الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بارقة أمل مع انخفاض معدلات انتشار كورونا في العالم... فهل اقتربت نهاية الفيروس؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
الصورة من فلسطين، هل اقتربت نهاية الفيروس؟ (تعبيرية- أ ف ب).
الصورة من فلسطين، هل اقتربت نهاية الفيروس؟ (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-

شكّل إعلان منظمة الصحة العالمية في الأسبوع الماضي عن انخفاض إصابات كورونا للأسبوع الثالث على التواليبارقة أمل للعالم. فبحسب المنظمة هذا مؤشر على أنه يمكن السيطرة على الفيروس ولو بوجود السلالات المتحوّرة. فهل يعتبر هذا مؤشراً أيضاً إلى اقتراب نهاية الفيروس التاجي حول العالم بعدما حصد ملايين الارواح وتسبب بمئات الملايين من الإصابات مع ما كان لذلك من تداعيات على حياتنا من النواحي كافة؟

 

ما سبب انخفاض معدل الإصابات في العديد من الدول؟

سُجّل انخفاض في معدل الإصابات بكورونا في العديد من الدول مما انعكس إيجاباً على المعدل العام للإصابات حول العالم. أما السبب وراء تراجع المعدلات، فيعود بحسب الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور زاهي الحلو إلى حملات التلقيح الواسعة التي أجريت في العديد من الدول والتي بلغت نسباً مرتفعة في دول عديدة منها الإمارات وبريطانيا وفرنسا. فقد ساعد ذلك في انخفاض معدل الإصابات من جهة وأيضاً على تراجع معدلات الدخول إلى المستشفى والوفيات أيضاً. أما ما حصل في بريطانيا تحديداً، فإن النتائج المرجوة من حملات التلقيح تأخّرت إلى حد ما بسبب السلالات المتحوّرة التي يُعرف عنها بأنها تنتشر بمعدلات أعلى بكثير تصل إلى نسبة 70 في المئة.

وبرأي الحلو إذا كانت السلالة الأصلية للفيروس قد تتسبب بعدوى 3 أو 4 أشخاص تقريباً، فإن السلالة المتحوّرة قد تتسبب بحوالى 11 إصابة مع انتقال العدوى. وهذا ما كان طبيعياً أن يساهم في ارتفاع المعدلات. لكن في الوقت نفسه، استطاعت حملات التلقيح في بريطانيا أن تحد من الانتشار السريع الناتج من السلالات المتحورة الذي كان من المتوقع أن يتسبب بمعدلات أعلى بكثير لولا اللقاح. هذا، ويشير الحلو إلى أن اللقاحات، وتحديداً فايزر ومودرنا، أثبتت فاعلية في تأمين الوقاية من السلالات المتحورة أيضاً ما كان عاملاً إيجابياً في واجهتها. أما لقاح استرازينيكا فكان فاعلاً في تأمين الوقاية من السلالة البريطانية لكنه لم يكن كذلك مع السلالة الجنوب أفريقية. هذا  مع الإشارة إلى أن السلالة الأخطر اليوم هي السلالة البرازيلية لكنها

محصورة في إطار الأمازون حيث لا ترتفع الكثافة السكان

من جهة أخرى، يؤكد الحلو أن ما ساهم أكثر بعد في ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس في لبنان حيث سجّلت أرقام مخيفة في الفترة الاخيرة مع ارتفاع كبير في معدل الوفيات وأيضاً من الضغوط على القطاع الصحي والمستشفيات، هو انتشار السلالات المتحوّرة فيه في ظل تراجع معدلات الفحوص الخاصة التي تجرى لذلك لاعتبارها مكلفة ويصعب إجراؤها على نطاق واسع، ومن جهة أخرى يعود السبب إلى تأخير لبنان في البدء بحملات التلقيح مقارنة بدول أخرى بدأت بذلك وبلغت مراحل متقدمة فيها ما ساعد على انخفاض معدلات الإصابة لديها.

