ما جديد إنتاج اللقاح الروسي في لبنان؟

يشهد العالم أجمع، اليوم، على سباق، هو سباق بين الموت والحياة، بين الوباء الذي يحصد يومياً الأرواح، واللقاح الذي تسارع الدول إلى تأمينه لتكثيف حملات التلقيح ووقف انتشار الفيروس المرعب. وفيما تصل أسبوعياً دفعات إضافية من اللقاح بهدف تلقيح العدد الأكبر من السكان، لا تزال حملة التلقيح تتسم بالبطء ولم تتخطّ معدلات التلقيح نسبة 3 إلى 4 في المئة. فالمشكلة الجوهرية الموجودة تبقى نفسها: صعوبة تأمين اللقاح بمعدلات كافية. لا يخفى على أحد أن الدول كلّها تعوّل على أي جهة يمكن أن تشكل دعماً في عملية التلقيح فتساهم في تأمين اللقاح بأعداد أكبر. في لبنان، تعلّق الآمال اليوم على الإنتاج المحلي للقاح سبوتنيك الروسي في شركة أروان التي قد تعمل على إنتاجه لا للبنان فحسب بل أيضاً للدول المجاورة، فيشكل ذلك دعماً مهماً حتى للشركات المنتجة للقاح فيروسيا، إذا ما تمكنت الشركة من تغطية السوق في الشرق الأوسط وتأمين حاجاته.

في حديثها مع "النهار"، تحدثت نائب رئيس مجلس إدارة شركة أروان  للصناعة الدوائية الدكتورة رويدا دهام مشيرةً إلى أن شركة أروان تشكل طاقة إنتاجية للشركة الروسية المنتجة للقاح وتشكل دعماً لها بحيث تغطي حاجة لبنان والدول المجاورة. فإذا كان لبنان يحتاج إلى 5 ملايين جرعة من اللقاح، يمكن للشركة أن تنتج ما يقارب ال50 مليون وهذا ما شكّل عنصر جذب للروس، خصوصاً أن مصنع أروان للأدوية حائز على موافقة الجهات الصحية الروسية مسبقاً، إذ إن موافقة الجهات الصحية الرسمية الروسية من الشروط الاساسية حتى تتم الموافقة على أن تنتج شركة اللقاح في أي بلد كان. "عندما زارنا السفر الروسي وجد عناصر إيجابية ما شجع على إقامة هذا التعاون. فأولاً وآخراً للروس مصلحة في أن تلقى الدعم من دول أخرى ومنها لبنان لتغطية حاجات السوق في المنطقة. يضاف إلى ذلك، أن هذا يساعد على الحد من الكلفة في الإنتاج. وفيما هناك دول عديدة تتواصل مع روسيا لهذه الغاية تجد في ذلك عاملاً إيجابياً. فروسيا تبحث عن مصانع حول العالم لتتمكن من زيادة إنتاج اللقاح".

انطلاقاً من ذلك، وعلى أثر الاجتماع الذي أقيم بالأمس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب والسفير الروسي ألكسندر روداكوف والوزير عماد حب الله ورئيس مجلس إدارة الشركة عبد الرزاق يوسف ونائبة الرئيس الدكتورة رويدا دهام ومستشار رئيس الحكومية خضر طالب، تم البحث في الخطوات للتسريع في المباشرة بإنتاج اللقاح في داخل الأراضي اللبنانية وتحديداً في شركة أروان للصناعة الدوائية.

وقد أكد دياب على دعمه الكامل لهذه الخطوة التي تعتبر خطوة مهمة للبنان في هذا المجال. علماً أن الشركة بانتظار رد الجهات المعنية في روسيا لمباشرة العمل. هذا وقد أوضحت دهام أنّ ثمة حاجة أيضاً إلى اجتماع تقني حول التفاصيل المتعلقة بالإنتاج، فيما يتمتع المصنع بكافة المقومات والإمكانات والطاقات الإنتاجية لإنتاج اللقاح بعد أن تزوده روسيا بالمواد الأولية لإنتاج اللقاح لاعتبار أن المنتج هو لها أصلاً. علماً أن إنتاج اللقاح بعد الحصول على الموافقة وإقامة هذا الاجتماع التقني، يمكن أن يتم خلال 4 أو 5 أشهر كحد أقصى.