السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الحرب قضت على جهود أوكرانيا لمكافحة مرض السل "في يوم واحد"

المصدر: "أ ف ب"
مشهد لمركز تجاري تعرّض لقصف روسي في كييف (أ ف ب).
مشهد لمركز تجاري تعرّض لقصف روسي في كييف (أ ف ب).
A+ A-
يخشى خبراء أن تقضي الحرب الروسية على أوكرانيا على الجهود التي بذلتها الدولة لمكافحة مرض السل الذي كان من أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم قبل ظهور كوفيد-19.
 
ويقتل مرض السل كل عام 1,5 مليون شخص في كل أنحاء العالم ويصيب أكثر من 10 ملايين سنوياً وفق منظمة الصحة العالمية.
 
والسل الذي اكتشف قبل عشرات الآلاف من السنوات، موجود في القارات الخمس لكنه منتشر خصوصاً في البلدان النامية. في العام 2020، كانت المنطقتان اللتان سجلتا أكبر عدد من الإصابات الجديدة بهذا المرض جنوب شرق آسيا (43 % من الإصابات الجديدة) وإفريقيا (25 %) وفق المنظمة العالمية.
 
وتسجل أوكرانيا حوالى 30 ألف إصابة بالمرض كل عام. ولدى البلاد واحد من أعلى معدلات مرض السل المقاوم للأدوية في العالم والذي أصيب به 29 % من المرضى الأوكرانيين الجدد عام 2018، بحسب المنظمة.
 
لكن في السنوات الأخيرة، كانت أوكرانيا أول بلد يختبر علاجاً جديدا للسل المقاوم للأدوية، وهو شكل من أشكال السل الذي تسببه بكتيريا مقاومة لأكثر الأدوية فعالية في مكافحة السل.
وقال مؤسِّس منظمة "TB People Ukraine"، أوليا كليمينكو، والذي تعافى من مرض السل عام 2016: "قبل الحرب كانت أوكرانيا تقدمت كثيراً على هذا الصعيد... كان الوضع مستقراً إلى حد ما. لكن توقف كل شيء في يوم واحد".
 
وأوضح خلال مؤتمر صحافي عشية اليوم العالمي للسل، "عندما تنتهي الحرب، سنبدأ من جديد، حتى لا أقول من الصفر، بسبب الأضرار التي لحقت بنظام الرعاية الصحية والبنية التحتية الطبية لدينا".
 
من جانبه، قال رئيس وحدة مكافحة السل في منظمة الصحة العالمية- فرع أوروبا، أسكار يديلباييف، إن أوكرانيا كانت "إحدى الدول الرائدة في الاستجابة لمرض السل" في المنطقة مشيداً بـ"عمل نموذجي". لكنه أضاف أنه مع الغزو الروسي "دمرت الخدمات الصحية في أوكرانيا".
 
وذكّر أنه قبل الحرب، كانت الاحتياطات الإقليمية مخزنة بأدوية مضادة لمرض السل وزوّد المرضى أدوية تكفي لمدة شهر إلى شهرين.
 
بالنسبة إلى المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بمرض الإيدز في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، ميشال كازاتشكين، تكمن المشكلة في الوقت الحالي في توصيل هذه الأدوية إلى المرضى. وأشار إلى أنه تم قصف مركز لمكافحة مرض السل في مدينة نيزين في شمال شرق العاصمة كييف.
 
وأوضح لوكالة فرانس برس أنه "ستحصل أزمة صحية كبرى. ستنتهي أوكرانيا بنظام رعاية صحية منهار... وستزيد الإصابات بأمراض مثل السل والسل المقاوم للأدوية في المستقبل".
 
بدورها، أشارت رئيسة قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، كايت وايت، إلى أن "العبء الثقيل" للحرب استلزم تحويل الموارد المخصصة لمرضى السل والإيدز إلى معالجة الجرحى.
ويأتي الصراع في أوكرانيا في الوقت الذي أعادت جائحة" كوفيد-19، في غضون عامين فقط، التقدم العالمي في مكافحة السل عشر سنوات إلى الوراء، وهو أمر كارثي"، بحسب خوسيه لويس كاسترو رئيس منظمة "Vital Strategies" غير الحكومية.
 
على الصعيد العالمي، وللمرة الاولى منذ أكثر من عشر سنوات، ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بمرض السل عام 2020، وفق منظمة الصحة العالمية التي دعت هذا الأسبوع إلى زيادة الاستثمارات في هذا الشأن فيما وصل الإنفاق العالمي المخصص للفحوص والعلاجات والوقاية من هذا المرض عام 2020 إلى أقل من نصف الهدف البالغ 13 مليار دولار سنويا بحلول العام 2022.
 
واللقاح الموجود حاليا والمعروف بـ"بي سي جي" يعود إلى 100 عام وهو "غير فعال للبالغين" وفق لوسيكا ديتيو المديرة التنفيذية لمؤسسة "Stop TB Foundation" التي تتخذ في جنيف مقرا. وأضافت "حفّز كوفيد البحوث والتمويل للحصول على لقاح جديد في غضون 10 أشهر. ولا يجوز أن نتوقّع أقل من ذلك للسل".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم