الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ممثلة منظمّة الصحّة العالميّة الدكتورة إيمان الشنقيطي لـ"النهار": "نحن أمام مفترق طرق والوضع في لبنان دقيق وصعب"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
التفلت من التعئبة العامة.
التفلت من التعئبة العامة.
A+ A-

 

تراقب منظمة الصحة العالمية عن كثب تطور اللقاح كما المسار الوبائي في كل الدول، وقد حذّر ممثلٌ خاص لمنظمة الصحة العالمية من أن الوباء "أسوأ من أي خيال علمي"، وبأن الأزمة لا تزال في بدايتها، في حين أكد خبراء عالميون أن "العالم ليس جاهزاً لمواجهة جائحة مقبلة"، محذرين من أن "الوباء التالي بعد كوفيد-19 سيكون أكثر تدميراً".

في لبنان، المسار الوبائي إلى ارتفاع. استقرار الإصابات على أكثر من 500 حالة يومية يعكس حقيقة انتشار الفيروس في المجتمع، فكيف تقيّم ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي الوضع في لبنان؟ وكيف تنظر إلى جدل العودة  إلى المدارس والإصابات في سجن رومية واللقاح؟

 

 كيف تقيّمين وضع الكورونا في لبنان والمسار الوبائي في الآونة الأخيرة؟

الوضع الوبائي في لبنان ليس كارثياً مقارنة بالدول الأخرى وإنما دقيق وصعب، ويعود سبب ذلك إلى أن نسبة الوفيات لم تتخط بعد 1%. نحن اليوم أمام مفترق طرق، إما نُحسّن في إجراءاتنا وتعاطينا مع الفيروس وإلا سننزلق إلى المجهول، ويعتمد الانزلاق وخطورته على وعي الناس.

خلال الخمسة أشهر من بداية الجائحة في لبنان سجلنا نحو 6000 حالة ولكن للأسف وبعد #انفجار_بيروت وصولاً  إلى اليوم تخطينا الـ25 ألف حالة. وبالتالي فإن المجريات والأحداث التي يشهدها لبنان تُسرّع من انتشار المرض، بالإضافة إلى الوضع المالي والاقتصادي الذي يلعب دوراً في تسريع الانتشار. وعليه، نحن في مرحلة دقيقة، فإما نتحلى بالصبر وتطبيق التوصيات والإجراءات الوقائية أو إننا ذاهبون إلى المجهول.

 

سَجَّل سجن رومية إصابات كثيرة في صفوف السجناء والعسكريين، هل أنتِ متخوفة من أن يتحوّل إلى قنبلة صحية قد تُحدث كارثة خصوصاً في الظروف السيئة داخل السجن؟ هل نفقد السيطرة على الفيروس في السجن؟ وهل من حالات حرجة تمّ نقلها إلى المستشفيات؟

يُعتبر سجن رومية من الأماكن التي تتطلب اهتماماً ومتابعةً شديدين نتيجة الإكتظاظ الكبير وغياب المعايير الصحية في داخله. نحاول منذ فترة العمل مع المعنيين في السجن من خلال تدريب قوى الأمن والتمتع بالجهوزية للوقاية والحماية من عوارض الكورونا، ولكن هذا لا يعني أنه بإمكاننا وقف انتشار كورونا داخل السجن تماماً. وبالتالي قمنا بتقييم للحجر بناءً للمعايير التي يجب أن تُتخذ داخل السجن، بالإضافة إلى دعم تقني لاستحداث مركز للعزل وإرسال ممرضات لمتابعة الحالات داخل مراكز العزل. لكن كل ذلك لن يكون كافياً إذا لم يلتزم باقي السجناء سُبل الوقاية. وحتى الساعة ما زالت وحدة الترصد الوبائي تتابع الموضوع لمعرفة كيفية انتقال الفيروس إلى داخل السجن ومصدر العدوى الرئيسي.

قد يكون انتشار الفيروس سريعاً نتيجة الاكتظاظ، واحتمال انتقال الكورونا في داخله كبير خصوصاً بعد تسجيل حالات إيجابية كثيرة، والتي قد يؤدي إلى انتشار الفيروس خلال بضعة أيام. وعليه، نعمل مع المعنيين ووزارة الصحة على متابعة الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض وعزلها في مراكز خاصة، وهناك حالتان تمّ نقلهما إلى مستشفى رفيق الحريري وضهر الباشق.

 

ما شهدناه في سجن رومية، سُجل أيضاً في أحد المصحات النفسية الكبيرة من ناحية تغلغل الفيروس عند المرضى، فهل الوضع مقلق وما وضع المرضى فيه؟

صحيح، سُجلت بعض إصابات كورونا في دير الصليب عند بعض المرضى إلا أن متابعة أحد الأطباء هناك أدت إلى السيطرة على الوضع من خلال عزل الحالات الإيجابية. وبالتالي مستشفى دير الصليب يُستخدم كمركز عزل للفصل بين المرضى، ولكن لا وجود لحالات حرجة، وكل الحالات التي سُجلت تمّت معالجتها داخل المركز.

