فحص المناعة كشف مشكلة في اللقاح الصيني... هل يجب تلقي جرعة ثالثة؟

تلقى مئات الآلاف حول العالم لقاح سينوفارم الصيني، وكانت الأمارات العربية المتحدة أول دولة توافق عليه وتعطيه لمواطنيها. لكن اللقاح أظهر فاعلية محدودة أو لم يؤمّن المناعة لقسم ممن تلقوه، ما يستدعي اللجوء إلى

جرعة ثالثة، فيما لا تزال التحقيقات والدراسات جارية حول هذا الموضوع للكشف عن المزيد من المعطيات حوله.

جرعة ثالثة ضرورية أحياناً

وفق ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا، فإن الأمور لم تتضح بعد في ما يتعلّق باللقاح الصيني. لكن ما يبدو واضحاً أنّ ثمة أشخاصاً لم يُظهروا أي تجاوب أو استفادة جراء تلقيه. فبعد تلقي اللقاح أجروا فحص الأجسام الضدية وتبين أنهم لم يكتسبوا المناعة، ما يؤكد أنه لم يكن فعالاً لهم. علماً أن من هؤلاء الأشخاص من هم في لبنان وحصلوا عليه، وينطبق ذلك على العديد من الاشخاص الذين تلقوه في دولة الإمارات أيضاً أو في دول أخرى.

وكانت الدراسات قد أظهرت أن فاعلية هذا اللقاح تصل إلى 79 في المئة في تأمين الحماية من الفيروس. لكن ظهرت المشكلة عندما أتت نتائج فحوص الاجسام الضدية لبعض الذين تلقوه سلبية، ما يعني أنهم عرضة للإصابة بالفيروس في أي وقت كان، على الرغم من تلقيهم الجرعة الثانية، ما دعا الإمارات، بحسب أبي حنا، إلى إعطاء جرعة ثالثة تحفيزية من اللقاح علّها تؤمّن المناعة اللازمة من الفيروس.

مع الاشارة إلى أن الجرعة الثالثة لا تعطى حالياً للجميع، وفق ما يوضحه، إنما فقط لمن لم يظهروا تجاوباً مع اللقاح ولم يستفدوا منه أو لم يكتسبوا أي مناعة. علماً أن من لم يكتسبوا المناعة هم من مختلف الفئات العمرية ولم يكن ممكناً حتى اللحظة تحديد فئة عمرية معينة أو أشخاص أكثر ميلاً لعدم الاستفادة من اللقاح لسبب أو لآخر.

ويشير أبي حنا إلى أنه مع مختلف اللقاحات، يتجاوب عادةً بمعدل أقل من هم من المسنين مقارنةً بمن هم أصغر سناً. كذلك يتجاوب بمعدل أقل من يعانون مشاكل أو ضعفاً في المناعة. أما مع اللقاح الصيني فمن لم يتجاوبوا كانوا من مختلف الفئات العمرية ولا يعانون حالات خاصة. مع الإشارة إلى ان التقنية المعتمدة في إنتاج هذا اللقاح هي تقنية تقليدية بحيث اعتُبر من اللقاحات الآمنة التي تعتمد على فيروس غير نشط.

نصيحة لمن تلقى اللقاح

انطلاقاً مما تظهره الوقائع حتى اللحظة، يُنصح كل من تلقى اللقاح، وتحديداً من تلقوا الجرعة الثانية منه، وبعد 3 أسابيع على الأقل، بإجراء فحص الأجسام الضدية للتأكد من اكتساب المناعة اللازمة. ففي حال عدم اكتساب المناعة، من الضروري تلقي جرعة ثالثة لاكتسابها وإلا سيكون الشخص حكماً عرضة للإصابة بالمرض في أي وقت كان.