في دراسة جديدة... زيادة ساعات النوم لخفض الوزن

لطالما كانت العلاقة بين زيادة الوزن وقلّة النوم معروفة. وفق ما تبيّن في دراسة حديثة، يُمكن خفض الوزن بزيادة ساعات النوم، لأنّ الأشخاص الذين ينامون عدد ساعات أكثر يستهلكون المزيد من الوحدات الحراريّة بحسب ما نشر في Medicalnewstoday.

بحسب منظمة الصحة العالمية، ارتفعت معدّلات السّمنة بمعدّل 3 أضعاف منذ العام 1975، مع ما ينجم عن السمنة من أمراض مسبّبة للوفاة، بالرغم من أن الوقاية منها ممكنة، بما في ذلك الذبحة وأمراض القلب والسكريّ من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.

أمّا السبب الأوّل للإصابة بالسّمنة فهو استهلاك معدّلات زائدة من الوحدات الحراريّة. وقد تبيّن، بحسب منظمة الصحة العالمية، أن معدّلات السمنة حول العالم تزيد في السنوات الأخيرة بسبب النظام الغذائيّ، الذي بات متّبعاً، والذي يحتوي على معدّلات أعلى من السكّر والدهون. كذلك ازدادت معدّلات الركود بما يؤدّي إلى تراجع قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. هذا بالإضافة إلى وجود عوامل عديدة، اجتماعية، واقتصادية، وأخرى مرتبطة بالمحيط، تُساهم في زيادة معدّلات السّمنة وزيادة الوزن.

ووفق ما أكّد الباحثون، فإنّ قلّة النوم هي من عوامل الخطر لما تُسبّبه من زيادة في استهلاك الوحدات الحراريّة.

كيف تؤثر قلّة النوم على الوزن؟

في الدراسة، أراد الباحثون التدقيق في العلاقة بين فترات النوم ومعدّلات استهلاك الوحدات الحرارية. وقد تتبّعوا 80 راشداً بين سنّ الـ21 عاماً والـ40 عاماً، كانوا يعانون زيادة الوزن، وينامون أقلّ من 6،5 ساعات ليلاً. وقد سجّلوا معدّلات ساعات النوم طوال أسبوعين.

وقد تمّ تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تابعت نمط النوم المتّبع الطبيعيّ طوال أسبوعين، فيما تمّت متابعة المجموعة الأخرى مع استشاريين، ساعدوا على تغيير نظام النوم لدى المشاركين لزيادة عدد ساعات النوم إلى 8،5 ساعات في كلّ ليلة. كذلك، اعتمدت تقنية معيّنة، تُساعد على قياس معدّلات الطاقة التي حصلوا عليها، فظهر تراجع في المحصول اليوميّ من الوحدات الحراريّة بمعدّل 270 وحدة حراريّة لدى المشاركين، الذين تحسّنت معدّلات النوم لديهم، وتمّت زيادتها، بالمقارنة مع المجموعة الثانية.

ويعود ذلك، وفق ما تبيّن إلى تغييرٍ في مستويات الجوع والشهيّة وهرمونات ضبط الشهيّة، إذ إن النوم بمعدّلات زائدة يمكن أن يؤثر في إنتاج هرمونات الشهيّة في الجسم، ممّا يُساعد على الحدّ من معدّلات الأطعمة التي يتمّ تناولها واستهلاك الطاقة.

ويبدو أنّ الحدّ من معدّلات النوم يُمكن أن يؤثر على نشاط الدماغ لجهة الحاجة إلى الأكل. كذلك، تؤدّي زيادة ساعات النوم إلى التخفيف من الوقت المخصّص للأكل. لكن الدراسة لم تُحدّد ما إذا كان الأشخاص الذين لا يعانون أصلاً نقصاً في معدّلات ساعات النوم، أو أولئك الذن تعتبر أوزانهم صحيّة قد يتأثرون بزيادة ساعات النوم. يُضاف إلى ذلك أنّه ثمّة حاجة إلى المزيد من الدراسات الكبرى التي تتناول مجموعات أكبر من الناس لمعالجة هذا الموضوع.