الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الدول الغنية تستأثر بلقاحات كورونا والعالم يواجه إخفاقاً أخلاقيا "كارثياً"

المصدر: النهار
الدول الغنية تستأثر بلقاحات كورونا
الدول الغنية تستأثر بلقاحات كورونا
A+ A-
استحواذ الدول الغنية على اللقاحات سيترك الدول الأكثر فقراً تعاني. تحذير شديد اللهجة أطلقه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أمس الإثنين قائلاً إن العالم يقف على "شفير إخفاق أخلاقي كارثي" في حال استأثرت الدول الغنية باللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد فيما الدول الأكثر فقراً متروكة لمصيرها. فالدول الغنية تصرفت بجشع مع لقاحات كوفيد-19 وسط معاناة الدول الأكثر فقراً.  وندد غيبرييسوس بسلوك الدول الغنية التي تطبق نهج "أنا أولا" وهاجم في الوقت نفسه مصنعي لقاحات يسعون للحصول على موافقة الهيئات الناظمة في الدول الغنية بدلاً من تقديم بياناتها لمنظمة الصحة من أجل إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام اللقاح عالمياً. وقال إن الوعود بوصول متساوٍ على مستوى العالم إلى لقاحات فيروس كورونا المستجد تواجه مخاطر جدية، وذلك في كلمة في جنيف في افتتاح اجتماع للمجلس التنفيذي للمنظمة. وقال غيبرييسوس إن 39 مليون جرعة من لقاح كورونا أعطيت حتى الآن في ما لا يقل عن 49 من الدول الأعلى دخلاً. وفي تلك الأثناء "تم تقديم 25 جرعة فقط في واحدة من الدول الأقل دخلاً. ليس 25 مليوناً، ليس 25 ألفاً، فقط 25". أضاف، "سأكون بغاية الصراحة. العالم على شفير فشل أخلاقي كارثي، وثمن هذا الإخفاق سندفعه بأرواح وأرزاق في الدول الأكثر فقراً في العالم". وأكد أنه فيما تقدم بعض الدول كلمات مطمئنة حول الوصول المتساوي للقاح، إلا أنها تعطي الأولوية لصفقاتها الخاصة مع المصنعين، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ومحاولات للالتفاف على قائمة الانتظار.
وقال إنه تم إبرام 44 من تلك الاتفاقات في 2020، والتوقيع على 12 على الأقل منذ مطلع السنة الحالية.  وأوضح أن فرص التوزيع العادل "في خطر جسيم"، في الوقت الذي يهدف فيه برنامج اللقاحات العالمي "كوفاكس"، الذي أعلنت عنه منظمة الصحة، إلى بدء توزيع الجرعات الشهر المقبل. أضاف، "قد يعطل هذا شحنات كوفاكس ويخلق الظروف نفسها التي صُمم البرنامج لتفاديها، بالتكديس وبالسوق الفوضوية وبالاستجابة غير المنسقة، وباستمرار الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية". ونبه غيبرييسوس إلى أن "ما يفاقم الوضع إعطاء غالبية المصنعين الأولوية للحصول على موافقة الهيئات الناظمة في الدول الغنية، حيث الأرباح هي الأعلى، بدلا من تقديم ملفات كاملة لمنظمة الصحة العالمية".
 
ورأى أن "هذا النهج الذي يضع المصلحة الفردية أولاً، لا يترك فحسب الدول الأكثر فقرا والأشخاص الأكثر ضعفا في العالم في خطر، بل يؤدي أيضا إلى نتيجة عكسية".
 
وتابع "في نهاية الأمر، فإن ذلك السلوك سيطيل الوباء ويطيل معاناتنا والقيود الضرورية لاحتوائه، والمعاناة الإنسانية والاقتصادية".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم