كورونا لبنان: اعداد المصابين اقل في الويك - اند هل يُمدد قرار الإقفال التام حتى وصول اللقاح؟

 

يواصل عدّاد كورونا تسجيل أرقام قياسية في لبنان، فالتفشي غير المسبوق لوباء كوفيد-19، أدخل البلد في وضع كارثي، وبات الفيروس موجود في كل منزل مع تمدده المرعب في المناطق وانتشاره بسلالاته المتحورة، حيث امتلأت المستشفيات بالمرضى ووصلت حالات الاستشفاء إلى لاسرة كوفيد إلى 2014 بينهم 744 في العناية المركزة و216 حالة مع تنفس اصطناعي، وينذرهذا الوضع بمزيد من الأخطار الصحية خلال الأسبوعين المقبلين، مع توقعات بارتفاع أعداد الإصابات والوفيات جرّاء الوباء والناتجة عن فتح البلد خلال الأعياد، فيما جرعات اللقاح لن تصل الى البلد قبل النصف الثاني من شباط المقبل.

 

وبينما سجل عداد كورونا أمس رقماً للإصابات أقل بألفين من عدد أول من أمس، فإن السبب يعود في شكل رئيس الى انخفاض عدد فحوص PCR ، في حين بقيت نسبة الفحوص المحلية الإيجابية من الأعلى عالمياً. 

 

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس تسجيل 3654 اصابة جديدة بكورونا، انقسمت بين 3640 محلية و14 وافدة، ليرتفع العدد التراكمي للحالات الإيجابية المثبتة إلى  252812 حالة. فيما بلغت حالات الشفاء المخبري التام من الوباء إلى 153083 حالة، ما يعني وجود 100 حالة نشطة يمكن تخالطهم أن يرفع أعداد الاصابات إلى أرقام قياسية. كما تم تسجيل 40 حالة وفاة، رفعت العدد التراكمي للوفيات جرّاء كورونا في لبنان منذ 21 شباط الماضي إلى 1906 حالات وفاة. وأفاد التقرير أن عدد فحوص كورونا PCR التي أجريت أول من أمس، بلغت 18628 فحصاً بينها 17650 للمقيمين و978 للوافدين. فيما بلغت نسبة الفحوص المحلية الإيجابية 22%.

 

ووفق تقرير غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث، توزعت الإصابات بحسب المناطق والأقضية، على بعبدا 524 إصابة، المتن 426، بيروت 228، كسروان 208، صيدا 207، عاليه 171، النبطية 168، جبيل 111، الشوف 144، زغرتا 78، عكار 90، زحلة 189، بعلبك 89، صور 138، بشري 35، بنت جبيل 30، البترون 30، البقاع الغربي 23، المنية الضنية 33، الهرمل 27، ومرجعيون 20. إضافة إلى 555 إصابة قيد التحقق في كل المناطق.

 

في تطورات انتشار الوباء، جددت المستشفيات صرختها لبوغها طاقة الاستيعاب القصوى للمصابين، وفي هذا السياق، غرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض عبر "تويتر"، للأسف، كلام نقيب المستشفيات الخاصة حول امتلاء أسرّة كورونا في المستشفيات بما فيها أقسام الطوارئ هو توصيف دقيق للواقع السيء، خصوصاً في بيروت, وجبل لبنان، والنبطية. كان الله بعون المرضى واهاليهم، كما بعون الطواقم الطبية والتمريضية والاسعافية".

وكان نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون رأى أن المشهد الوبائي في لبنان يعكس جزءاً من الواقع وليس كلّه، معتبرا أن المشهد الحقيقي أسوأ بعد. وأوضح في حديث أن الأسرة كلها مشغولة في الأقسام المخصصة لمرضى كوفيد - 19 فضلاً عن امتلاء أقسام الطوارئ، كاشفا أنه لا يوجد في المستشفيات الخاصة سرير واحد لا لمريض كورونا ولا غيره، وهناك العشرات من المرضى يتنقلون من مستشفى إلى آخر بحثاً عن سرير. وقال إنّ مستشفيات لبنان تخطّت طاقتها الاستيعابيّة. 

 

ومن جهته، لفت رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي في حديث، إلى أن الإقفال لمدة عشرة أيام غير كافٍ للحدّ من انتشار الفيروس بل يجب الإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع كما توصي منظمة الصحة العالمية. 

 

توازياً، أعلن رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد كورونا عبد الرحمن البزري أن التلقيح سيصل الى لبنان في شهر شباط، على أن تصل 250 ألف جرعة في الربع الأول من السنة، وسيتلقى 125 ألف مواطن الجرعة الأولى، آسفا لأن يصبح موضوع اللقاح شعبويا. وأكد الحرص على أن يدخل الى البلد اللقاح الأفضل لأن لبنان لا يحتمل أن يكون حقل تجارب. وقال إنه من الناحية العلمية والتنظيمية، فإن اللبنانيين في أيادي أمينة رغم الإمكانات المتواضعة. وأكد أن مفتاح التصدي الحقيقي حتى اليوم للوباء هو الوقاية الشخصية والمجتمعية، مشددا على أن اللقاح سيصل وسيلعب دورا كبيرا في الوقاية، وعندما نصل الى 70% من مستوى التلقيح أو المناعة يمكننا عندها العودة التدريجية الى الحياة الطبيعية.

 

لكن وصول اللقاحات لا يعني أن الموضوع انتهى، لأن أمامنا ما يقارب السنة من المعاناة والالتزام، حتى نستطيع أن نمرر هذه المرحلة الصعبة. وأكد البزري أن التلقيح سيبدأ مع العاملين الصحيين لأنهم العمود الفقري للدفاع عن لبنان في موضوع كورونا، ثم المسنين ومن ثم من يعاني من أمراض مزمنة.