 
 

نموذج العودة إلى المدارس والتي اتّبعته دول كثيرة عكست جدلاً طبياً واجتماعياً، ويبدو أن لبنان ماضٍ في قرار العودة إلى المدرسة وفق الدمج بين التعليم من بُعد والحضور، فهل تؤيدين قرار العودة إلى المدارس في ظل ارتفاع الإصابات المحلية أم تأجيل العام الدراسي لمدة شهرين (مرور فصل الخريف وخطر الانفلونزا)؟

يعتبر قرار العودة صعباً جداً، ولم تتمكن أي دولة من اتخاذ قرارها بهذه السهولة. كان الهدف الأساسي حسب توصيات وزارة التربية عدم إضاعة السنة الدراسية على الطلاب خصوصاً أن العام الماضي كان صعباً عليهم. لذلك كان من المهم عدم إبقائهم بعيدين من الدراسة والجو العلمي، وتأمين صلة وصل بينهم وبين المدرسة والأساتذة وإعادة بعض الروتين الدراسي إلى حياتهم بعد مرور 8 أشهر على بداية الجائحة في لبنان.

لذلك فإن إحدى التوصيات أن تكون البداية مع الصفوف الكبيرة حيث يلتزم الطلاب بالكمامة والتباعد الاجتماعي وضمن ساعات تدريس محددة، والدمج بين الحضور والتعلم من بُعد. إلا أننا واجهنا صعوبات في تعذر وجود أجهزة إلكترونية عند قسم كبير، أو خدمة الإنترنت... وهذا يُشكّل عبئاً على الأهالي، وصعوبة عند الأم العاملة التي يصعب بقاؤها في المنزل خلال تعلم ابنها من بُعد.

لذلك، عكس هذا الواقع جدلاً، إلا أن الأكيد أن هذا القرار لن يكون ثابتاً ويمكن تعديله بناءً على المعطيات والمستجدات. حالياً يبقى الخيار الأفضل تطبيق الدمج بين التعليم من بُعد والتعليم في المدرسة.

 

هل جهوزية المستشفيات كافية لمواجهة كورونا؟ وما هي النقاط الإيجابية والسلبية (الثغرات) في القطاع الصحي اللبناني؟

أصبحت معظم المستشفيات مُجهزة لمواجهة جائحة #كورونا ويبقى النقص الوحيد في الكادر التمريضي للعناية الفائقة الخاصة بمرضى الكورونا. لذلك سنقدّم الدعم الطبي لتوافر الكادر التمريضي للتعامل مع الحالات الحرجة في العناية. إذاً، من ناحية المعدات والأجهزة وعدد الأسرّة، لقد تمّ تجهيز قسم كبير من المستشفيات الحكومية، ومع ذلك يمكن القول إن عدد الأسرّة في المستشفيات الحكومية يبقى غير كافٍ في حال احتجنا إلى إدخال المزيد إلى وحدات العناية الفائقة. وعليه، وبعد إعداد دراسة، صدر قرار من وزارة الصحة يقضي باستقبال الحالات الحرجة التي تستدعي العناية في المستشفيات الخاصة، وأن تكون جزءاً من الخطة للإستجابة عند حالة الطوارئ.

إذاً، الضعف الوحيد يتمثل بالنقص في الكادر التمريضي في وحدات العناية الفائقة، وما عدا ذلك يُعتبر نقطة إيجابية سواء من ناحية التجهيزات وتأمين أجهزة التنفس وزيادة الفحوصات وعدد المختبرات.

وتبقى القاعدة الأهم أن نتحلى بدرجة من الوعي والمعرفة عند الجميع، حتى نصل إلى برّ الأمان.

 

هل أنتِ متخوفة من أن يتكرر سيناريو إيطاليا وغيرها من الدول في لبنان وعدم القدرة على معالجة كل المرضى؟

بالطبع، أشعر بالقلق ليس فقط من ارتفاع عدد الحالات وإنما الخوف الأكبر يكون بارتفاع معدل الوفيات. لذلك، القلق موجود ولكن أتمنى على الجميع الالتزام بالإجراءات الوقائية، وهي خطوات سهلة وبسيطة إلا أنها كفيلة بالحماية.

 

هل أنت متفائلة من إنتاج لقاح خلال الشهرين المقبلين؟ وماذا عن تأمين كمية منه إلى لبنان؟

قدّم لبنان طلباً بأن يكون من ضمن الدول التي ستستلم كمية من اللقاح عند إنتاجه، ولكن اللقاح يحتاج إلى مزيد من الوقت، ولا أتوقع توفره للاستخدام قبل منتصف العام الجديد. ونتأمل أن تكون هناك أخبار سارّة تفيد بصدوره قبل ذلك، لذلك علينا في الوقت الحاضر التركيز على الوقاية وليس اللقاح وكيفية التعايش مع هذا المرض إلى حين إيجاد الحلول المناسبة.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم