احتفالية صاخبة وفوضى في إطلاق حملة التلقيح ضد كورونا عدّاد الوباء يتراجع و15 مركزاً للتطعيم في الأسبوع الأول



بعد عام على ظهور كورونا في لبنان، وتسجيل أول إصابة بالوباء في 21 شباط 2020، انطلقت حملة التلقيح ضد الفيروس من مستشفى رفيق الحريري الجامعي، الذي كان أول المحاربين وشكل الخط الأول في مواجهة الفيروس، وعالج آلاف المرضى وبكى أطباءه وممرضوه على العشرات من الضحايا وبينهم من دفع حياته من الجسم الطبي. لكن الاحتفالية التي ظهرت في إطلاق الحملة التي انتقلت أيضاً إلى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت ومستشفى القديس جاورجيوس وبدأت بالعاملين في القطاع الصحي، لم تكن على قدر مواجهة الوباء وخطورته بسبب التجمعات وخرق الإجراءات الوقائية التي تفرضها الوقاية من الوباء، خصوصاً عند أول تلقيح لرئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى الحريري الجامعي الدكتور محمود حسون، والفنان صلاح تيزاني (أبو سليم) فيما امتنع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن أخذ اللقاح لإفساح المجال أمام تلقيح أفراد القطاع الطبي أولاً.
 
في هذا الوقت، واصل عدّاد كورونا في لبنان تراجعه في الإصابات والوفيات، حيث بدأت تظهر نتائج الإقفال العام، وان كانت الأخطار لا تزال ماثلة وتنذر بتفش جديد اذا استمر خرق الإقفال العام وعدم الالتزام بالفتح التدريجي ضمن خطة الطوارئ، حيث لا تزال مناطق كثيرة تُسجل فيها إصابات مرتفعة، فيما بقيت نسبة الفحوص المحلية الإيجابية مرتفعة وبلغت أمس 20%. وقد تركت حملة اللقاح ارتياحاً لدى المواطنين حيث بلغ عدد المسجلين على المنصة نحو 550 ألفاً بحسب مصادر طبية.
 
وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس، تسجيل 32 وفاة جديدة، رفعت العدد الإجمالي لوفيات كورونا في لبنان إلى 3993 وفاة. وسُجلت في التقرير أيضاً 2130 إصابة جديدة بفيروس كورونا، انقسمت بين 2116 محلية و14 وافدة، ليرتفع العدد التراكمي لإصابات كورونا في لبنان منذ 21 شباط الماضي إلى 339122 إصابة. فيما بلغت حالات الشفاء المخبري التام 239293 حالة. ولم تسجل إصابات في القطاع الصحي أمس، حيث بلغ العدد الإجمالي للمصابين 2470 إصابة. وأفاد التقرير أن عدد فحوص كورونا PCR التي أجريت أول من أمس، بلغ 11693 فحصاً بينها 9687 فحصاً للمقيمين و2006 للوافدين عبر المطار. فيما بلغت نسبة الفحوص المحلية الإيجابية 20%. أما حالات الاستشفاء لأسرة كوفيد-19 في المستشفيات، فبلغت أمس 2250، بينها 926 حالة في العناية المركزة و295 حالة مع تنفس اصطناعي.
 
حملة التطعين انطلقت أمس في ثلاثة مستشفيات، وهي تُستأنف اليوم في مختلف المراكز في المناطق اللبنانية لتطعيم الأطقم الطبية والمسنين. ففي مستشفى رفيق الحريري الجامعي انطلقت صباح أمس، حملة التلقيح الأولى ضد وباء كورونا للعاملين في مجال الرعاية الصحية في مركز لقاح كوفيد-19 الذي تم تأهيله وتجهيزه بهبة من مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية. وحضر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى مركز اللقاح ضد وباء كورونا في المستشفى، حيث كان في استقباله وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري والمدير العام للمستشفى الدكتور فراس أبيض.
 
