الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل من حل في الأفق لأزمة انقطاع لقاحات الأطفال؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
لقاحات الأطفال (تعبيرية).
لقاحات الأطفال (تعبيرية).
A+ A-

أحدث الأزمات التي تسببت بحالة من الهلع بين المواطنين انقطاع اللقاحات الخاصة بالأطفال سواء في الصيدليات أو لدى الأطباء. الأزمات كثيرة وصعبة، لكن تبدو هذه من أكثرها صعوبة لكونها تمس صحة الأطفال وحياتهم بشكل خاص، مما دفع الأطباء إلى إطلاق صرخة دعوة للتحرك سريعاً لإنقاذ الأطفال ومعالجة هذه الحالة التي يمكن ان تعيد لبنان سنوات إلى الوراء بعد أن تمكن من بلوغ مراحل متقدمة بفضل حملات التلقيح المكثفة وحث استطاع أن يلغي أمراضاً عديدة شكلت هواجس في مراحل سابقة، وذلك بفضل اللقاحات، فيما ثمة تخوف اليوم بعودتها بسبب هذا الانقطاع فيها.

يبدو الوضع كارثياً اليوم مع الانقطاع الذي بدأنا نشهده في لقاحات الأطفال. فيعتبر رئيس قسم طب الاطفال في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية -مستشفى رزق الدكتور جيرار واكيم أن هذه الحالة تستدعي إطلاق صرخة لإنقاذ الوضع لأن ثمة انقطاعاً كبيراً في عدد من اهم اللقاحات الخاصة بالأطفال الأصغر سناً الذين هم في عمرين الشهرين إلى أربعةأشهر كاللقاح السداسي والخماسي وغيرهما من اللقاحات المهمة التي ليس وارداً التأخير فيها.

 
 

على الطفل أن يحصل على لقاحه دون تأخير يتخطى الشهر أو الاثنين، فالتأجيل غير وارد خصوصاً في هذه السن. وشدد واكيم على حاجة ملحة إلى إيجاد أي حل لإدخال اللقاح بأية وسيلة كانت. في الوقت نفسه يؤكد على تجنب الهلع بين الاهالي لأعتبار أن هذا يزيد الوضع سوءاً عندما يهرعون لحجز اللقاحات لأشهر عديدة مقبلة مسبقاً فيما يحضر البعض اللقاحات من الخارج.

المشهد الحالي مؤسف ويهدد بعودة البلاد سنوات إلى الوراء بعد ما تم تحقيقه من إنجاز بفضل التلقيح والقدرة على التخلص من أمراض عديدة. حتى إنه يعتبر أن قرار حصر اللقاحات بالصيدليات غير مقبول وغير عملي خصوصاً أن الأهل الذين يشترون اللقاح من الصيدلية قد لا يحفظونه بالطريقة الصحيحة ويضاف إلى ذلك أن الأمور تجري بهذه الطريقة بشكل معقد .هنا عدم التزام الكثير من الأطباء به

 

من جهته، يشير طبيب الأطفال الدكتور رمزي أبو جودة إلى المعاناة مع اللقاحات التي بدأت من

حوالى عام حيث كان ثمة شح في لقاحات الأطفال لأشهر قليلة ليعود ويتأمن بعدها، لكن ما يحصل حالياً أن الوضع ازداد سوءاً إلى حد كبير بحيث إن اللقاح الذي ينقطع لا يعود يتأمن كما كان يحصل في السابق بسبب رفض المستوردين تأمين اللقاح ما لم يسدد مصرف لبنان الكلفة المترتبة اولاً، علماً أن مصرف لبنان متخلف عن التسديد من شهر كانون الأول الماضي. فهذا التأخير لأكثر من 7 أشهر زاد الوضع سوءاً بحيث أصبح أكثر صعوبة توفير اللقاحات. هذا فيما يشير أبو جودة إلى ان لقاحات الأطفال أصبحت مقطوعة لا عند كافة اطباء الاطفال، إنما نسبة مهمة من هذه اللقاحات لم يعد متوافراً.

هذا ما يشكل تهديداً بشكل خاص للأطفال الذين هم بعمر الأشهر لكون التأخير لا يجوز في هذه المرحلة العمرية من جهة لأكثر من شهرين أو ثلاثة كحد أقصى، وأيضاً لأن اللقاحات المقطوعة خاصة بهم بالدرجة الأولى. وبالتالي يشكل تهديداً هذا لا على صعيد فردي فحسب، بل على صعيد المجتمع ككل حيث يمكن ان نشهد عودة لأمراض كان من الممكن التخلص منها ومن انتشارها في البلاد بفضل اللقاحات كشلل الأطفال مثلاً. مع الإشارة إلى انه ما من حلول بديلة لتأمين اللقاحات من مصادر أخرى لأنها قد تكون اقل جودة

عندها ويبقى الحل الوحيد في أن يباشر مصرف لبنان بحل المشكلة بأسرع وقت ممكن قبل أن تتفاقم الأمور اكثر بعد.

حل مرتقب مع نقابة الأطباء

 

مع انقطاع هذه اللقاحات الأساسية والتي لا تحتمل التأجيل للأطفال الذي هم في الأشهر الأولى  كالشلل والحازوق والكزاز واليرقان، يشير نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف إلى أنه تم التواصل مع منظمة الصحة العالمية وبالتنسيق مع وزارة الصحة العامة، وتم التوصل إلى اتفاق لتأمين اللقاحات مجاناً للأطفال من خلال أطباء الأطفال، على أن يتم التبليغ عن كل حالة تستدعي تلقي اللقاح الذي بات مفقوداً في الاسواق اللبنانية.

وقد أمل أبو شرف إيجاد حل سريع لهذه الحالة الكارثية التي لا تحتمل التأجيل مشيراً إلى أن تأمين الأموال اللازمة لتغطية كلفة استيراد اللقاحات عبر فتح الاعتمادات اللازمة لها من مصرف لبنان، يجب ان يتم بأسرع وقت بهدف تأمين هذه اللقاحات في الوقت المناسب لكون استيرادها يتطلب وقتاً. وكانت النقابة قد أصدرت بياناً استنكرت فيه "ما يشكو  منه أطباء الأطفال في لبنان من عدم توافر اللقاحات الضرورية للأطفال في سنواتهم الأولى بعد فقدانها بشكل شبه تام في الصيدليات، لاعتبار أن فقدان هذه اللقاحات يشكل خطراً داهماً على كافة الأجيال الناشئة".

أما في ما يتعلق بقرار وزير الصحة بتأمين اللقاحات من الصيدليات، فعبر أبو شرف عن اعتراض عام على هذا القرار الذي له الكثير من التداعيات والسلبيات بشكل يسيء إلى نظام مستمر من سنوات عديدة بنجاح فيما كان الأطباء وحدهم معنيين بذلك وكان من الممكن تأمين معدلات تلقيح مرتفعة، فيما اتخذت الأمور منحى معقداً الآن خصوصاً أن طريقة الحفظ للقاح بعد إحضاره من الصيدلية لا تكون مضمونة عندها. ووفق أبو شرف كان من الممكن الاكتفاء بتحديد أسعار اللقاحات وتضاف إليها كلفة المعاينة لدى كل طبيب، لكن يؤكد تجاوب وزير الصحة الذي وعد بإعادة النظر في هذا القرار.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم