السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جاك مخباط لـ"النهار": نتوقع وفيات أكثر في المرحلة المقبلة... ولفتح الطريق أمام كل اللقاحات

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
تهافت على الرغيف قبيل الاغلاق التام.
تهافت على الرغيف قبيل الاغلاق التام.
A+ A-
كل المؤشرات تشير بوضوح إلى أننا دخلنا مرحلة الخطر الشديد. صرخة بعض المستشفيات والمشاهد الموجعة والقاسية أمام بعضها تؤكد أننا في وسط العاصفة الجنونية وتُعرّي المستشفيات الأخرى من جشعها أو تقاعسها عن أداء دورها سواء في القطاع الخاص أو العام. تخبط وفشل وامتناع عن حضور اجتماعات، يُقابلها هلع وتهافت على السوبرماركت والأفران للتموين والتخزين. 
 
وفي ظل الحديث عن إقفال تام وكامل للبلد، إلا أن الأكيد حتى الساعة أن لا إقفال للمطار وإنما وقف لبعض الرحلات. الكل ينتظر ما سيقرره المجلس الأعلى للدفاع اليوم، وهل سينجح لبنان في اجتياز هذا الأمتحان أم سنكون أمام كارثة صحية وسيناريو يتخطى بقساوته السيناريو الإيطالي؟
 
يشدّد الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية البروفسور جاك مخباط في حديثه لـ"النهار" على أن "الإقفال ضروري لثلاثة أسباب أساسية أهمها تخفيف الضغط عن القطاع الصحي والاستشفائي وتخفيف الإصابات في هذه المرحلة، أما السبب الثاني هو إجبار المستشفيات الأخرى خاصة الحكومية وبعض المستشفيات الخاصة فتح وتجهيز أجنحة خاصة لكورونا. يجب على كل مستشفى خاص وحكومي أن يكون لديه جناح خاص لمعالجة كورونا، هذا أمر ضروري وطارئ. يجب أن يكون العمل الإستشفائي خاصّاً لكورونا قبل أي شيء آخر وغض النظر في الوقت الحالي عن العمليات غير الطارئة والتجميلية. الحالة اليوم تتطلب العمل على حالات الكورونا والطارئة.
 
أما السبب الثالث فهو العمل الدؤوب للحصول على اللقاح أياً كان هذا اللقاح، فالأهم هو الحصول عليه. علينا أن نعرف أن اللقاحات سواء الأميركية أو البريطانية أو الصينية أو الروسية جميعها لديها فعالية. وإذا حصلنا على لقاح لديه فعالية تفوق الـ50-60% فهذا كافٍ ويساعد لمواجهة الوباء وليس ضرورياً أن تكون فعاليته 100%. يتوقف الوباء أمام لقاح لديه فعالية تفوق الـ50-%60. 
 
وأكدّ أن "الإقفال التام والشامل يجب أن يكون شهراً باستثناء المطار والمعابر لأن الإصابات أو الحالات الإيجابية في الوافدين ليست كبيرة أو خطيرة. وعليه، لذلك الإقفال ضروري، والتشديد على هذا الإغلاق أكثر من ضروري وكل من يخالف حظر التجول يجب معاقبته بطريقة موجعة وبتسطير محاضر ضبط قاسية". 
 
وفي ظل هذا التفشي الوبائي، تعلو بعض الأصوات لتقول إن "الوباء في لبنان لم يتسبب بوفيات كبيرة، أقول لهم إنه صحيح أن نسبة الوفيات بالكورونا ليست مرتفعة إلا ان الذي يتحدث بهذه الطريقة لم يخسر أحداً بالفيروس ولم ير شقيقه او شقيقته تختنق في المستشفى، ولا يرى ما نشاهده في مستشفياتنا من حالات موجعة. نضطر إلى عدم استقبال الناس في المستشفى وبعضهم يموت في المنازل نتيجة ذلك. سنشهد على زيادة في نسبة الوفيات في الأيام المقبلة، وعلى الناس "انو توعا وتنتبه" وأن تتحلى بالوعي والمسؤولية. 
 
يتساءل البعض لماذا قررنا فتح البلد قبل الأعياد؟ يعترف مخباط أن "القرار كان خاطئاً ولكن عند اجتماعنا مع أصحاب المؤسسات قررنا عدم فتح المطاعم والملاهي خلال الأعياد. وبعد البحث والتدقيق وجدنا أن الناس ستجتمع في بيوتها والخطر سيتضاعف. وهذا ما حدث بالفعل ومصدر العدوى غالبيتها جاءت نتيجة احتكاك الأشخاص ببعضها في المنازل. وأكثر حالات العدوى كانت نتيجة الحفلات الخاصة في الفيلات والمنازل والشاليهات وليس في المطاعم والمحال. 
 
هناك دعوة لإستيراد أكثر من لقاح والتواصل مع الشركات لتأمينها في لبنان، ما الذي يُعيق هذا الطلب وما المشكلة التي تحول دون الحصول على بعض اللقاحات؟
 
يوضح مخباط أن "الشركة التي تصنع اللقاح في أميركا حصلت من الولايات المتحدة الأميركية على إذن للإستخدام الطارئ، بسبب عدم اجتيازها كل المراحل التي يجب على أي دواء أو لقاح المرور بها. في حين نتفاجأ بالتذرع بقوانين وإلهاءنا بها في ظل وضع صحي كارثي". 
 
تعتبر شركة فايزر عالمية ولديها أكثر من 16 مصنعاً في مختلف أنحاء العالم في حين تملك موديرنا مصنعاً واحداً في أميركا. 
 
أما بالنسبة إلى لقاح موديرنا، فمعظم الدراسات والأبحاث كانت مدفوعة من قبل الحكومة الأميركية على عكس شركة فايزر حيث دفع المساهمون فيها لتمويل هذه الدراسات والأبحاث. وبالتالي كل التصنيع والبحث جاء بدعم من الوكالة الوطنية الأميركية للصحة التي لا تسمح للشركة بتوزيع اللقاح وبيعه إلى خارج الولايات المتحدة الأميركية. لذلك عليها بيع ملايين الجرعات إلى أميركا أولاً وبعد الوصول إلى رقم معين يُسمح لها بتوزيع اللقاح إلى الدول الأخرى وليس إلى مؤسسات خاصة. 
 
من المهم أن نعرف أن وزارة الصحة اتفقت مع فايزر إلا أنها لم تعترض على استيراد لقاحات أخرى، وأي لقاح يتمتع بفعالية تفوق الـ50% يعتبر فعالاً وكافياً للقضاء على الفيروس وإيقافه.
 
وختم قائلاً: "على مجلس النواب الموافقة على القانون (مادة 102) والموافقة على السماح بشراء الأدوية أو اللقاح بحالة طارئة. وعلى الناس أن تعرف أن الآثار الجانبية للقاح بسيطة جداً مقارنة بالمضاعفات التي يتسبب بها الفيروس بحد ذاته. علينا أن نكون واقعيين، نتعامل مع اللقاحات منذ سنين طويلة، لماذا علينا اليوم التوقف عن مخاطر اللقاح والحديث عن التجسس عبر زرع شريحة وأخبار أخرى لا تمت بالواقع والعلم بصلة. هذه الأخبار المزيفة خطر على العلم وعلى المجتمع، وعلينا أن نكون أكثر تيقظاً ومعرفة بالمعلومة العلمية والشائعات".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم