المشهد في مستشفى الحريري بوجود متحور دلتا... ماذا عن العوارض؟

ارتفاع إضافي ومستمر يسجّله عداد كورونا في الأسابيع الأخيرة، في ظل توقعات بأن نشهد موجة جديدة مشابهة لتلك التي واجهتها البلاد في موسم الشتاء الماضي إذا ما استمر الوضع على حاله. كما يجري الحديث حالياً عن احتمال الإقفال في حال استمرت الأعداد بالارتفاع، فهو سيناريو غير مستبعد، خصوصاً أن الاستهتار كان واضحاً في مختلف القطاعات في موسم الصيف.

وعن المشهد في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الذي بقي قسم كورونا مفتوحاً لديه واستمر باستقبال المرضى، تحدث رئيس قسم الأمراض الجرثومية فيه الدكتور بيار أبي حنا الذي أوضح أن اللقاح هو الحل الوحيد، لأنه تبين أن الأكثرية الساحقة ممن أدخلوا إلى المستشفى جراء إصابتهم بكورونا لم يتلقوا اللقاح.

هل اختلفت الفئات العمرية للمصابين بكورونا المتواجدين في المستشفى؟

إن الفئات العمرية للمصابين بكورونا والذين يدخلون المستشفى الآن هي أصغر مقارنةً بما كان يحصل في السابق. فإذا كان الذين دخلوا المستشفى في مرحلة سابقة من المسنين فهم اليوم في الأربعينيات والثلاثينيات وأحياناً العشرينيات من العمر كما يوضح أبي حنا. وحالات هؤلاء المصابين تعتبر مقبولة ومعتدلة الحدة، ومنها ما يعتبر أكثر صعوبة بحيث تتطلب إدخالها إلى العناية الفائقة ووضعها على الجهاز التنفسي.

ويقول أبي حنا إن من تلقوا اللقاح هم محميون وأن الأكثرية الساحقة ممن هم في المستشفى وحالاتهم خطيرة هم من الذين لم يتلقوا اللقاح، ما يؤكد فاعلية اللقاح وضرورة تلقيه. وحتى لو كانت حمايته بنسبة 100 في المئة، فقد تنتقل العدوى لكن بمعدل أقل، والإصابة تكون حكماً أقل حدة. مع الإشارة إلى أن العدوى تنتقل مع متحور دلتا بمعدل مرتين أكثر مقارنة بالنسخة الأصلية للقاح.

أما بالسنبة إلى الحالات التي يتم التعامل معها، فمنها ما يعتبر صعباً، إنما أصبحت هناك قدرة على السيطرة على المرض والتعامل معه بشكل أفضل من حيث العلاجات المختلفة كتلك الخاصة بالسيلان والكورتيزون والأكسيجين، لكن تبقى المشكلة الأساسية في أن أوضاع المستشفيات أكثر صعوبة بكثير اليوم وهي تواجه المزيد من الصعوبات، خصوصاً مع الانقطاع المتكرر للأدوية المهمة في معالجة كورونا ومنها علاج Actemra .

هل تختلف أعراض متحور دلتا على المرضى مقارنة بالسابق؟

لم يتبين لأبي حنا فارق واضح في الأعراض التي يمكن ملاحظتها لدى المرضى الذين هم في المستشفى حالياً بوجود متحور دلتا مقارنة بالذين كانوا في مرحلة سابقة. يحكى الكثير عن أن متحور دلتا يصيب الجهاز الهضمي بمعدل أكبر، حيث تظهر أعراض إسهال ووجع بطن، لكن هذا النوع من الأعراض كان موجوداً أيضاً مع النسخة الأصلية للفيروس وبالتالي لا يمكن تمييزها عن أعراض المتحور دلتا.

يضاف إلى ذلك أن أعراض كورونا كانت دوماً مختلفة بين مريض وآخر، وما من شيء مستجد في ذلك. حتى إنه يلاحظ ارتفاع أكبر في الحرارة وسيلان في الأنف ووجع في الحنجرة، لكن هذا أيضاً ليس معياراً لتمييز المتحور لأن هذا النوع من الأعراض كان يظهر أيضاً في السابق في حالات كثيرة. علماً أن المستشفى لا يجري حالياً الفحص الخاص بمتحور دلتا لكل مريض يدخل إليه، ففي كل الحالات يبقى العلاج نفسه وطريقة التعاطي مع المرض والمريض هي ذاتها بغض النظر عما إذا كان مصاباً بالمتحور أو بالنسخة الأصلية للفيروس.

أما الوفيات فعددها المنخفض اليوم ليس معياراً لأنه مع ارتفاع أعداد الإصابات ليس مستغرباً أن يزيد عدد الوفيات خلال أسابيع من اليوم.