الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مع أو ضد اللقاح... أطباء يشرحون لـ"النهار" آراءهم وهواجسهم!

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
تحتل أخبار اللقاحات وانتظار الضوء الأخضر من هيئة إدارة الغذاء والدواء رسمياً، الحيز الأكبر في عناوين الصحف ونشرات الأخبار. يراقب العالم كل المستجدات أول بأول. الآمال المعلقة على اللقاحات التي أنهت المرحلة الأخيرة من تجاربها السريرية كبيرة. الكل يريد القضاء على هذه الجائحة، ومع ذلك يتردد البعض في الحصول على اللقاح خوفاً من عدم مأمونيته. يبدو واضحاً ما أحدثته اللقاحات من تباين وجدل طبي وعلمي، إذ علت بعض الأصوات مشجعةً على إجراء اللقاح بهدف القضاء على الفيروس، مقابل أصوات معارضة تنادي بالتريث والانتظار أكثر ريثما تتكشف الأمور أكثر والتأكد من عدم ظهور أثار جانبية خطيرة.
في لبنان، من المتوقع حسب ما أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن وصول أول دفعة من لقاح #فايزر في أواخر شهر شباط. التحديات كبيرة والآراء متباينة بين مؤيد ومعارض له. في هذه السطور استطلعت "النهار" آراء بعض الأطباء لمعرفة وجهة نظرهم وهواجسهم وتطلعاتهم تجاه هذا اللقاح، والجدل القائم حوله.

مخباط لـ"النهار": لا خوف من اللقاح ولكن نجهل مدة المناعة التي سيوفرها

يوضح الإختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط أنه "وفق القانون اللبناني لا يحق لنا استخدام أي دواء أو لقاح قبل أن يكون حاصلاً على الموافقة خصوصاً من الدولة المصنعة. وبالتالي علينا الانتظار لحصول لقاح فايزر على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء والتي ستكون موافقة للاستخدام الطارئ، وهذا يعني أن اللقاح ما زال قيد الدرس.
لذلك، في الوقت الحاضر الحديث عن وصول اللقاح غير وارد، وعلينا انتظار موافقة إدارة الغذاء والدواء عليه قبل استقدامه إلى لبنان.
أما بالنسبة إلى فعالية اللقاح، أظهرت الدراسات أنه فعاّل والآثار الجانبية له مقبولة وخفيفة حيث تُسبب الجرعة الأولى ألماً في الذراع وحرارة متوسطة، في حين تؤدي الجرعة الثانية إلى ألم في الجسم وقشعريرة وحرارة مرتفعة وألم واحمرار في الذراع وضعف فيها.
وتعتبر هذه الآثار بسيطة وغير خطيرة ويمكن استخدامه بسهولة وبارتياح دون خوف من مخاطر هذه الأعراض الجانبية وعدم فعاليته. إلا أن طريقنا ما زال طويلاً للحصول عليه، وعلينا متابعة ومراقبة البيانات الصادرة فيالشهرين المقبلين في الدول التي حصلت عليه.
صحيح هناك تسرع في الإجابة عن فعالية اللقاحات، ولكن علينا معرفة أن اللقاح صُنع بطريقة جدية ووفق دراسات علمية دقيقة وإنما نجهل حتى الساعة مدة فعاليته (هل تؤمّن مناعة لمدة 6 أشهر أو 8 أشهر أو أكثر؟). ولا يمكن لأحد الإجابة عن سؤال مدة المناعة التي يؤمنها اللقاح لأن أولى جرعات اللقاح استخدمت في تموز ولم يمر عليها 4 أشهر لمعرفة الكثير عن هذه المناعة.
وفي حال الحصول عليه في لبنان، سيكون سعره مرتفعاً خصوصاً لأن كلفته ستكون في الدولار (ما يقارب 20$ للقاح فايزر و40$ للقاح موديرنا). وبين تصنيعه ووصوله إلى لبنان سيصبح سعر اللقاح أغلى مما هو عليه اليوم، والدولة اللبنانية لا تملك الأموال لدفع ثمن اللقاح، كما أن البنك الدولي لن يساعد لبنان وبالتالي سيكون صعباً الحصول على اللقاح بسعرٍ مقبول.
ويختم قائلاً: "أنا مع اللقاح عند توافره، فهو لم يظهر أي آثار جانبية خطيرة، الشيء الوحيد الذي يقلقني هو مدة المناعة التي يؤمنها عند الحصول عليه، وعلينا متابعة وترصد الحالات التي خضعت له لمعرفة تفاصيل أكثر حول المناعة المكوّنة.