 

هل يعتبر الانخفاض المسّجل في المعدل العام لانتشار الفيروس حول العالم مؤشراً إلى اقتراب نهايته؟

لا يمكن اعتبار هذا مؤشراً إلى اقتراب نهاية الفيروس حول العالم، ولو سجّل انخفاض في معدلات انتشاره. فيُعرف عن الفيروسات عامةً، يشدد الحلو على أنها قابلة للتحوّر بشكل مستمر حتى تتمكن من تحقيق انتشار أوسع والانتقال بين الناس. وبالتالي إن ظهور السلالات المتحوّرة لفيروس كورونا كانت متوقعة ولم تفاجئ الخبراء. مع الطفرات الدائمة في الفيروس قد يحصل تغييراً كبيراً فيها وصولاً إلى المرحلة التي يصبح فيها التغيير كبيراً إلى درجة أن الفيروس يتحوّل بشكل جذري وكأنه فيروس جديد. وقد حصل ذلك مع فيروسات سابقة منها السارس. لكن الوقت لا يزال مبكراً اليوم للقول إن فيروس كورونا قد ينتهي بهذا الشكل لأن الطفرات الحاصلة إلى الآن لا تزال محدودة ولم تحدث تغييراً كبيراً فيه بحيث لا يزال قادراً على الانتشار والانتقال بشكل واسع بين الناس، مع انتشار أوسع

 بوجود السلالات المتحورة.

وبالتالي، وفق ما يبدو واضحاً بحسب الحلو أن الطفرات الحاصلة اليوم أتت لصالح الفيروس حتى اللحظة لا لصالح الإنسان، على أمل ان تحصل طفرات كبرى يمكن ان تؤدي إلى انتهاء الفيروس تماماً، كما حصل سابقاً. لكن بانتظار حصول ذلك، يبقى اللقاح هو السلاح الوحيد في مواجهة الفيروس والأمل الوحيد للتغلّب عليه في هذه المرحلة لمنعه من الاستمرار بالتغيير بشكل يسمح له بالتكاثر والانتشار بشكل أوسع بين الناس. فوحده اللقاح قادر على وقف انتشاره ولا بد من إجراء حملات التلقيح على نطاق واسع في الدول بهدف وقف انتشار الفيروس. فالفيروس ينتقل من شخص إلى آخر وهي الطريقة التي يحقق الانتشار فيها. فإذا ما اعتُمد اللقاح على نطاق واسع سيساعد في وفق هذا الانتشار وصولاً إلى انتهائه. وهذا بغض النظر عن نوع اللقاح الذي يمكن الحصول عليه. فقد أثبتت كافة اللقاحات فاعلية، ولو بنسب مختلفة. فالاختلاف في ما بينها في التقنية المعتمدة بحيث إن التقنية المعتمدة للقاحي فايزر ومودرنا جديدة تعتمد على الـMrna ، فيما اعتمد لقاحا سبوتنيك الروسي واسترازينيكا على تقنية الـadenovirus، أما اللقاح الصيني فاعتمد على الفيروس نفسه الميت. لكل لقاح تقنية معتمدة، لكن الخوف من أي منها غير مبرر بحسب الحلو وما يحكى عن أن لقاح فايزر يمكن أن يؤثر في جينات الإنسان لا أساس علمي له لان تقنيته من التقنيات الآمنة تماماً التي لا خوف منها.

يبقى اللقاح السلاح الوحيد في مواجهة الوباء، أما الآثار الجانبية التي يمكن التعرض لها جراء الحصول عليه فأقل بكثير من تلك المضاعفات التي يمكن التعرض لها جراء الإصابة بالفيروس، سواء في الفئات العمرية المتقدمة أو في مرحلة الشباب، لاعتبار أنه حتى الشباب يمكن أن يصابوا بمضاعفات المرض نتيجة العوامل الجينية التي تلعب دوراً في ذلك وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة وهذا ما نلاحظه، حيث تحصل وفيات في عائلة واحدة لان العوامل الجينية تؤدي دوراً وليس فقط العمر أو باقي العوامل التي ساد اعتقاد في المراحل الأولى أنها ترتبط حصراً بالمضاعفات التي يمكن التعرض لها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم