في دراسة لبنانية... كورونا قد يؤثر في القدرة الجنسية

تظهر شيئاً شيئاً مضاعفات جديدة لفيروس كورونا المستجد. وإذا كانت الأضواء تسلّط على بعض هذه المضاعفات التي أكدتها الدراسات، منها ما لم يتم التركيز عليه بعد لاعتبار أنه لم تتناولها دراسات كبرى حتى الآن. من المضاعفات التي ظهرت أيضاً للفيروس التاجي يتعلّق بالقدرة الجنسية. فقد ظهرت معطيات جديدة في دراسة قامت بها مجموعة من الأطباء في مستشفى سيدة المعونات الجامعي تؤكد على الأثر الواضح للفيروس في ذلك.

كيف تؤثر الإصابة بفيروس كورونا المستجد في القدرة الجنسية؟

بحسب رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى سيدة المعونات الجامعي البروفسور رغيد خوري لا تزال الدراسات مستمرة لاكتشاف المزيد من المعطيات المتعلقة بالفيروس وإثباتها منذ ظهوره من حوالى السنة. ما هو مؤكد حتى الآن على حد قوله الطريقة التي يدخل فيها الفيروس إلى الجسم. فثمة خلايا يدخل من خلالها وعليها بروتينات ACE2. هذه البروتينات موجودة في خلايا الرئتين فينقل من خلال الدم إلى مختلف الأعضاء في الجسم كالقلب والغدة والمعي الرفيع والكليتين والخصيتين لاعتبار أن فيها بروتينات ACE2.

في ما يتعلّق بتأثر الفيروس على القدرة الجنسية بشكل خاص، تعتبر الدراسات المتعلّقة بهذا الموضوع قليلة حتى الآن بحسب خوري ومن هذه الدراسات القليلة المتوافرة ما يظهر تناقضاً واضحاً. لكن يبقى الأهم على قوله كشف تأثير الفيروس على الخصيتين للمدى البعيد.

في الدراسة التي أجريت على مجموعة من المصابين بكورونا بين 18 و55 سنة للكشف عن تأثير الفيروس للمدى البعيد على الخصية التي تفرز الهرمون الذكري.

في المرحلة الأولى للدراسة تم التشخيص وقياس معدل الهرمون الذكري لدى المشاركين فيها. أما المرحلة الثانية، فهي بعد 6 اسابيع وأجري فيها فحص الدم وتم قياس معدل الهرمون الذكري، على أن تتناول المرحلة الثالثة معدل الهرمون الذكري لمعرفة تأثير الفيروس للمدى البعيد. هذا ويشير خوري إلى أنه حتى الآن لا يعرف بعد تأثير الفيروس على مختلف الأعضاء للمدى البعيد.

كيف أتت نتائج الدراسة؟

أتى في النتائج الأولية للدراسة أنه في نسبة 55 في المئة من الحالات كان معدل الهرمون الذكري منخفضاً إلى حد كبير وفي نسبة 13 في المئة كان أدنى بعد. فقد تبين في الفحص أن معدل التيستوستيرون منخفض فعلاً، بحسب خوري. لكن المعطيات الإيجابية حتى اللحظة في ذلك أنه حصل ارتفاع في المعدل بعدها إلى حد أقرب إلى المعدل الطبيعي في المرحلة الثانية. أما المرحلة الثالثة فتبقى قيد التجربة والدراسة. هذا فيما لا تتوافر دراسات عالمية جدية يمكن الاستناد إليها في هذا الموضوع لاعتبار أن الدراسات تتركز على الأعضاء التي يعتبر تأثرها أكثر خطورة كالكليتين والقلب، فيما لا تعتبر الخصيتين من الاعضاء الحيوية مقارنة بها. إلا أن أثر فيروس كورونا على الخصيتين مسألة باتت أكيدة، بحسب خوري، ويبدو انخفاض معدل الهرمون الذكري واضحاً بنسبة 68 في المئة من الحالات التي تناولتها الدراسة.

هل يبدو الأشخاص الذين تظهر لديهم مضاعفات متطورة اكثر عرضة لتأثر الخصيتين والقدرة الجنسية؟

بحسب ما تبين في الدراسة أنه ليس ضرورياً أن تكون لدى المصاب بكورونا أعراض متقدمة حتى يتأثر معدل التيستوستيرون لديه والقدرة الجنسية. فمن المصابين مَن كانت أعراضهم عادية وتأثر المعدل لديهم وظهر انخفاض واضح فيه فكانت الارقام مخيفة فعلاً كما يشير خوري. أما التحسن الذي لوحظ في المرحلة الثانية فيبدو مطمئناً بانتظار أن تظهر نتائج المرحلة الثالثة للتأكد من تأثير الفيروس على المعدل في المدى البعيد وهذا هو الأهم. ويشبّه خوري هذا الأُثر بما يحصل مع فيروس الأبو كعب الذي يُعرف عنه  تأثيره على الخصيتين لكن كان ممكناً السيطرة عليه بفضل اللقاح المتوافر الذي يجرى للأطفال. لذلك يأمل خوري أن تظهر لقاحات كورونا الجديدة فاعلية للحد من مختلف مضاعفات المرض.

ما تأثير انخفاض معدل التيستوستيرون في الجسم؟

للهرمون الذكري وظائف عدة في الجسم وله تأثير من نواحٍ عديدة منها الخمول وتراجع معدل النشاط وتراجع الرغبة الجنسية والطاقة الجنسية والانتصاب والخلل في توزيع الشحوم في الجسم. كما أن لذلك تأثيراً واضحاً على العظام في المدى البعيد. وقد يكون له تأثير على السائل المنوي، لكن يشير خوري إلى أن ثمة عوامل عديدة يمكن أن تؤثر في ذلك.