د. نبيل الطويل: أفضِّل التريث للاطلاع أكثر على المعطيات العلمية للقاح
   لا يُخفي رئيس جراحة القلب والصدر في مستشفى المعونات الدكتور نبيل الطويل أن 
هناك علامات استفهام وأسئلة كثيرة ترافق عملية الاختبارات واللقاحات، وبما أننا لم نطّلع على تفاصيل الدراسات والتجارب التي أجريت في المرحلة الثالثة ولم نتلق سوى بعض النتائج حول فعالية اللقاح، لذلك أنا من الأشخاص الذين يُفضلون التريث قليلاً قبل الحصول على التطعيم من منطلق علمي.
وأناشد أن تكون هناك مجموعة علمية تستلم ملف اللقاح وتناقشه للرأي العام بتفاصيله، إذ ليس هناك مرجعية تنصح الناس، نحن بحاجة إلى العلم وإلى جهة نثق بها وليس إلى جهة سياسية أو شخص قد يُسيّس نتيجة التجاذب السياسي. صحيح أن وزير الصحة يوّجه ولكنه ليس المرجعية العلمية التي يمكن العودة إليها للبحث في هذه المعلومات العلمية.
نحن بحاجة للتوثيق العلمي والدراسات العلمية خصوصاً أن عدد المشاركين لم يتخطَّ الـ30 ألف مشترك، في حين أن الناس الذين سيتلقون اللقاح بالملايين، وتعتبر عينة صغيرة مقارنة بالأشخاص الذين سيتلقون اللقاح في مختلف دول العالم. كما أنه لم يُشاركونا البيانات التي أجريت على الحيوانات في المختبرات قبل إجرائها على المتطوعين، وما زلنا حتى الساعة لا نعرف كل شيء عن هذا الفيروس، وما زلنا نتعلّم الكثير.
 


د. كنج: نحتاج إلى الاطّلاع على تفاصيل علمية ونسبة التعرّض للفيروس عند المتطوعين

تؤكد رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة سهى كنج أن دراسات اللقاحات دقيقة وعلينا معرفة كيفية تحليلها. وكما نعلم، يقسَّم المتطوعون إلى مجموعتين، مجموعة تتلقى اللقاح وأخرى تتلقى علاجاً وهمياً، وبعد ذلك يستكمل المتطوعون حياتهم بشكل طبيعي، ولأن الفريقين لم يتعرضا للفيروس بالطريقة نفسها، علينا أن نتطلع أكثر إلى كيفية تعريض المتطوعين إلى الفيروس وماذا نعني بـ90 أو 95% من فعالية اللقاح. 
يتعرض كل شخص بطريقة مختلفة عن الآخر للفيروس؛ نسبة الفيروس التي تعرّض لها والمخالطون له... لذلك عندما نتحدث عن لقاح علينا أن نكون على اطلاع بكل هذه التفاصيل المهمة والعلمية."
نحتاج إلى الاطّلاع على الدراسات بشكل دقيق لمعرفة تفاصيلها وكيفية تعرض المتطوعين للفيروس وكمية الفيروس حتى نتوصل إلى اللقاح الذي يعتبر الأفضل والأكثر مأمونية وفعالية. وبالتالي حصلنا اليوم على المعلومات الأولية لهذه اللقاحات في انتظار نشر الدراسات بكل تفاصيلها العلمية."
 
