الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ارتفاع ملحوظ في معدّلات الاضطرابات النفسية واستهلاك المهدئات... اللبنانيون في مهب الوباء والانهيار!

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
ترتفع معدلات الاضطرابات النفسية بين الشباب بشكل خاص.
ترتفع معدلات الاضطرابات النفسية بين الشباب بشكل خاص.
A+ A-
بين كورونا والوضع المعيشي والوضع الاقتصادي والأمني في لبنان، يجد المواطن نفسه غارقاً في بحر من الهموم. وأمام الضربات المتتالية والعتمة المحيطة، ليس سهلاً على المرء أن يحافظ على صلابته، فتبدو صحته النفسية يوماً بعد يوم أكثر هشاشة وعرضة للاضطرابات. معدلات هذه الاضطرابات النفسية ارتفعت في شكل مخيف أخيراً، فيما تترافق مع ارتفاع في معدلات استهلاك مهدئات الأعصاب التي يجد فيها المواطن اللبناني السلاح الفاعل، وربما الوحيد في مواجهة كل ما يتعرض له من أزمات.


هل من ارتفاع في معدلات بالاضطرابات النفسية؟

يبدو واضحاً بحسب رئيس الجمعية اللبنانية للطب النفسي الدكتور سامي ريشا أن ثمة زيادة واضحة في معدل الاضطرابات النفسية في البلاد نتيجة الازمات المتتالية وانتشار الوباء من ضمنها. واللافت خصوصاً ارتفاع الحالات التي كانت موجودة ومستقرة بفضل العلاجات، فعادت وتأزمت بسبب هذه الظروف، إضافة إلى الحالات المستجدة من الاضطرابات النفسية التي لم تكن موجودة أصلاً وارتفعت ايضاً حالاتها في شكل ملحوظ.

المعدلات اليوم مرتفعة أكثر بكثير مقارنة بالصيف، علماً أنها كانت مرتفعة أيضاً مقارنة بأشهر سابقة، فثمة ارتفاع، وفق ما يظهر عيادياً، لكن لا تتوافر الأرقام والإحصاءات للأعداد الدقيقة. واللافت، وفق ما يشير إليه ريشا الارتفاع الملحوظ في معدلات الاضطرابات النفسية بين الأطباء والممرضين الذين يلجأون إلى العلاج النفسي مقارنةً بالسابق. كما أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً أيضاً في معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية بين فئة الشباب والطلاب والمراهقين، وقد يكون لانتشار الوباء وظروف الحجر دوراً في ذلك. أما أبرز عوارض الاضطرابات فهي القلق والأرق والكوابيس والاضطرابات الغذائية.
 

هل زاد معدل استهلاك المهدئات عشوائياً أيضاً بين المواطنين؟

معدل استهلاك المهدئات عشوائياً ومن دون إشراف طبيب اليوم، كما يوضح ريشا، أكثر بكثير من السابق. واللافت، على حد قوله أن كثراً يحضرون إلى العيادة للعلاج وقد تناولوا مسبقاً المهدئات ويسعون إلى التأكد من خلال الطبيب ما إذا كان ما يتناولونه مناسباً. علماً أن الـXanax والـLexotanil من اكثر الأدوية شيوعاً من تلك التي يتم تناولها عشوائياً إما باستشارة صيدلي أو صديق أو اي شخص كان، فيما يبقى الطبيب الاختصاصي المخوّل في شكل اساسي لوصف هذا النوع من الأدوية.

في تناول المهدئات، هناك خطر الإدمان عليها، وثمة أصول لتناولها بإشراف الطبيب الذي يحدد النوع والجرعات والطريقة. ويوجد آثار جانبية أخرى لهذه الأدوية فهي تؤثر سلباً على الذاكرة والوعي.

ويشدد ريشا على انه لا يمكن تناول هذه المهدئات لأكثر من 3 أو 4 اشهر كحد أقصى ضمن الخطة العلاجية المتكاملة التي يضعها الطبيب. فمن المؤسف أن كثراً من اللبنانيين يجدون في المهدئات الحل، لكن في الواقع لم تكن المهدئات يوماً حلاً، بل يشبهها ريشا بالـ"عكاز" الذي يمكن الاستعانة به حتى الوصول إلى بر الأمان ضمن استراتيجية علاجية كاملة. يضاف إلى ذلك ان لكل شخص ولكل حالة نوعاً من العلاج الذي لا يمكن ان يطبق على الكل عشوائياً.
 
 

لكون المهدئات ليست الحل، ما الذي قد يساعد؟

من المؤكد أن المهدئات ليست حلاً ولا يمكن تناولها عشوائياً، وهي لن تحل المشاكل التي يمكن مواجهتها. صحيح أن الطبيب قد يلجأ إليها لكنها ليست دائماً الحل الأول. في ظل الأزمات المتتالية والصعوبات التي يواجهها اللبنانيون، يدرك الجميع أن معالجة الازمة بذاتها أو تجنبها قد لا يكون ممكناً لاعتبارها تمس شؤوناً حياتية أساسية، تضاف إليها ظروف الحجر وانتشار الوباء الصعبة.

يدعو ريشا إلى عدم اللجوء للمهدئات عشوائياً لأنها ليست الحل، وإن كانت جزءاً منه أحياناً بإشراف الطبيب. وفي المقابل، يدعو إلى التركيز على ممارسة الرياضة بأنواعها لأنها تبقى من العناصر الأساسية في العلاج النفسي، إضافة إلى التأمل والاسترخاء. تضاف إلى ذلك أهمية الحفاظ على روتين الحياة المعتاد الذي كان متبعاً في السابق، فيساعد ذلك في التهدئة من الناحية النفسية إلى حد كبير.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم