التلقيح علّها تتمكن من السيطرة على معدل انتشار الوباء المتسارع في الفترة الأخيرة، وذلك عشية إطلاق منصة التلقيح من السراي الحكومي الأربعاء، حيث سيتمكن اللبنانيون والمقيمون من تسجيل أسمائهم لنيل اللقاح.

ولا يزال عدّاد كورونا يسجّل أرقاماً مرعبة وتزايداً مقلقاً في عدد الوفيات بحيث يبدو اللقاح الحل الوحيد الكفيل بإنقاذ البلاد من خلال تحقيق مناعة القطيع بعدد أقل من الوفيات مقارنةً بالخسائر البشرية الكبرى في حال استمر هذا التزايد في الأعداد.

 

بانتظار هذه اللحظة، يوضح رئيس اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية، الاختصاصي في الأمراض الجرثومية د. عبد الرحمن البزري، الآلية التي ستعتمد لتوزيع لقاح فايزر الذي سيصل أولاً في الشهر المقبل إلى لبنان.

 

تمت دراسة كافة التفاصيل المتعلقة بآلية نقل اللقاح من المعامل في بلجيكا إلى الطائرة والمطار وصولاً إلى التوزيع، بحسب البزري، علماً أن الشحنة الأولى ستُنقل من المطار إلى مركز التخزين الأساسي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، ثم تنقل بسيارات مبرّدة إلى مراكز التلقيح في مختلف المناطق اللبنانية والتي تم تجهيزها لذلك. مع الإشارة إلى أن هذه المراكز ستزيد تدريجياً شيئاً فشيئاً ومع التوسع في عملية التلقيح وهي مجهزة بالكامل مع عاملين متفرّغين للتلقيح، وقد أُخذت بعين الاعتبار الكثافة السكانية في المناطق وصعوبات التنقل فيها والوقت اللازم للدخول والتلقيح والخروج من المركز وقدرة المراكز على القيام بالأمور على أكمل وجه. مع الإشارة إلى أنه سيتم التلقيح بمعدل 400 شخص في اليوم في المراكز الكبرى أو أكثر أحياناً للوصول إلى المعدل المطلوب تلقيحه.

 

في المقابل، يشير البزري إلى أنّ ثمة خطة موازية لحملة التلقيح بلقاح فايزر حيث يتم العمل على تأمين لقاحات أخرى منها لقاح أسترازينيكا حتى تكون الحملة على نطاق أوسع ولتسهيل عملية التوزيع. علماً أنه من خلال شبكة كوفاكس لدعم عملية تأمين لقاحات كورونا في البلاد، ستتأمن لقاحات أخرى غير لقاح فايزر ومنها لقاح أسترازينيكا إذ تُعتبر ظروف توزيعه ونقله أكثر سهولة. هذا إضافة إلى لقاحات Johnson&Johnson ونوفافاكس. وكان لبنان قد سدد الدفعة الأولى وحجز نحو مليوني ونصف المليون جرعة أو ثلاثة ملايين من اللقاح.

 

من جهة أخرى، يشير البزري إلى مبادرات خاصة عديدة لتأمين اللقاحات في لبنان من قطاعات مختلفة ستساعد على تأمين أعداد كبرى منه لتلقيح عدد أكبر من الناس بأسرع وقت ممكن لمواجهة الوباء بمزيد من الفاعلية. فالهدف هو تلقيح نسبة 80 في المئة من المواطنين لمواجهة الوباء والحد من انتشاره.

ثمة مفاوضات أيضاً لتأمين اللقاح الصيني، وتقوم بقسم منها جهات سياسية لإحضار اللقاح. ثمة احتمال بأن يصبح متوافراً في لبنان لكن الأمور لم تتضح بعد بشأنه. في كل الحالات، يشدد البزري على أنه أياً كان اللقاح المعتمد تبقى صحة الأفراد الأولوية والتلقيح سيتم للكل. إلا أن الأولويات المحددة لمختلف الفئات المجتمعية حتى يتم التلقيح تدريجياً، ترتبط بكميات اللقاحات التي ستكون متوافرة في مختلف المراحل. لكن ما لا شك فيه أن اللقاحات ستصل تباعاً حتى يتم تلقيح النسبة الكبرى من المواطنين.

 

يمكن للمواطنين تتبع تفاصيل حملات التلقيح من خلال تطبيق خاص لذلك ومركز اتصالات مخصص لكورونا. وبعد تلقي اللقاح يمكن التواصل مع المركز المخصص لكورونا أو تبليغ الطبيب الخاص وهو يكون على تواصل مع المراكز المخصصة ومع المشرفين على حملة التلقيح الوطنية.