وتلقى رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت الطبيب محمود حسون، أول جرعة من لقاح "فايزر-بايونتك"، وقال حسون لـ"النهار" "أتمنى أن يكون ذلك اللقاح بداية النهاية لهذه الجائحة في البلد"،  أضاف، "لم أشعر إلا ببرودة نتيجة الحرارة المتدنية التي يُخزن فيها اللقاح، وما عدا ذلك لم أشعر بأي آثار جانبية، لم أنزعج حتى من شكة الإبرة ولا من أي مشاكل. خضعتُ لمراقبة حالتي لمدة 15 دقيقة قبل أن أعاود عملي وحياتي الطبيعية، فمهنتنا تفرض متابعة عملنا من أجل المرضى الذين هم بحاجة إلينا".
 
وكان الممثل اللبناني صلاح تيزاني، المعروف بأبو سليم البالغ من العمر 93 عاماً ثاني المتلقين للقاح. وتوجه أبو سليم للمواطنين بالقول: "لا تتأخروا ولا ثانية فاللقاح يحميكم". تلاه المدير العام للمستشفى الدكتور فراس ابيض، والمدير الطبي ورئيسة مصلحة التمريض ورئيسة دائرة مكافحة العدوى، إلى جانب عدد من أعضاء الطاقم الطبي والتمريضي.
 
وتفقد دياب مركز اللقاح ضد وباء كورونا في المستشفى رفيق الحريري الجامعي، ثم جال على الأقسام المخصصة لمكافحة الوباء واطلع من المعنيين على انطلاق عملية التلقيح، وتوجّه إلى الأطباء والممرضين والقطاع الصحي بالقول: "أتيت اليوم لأتفقد المركز وأطمئن عليكم جميعًا. أنتم الجنود المجهولون الذين يحملون هذا العبء الكبير منذ سنة، وكنتم على مستوى المسؤولية، وقدّمتم تضحيات، وهناك من دفع حياته ثمنًا لهذه الرسالة لحماية الناس من خطر الوباء القاتل.
 
والتزامًا مني ببرنامج اللجنة الوطنية للقاح وبالجدول الزمني، لن أتلقى اللقاح، لأن الأولوية هي لكم أنتم، للقطاع الصحي الذي يجب أن نقدّم له الحماية من هذا الخطر ليتمكّن من الاستمرار برسالته بهدف حماية الناس.
 
من جهته، أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن حملة التلقيح من أهمّ الخطوات التي تحققت رغم الظروف التي نعيشها وهي من أفعل الاستراتيجيات في محاربة وباء “كورونا”. وقال، "لن أتلقّى اللقاح حالياً لأنني أصبت بـ”كورونا” منذ فترة وأنا حالياً خارج الطبقة المستهدفة وأحترم الإجراءات".
وتلقى رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا عبد الرحمن البزري اللقاح على يد وزير الصحة  في مستشفى رفيق الحريري الحكومي. وقال البزري، “مطمئنون الى سلامة الإجراءات وبحلول الأربعاء المقبل سيكون هناك 15 مركزاً للتلقيح".
 
بدوره، صرّح نقيب الأطباء، شرف أبو شرف، بعد تلقيه اللقاح في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت ان "لا صحة ولا اقتصاد من دون لقاح ومناعة جماعية سريعة. اللقاح فعّال وآمن. هذا ما أثبتته الدراسات العلمية إضافة إلى أن أكثر من 300 مليون شخص تلقوا اللقاح حتى الآن". اضاف: "المستشفيات مكتظة والطوارئ مليئة والمضاعفات خطيرة وعدد الوفيات في ازدياد مضطرد. لا علاج للجائحة الا بالتدابير الوقائية واللقاح"ز
 
إلى ذلك، سيتم توزيع الدفعة الأولى من جرعات اللقاحات هذا الأسبوع على عدد من المراكز، على ان توزع على المراكز الاخرى بدءاً من الاسبوع الثاني.
 
والمراكز التي ستتواجد فيها اللقاحات هي مستشفيات: رفيق الحريري الجامعي، اوتيل ديو، رزق، الرومن مستشفى الجامعة الاميركية، البوار الحكومي،
 
الزهراءن ضهر الباشق الحكومي، بعبدا الحكومي، الرسول، عين وزين، زحلة الحكومي، طرابلس الحكومي، حلبا الحكومي، صيدا الحكومي، مستشفى الرئيس نبيه بري الحكومي، تبنين الحكومي، ومستشفى المعونات.