إده: من المهم أن لا نكون من الشعوب الأولى لأن اللقاح سيكون تجريبياً
برأي رئيس قسم العناية الفائقة والاختصاصي في الأمراض الصدرية والإنعاش في مستشفى المعونات – جبيل الدكتور بيار إده "أنا مع اللقاح شرط أن يكون مدروساً وعملياً. ويبدو أن لقاح فايزر ليس عملياً بسبب ضرورة تخزينه بحرارة 70 دون الصفر. صحيح أن لا بديل من اللقاح إلا أننا نحتاج إلى شيء عملي. هناك منظمات عالمية ستوافق على اللقاحات وهي مراجع متخصصة علمية وتالياً سيخضع ملايين الأشخاص إلى هذه اللقاحات قبل أن تصل إلى لبنان. وعليه، ستحصل الدول المتطورة على اللقاح قبل وصوله إلى لبنان أو الدول الأخرى. ويبقى الأهم أن لا يكون لبنان من بين الشعوب الأولى الذي سيحصل على اللقاح لأن هدفه سيكون تجريبياً، وعندها يُفضل عدم تلقيه خوفاً من أن يكون لقاحاً تجريبياً
 

د. شقير: المسألة كلها مرتبطة بالثقة
برأي رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى "أوتيل ديو" الدكتور جاك شقير لـ"النهار" أن "ليس هناك دواء خاص لمواجهة كورونا حتى الساعة، وعليه نأمل أن يساعد اللقاح للقضاء على هذا الوباء. وبالتالي يعتبر اللقاح حاجة، ولن نتخلص من هذه الجائحة إلا بتضافر كل الجهود وتوفير التطعيم لكل الناس.
كما أنه لا يمكن لمنظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية الدولية أن تطرح لقاحاً في السوق يفتقر إلى المأمومنية والفعالية، وعليه يستحيل إعطاء لقاح لديه مخاطر أو قد يتسبب بوفاة. لذلك عند الإعلان عن لقاح فعال وآمن لا مجال للتشكيك، ولا مجال للانتظار لمراقبة ما قد يحدثه هذا اللقاح عند المتلقين. المسألة
كلها مرتبطة بالثقة، فإما لدينا ثقة بهذه المنظمات الطبية أم لا."
ويختم قائلاً: "نحن أمام تحديات كبيرة وعلينا التفكير في كل التفاصيل المتعلقة باللقاح سواء طريقة تخزينه وتوزيعه وتحضير الفريق المختض لإعطائه. وعلينا التحضير وتجهيز لبنان لاستقبال أي لقاح، وهذه مسؤولية تترتب وضع خطة متكاملة لتنظيم آلية تخزينه وتوزيعه وضمان عدم هدره نتيجة سوء الإدارة والتنظيم".
 
متى متى: النتائج الأولية مشجعة ولكن!
يؤكد الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور متى متى أنه "علينا الانتظار للاطلاع أكثر على بيانات الدراسات بتفاصيلها، ما زالت الأمور حديثة وما صدر هو كناية عن بيان صحافي وليس دراسات مفصلة وعلمية أولاً باول. ولكن يمكن القول إنه إذا كانت البيانات والدراسات الصادرة صحيحة ومؤكدة، يمكننا تلقي اللقاح إلا أننا لم نطلع بعد على البيانات ونحتاج إلى أسبوعين على الأقل لنشرها حتى نبني على الشيء مقتضاه. وفق ما أعلنته شركة فايزر – بيونتك عن فعالية اللقاح، لا خوف من تلقيه ولكن علينا أولاً الاطلاع على الدراسات، ولا يمكن بناء العلم على بيانات صحافية فقط. صحيح أن النتائج الأولية مشجعة إلا أنه علينا انتظار كل البيانات وتحليلها ليس فقط بما يتعلق بلقاح فايزر وانما بكل اللقاحات التي وصلت إلى المرحلة الأخيرة وتنتظر الحصول على الموافقة للاستخدام الطارىء".

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم