الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

بفضل دعم المحيطين وإيجابيته تخطى إصابته بالسرطان خلال أشهر

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
خضر وصديقه(النهار)
خضر وصديقه(النهار)
A+ A-

مع كل حالة جديدة من السرطان، تبرز أهمية الوعي أكثر، لزيادة فرص التعافي من المرض. وبالنسبة إلى الأطفال، يبدو هذا أكثر أهمية، خصوصاً أن ثمة أمراضاً عديدة ومشكلات صحية يمكن أن يتعرض لها الأطفال، قد تتشابه في أعراضها مع تلك الناتجة عن إصابتهم بالسرطان.

ارتفاع الحرارة والتعب الزائد والنحول، من أكثر الأعراض شيوعاً. لكن في كثير من الأحيان يمكن ألا يتم تشخيص حالة السرطان لدى الطفل في الوقت المناسب، بسبب الالتباس الذي يمكن أن يحصل حول الأعراض، فيما تصل نسبة الشفاء من سرطان الأطفال إلى 90 في المئة. بالنسبة إلى خضر، وعلى الرغم من أنه كان قد بلغ 18 سنة عندما أصيب بالسرطان، إلا أنه عانى طوال أشهر عديدة قبل التشخيص الصحيح لحالته، ما كاد يشكل تهديداً لحياته، لولا مشيئة القدر.

طوال 5 أشهر استمرت معاناة خضر مع أعراض صعبة، كآلام حادة في الرأس وانقطاع شهية ونحول شديد بعد فقدان الكثير من وزنه. هذه الأعراض بدأت كلّها بحبة ظهرت في عنقه، فيما كان أهله يستشيرون صيادلة يصفون له بعض الأدوية سرعان ما تثبت فشلها مع ازدياد ألمه. "أخيراً بعد أشهر عديدة أخذت خزعة في المستشفى، وتبين أني مصاب بسرطان من نوع Nasopharyngeal carcinoma، فتم تحويلي إلى الدكتورة رولا فرح لتتابع حالتي ضمن جمعية Chance"، يقول خضر.

من بدء مراحل العلاج، ساعدت إيجابية خضر في تحسنه السريع وزيادة قدرته على مواجهة المرض، بكل ما فيه من تحديات. خلال 7 أشهر، خضع للعلاج الكيميائي لمواجهة اللوكيميا. ومن اللحظة الأولى التي علم فيها بإصابته أظهر إيجابية وتقبلاً واضحاً لحالته، بعكس ما يحصل عادة في مثل هذه الظروف، خصوصاً مع شاب في مقتبل العمر يمر بمثل هذه التجربة.

 لا ينكر في حديثه أن الأيام الأولى من جلسات العلاج الكيميائي كانت صعبة. فكان يشعر بالتعب وبالآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، لكن سرعان ما شعر بتحسن وتخطاها من دون مشاكل، بفضل إيجابيته ومرحه وحبه للحياة. بالضحك والمرح تعاطى خضر مع مرضه، وهو متأكد من أنها تجربة يمر بها وسرعان ما تنقضي، ولن تبقى منها إلا الذكرى. وإضافة إلى حالته النفسية التي كانت له مصدر قوة، كان دعم المحيطين به جميعاً.

فبفضل وجودهم إلى جانبه ودعمهم المستمر له ومحبتهم اللامتناهية، ازداد عزماً وقوة ليواجه مرضه بشجاعة واندفاع. ففي كل جلسة من العلاج الكيميائي كان صديقه المقرب يرافقه، ولم يتركه لحظة. ويقر أن هذا ما ساعده على مواجهة مرضه وتخطي هذه التجربة بأقل قدر ممكن من الصعاب. "كل من في بلدتي دعمني، إضافة إلى أهلي طبعاً الذين وقفوا إلى جانبي. أذكر أنني عندما حلقت شعري، بعد أن عرفت أنه سيتساقط بسبب العلاج الكيميائي، حلق 50 شاباً من أصدقائي في البلدة شعرهم لمساندتي في هذه المحنة".

عادةً، في تجربة من هذا النوع، أكثر ما يقلق شاب في هذه المرحلة العمرية هو المستقبل وخوفه على ما ينتظره في المرحلة المقبلة جراء مرضه هذا. إلا أن خضر أظهر شجاعة نادرة. فطوال فترة المرض، لم يفكر لا بالمستقبل ولا بما ينتظره. فعاش تلك التجربة كل يوم بيومه، من دون التفكير بالغد، وبما يحضّره له، مركزاً على فكرة تخطي المرض بكل ما لديه من قوة.

في أزمة الدواء

عانى خضر، كمعظم مرضى السرطان من أزمة فقدان الدواء، وإن كانت لا تزال في بداياتها في فترة مرضه. فنظراً لعدم توافر أدويته، كان يُرغم على تأمين البدائل من هنا وهناك. "لم أدع أزمة الدواء، على الرغم من التوتر الذي ينتج عن ذلك، تؤثر عليّ. حرصت على تحمل كافة الصعاب حتى لا ينعكس ذلك سلباً على حالتي. وكانت الدكتورة رولا فرح أمّاً ثانية لي، فقدمت لي كل الدعم. وقد تلقّيت العلاج من دون أن أتحمّل التكاليف حتى".

منذ 10 أشهر شفي خضر، وبعد تلقيه العلاج بالأشعة الذي لا ينكر صعوبته لما يسببه من آثار جانبية، من حروق وفقدان شهية وغيرها، شفي تماماً وتابع حياته بشكل طبيعي. وأصبحت هذه التجربة التي مر بها من الماضي. ولم يبق منها إلا ذكرى. هذا ويحمد الله أنه تم تشخيص حالته في الوقت المناسب حتى يتعافى ويعود إلى حياته وسط كل من يحبونه.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم